تحذيرات من أن تؤدي الضربات الجوية إلى دفع الأفغان باتجاه طالبان

كرزاي: الغارات الأميركية ليست طريقة فعالة لمكافحة الإرهاب

TT

أدت أنباء عن مقتل عشرات من سكان القرى الأفغانية في هجمات جوية أميركية تستهدف طالبان إلى مطالب بوقف الضربات الجوية وتحذيرات من أن وقوع ضحايا بين المدنيين يدفع الأفغان باتجاه المتمردين. لكن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي التي تهاجم المتمردين تؤكد أن القوة الجوية ضرورية وتتهم المسلحين بأنهم يحاولون وقف هذه الغارات عن طريق خلق أوضاع تسمح بأن تلحق هذه الضربات أضرارا بالمدنيين. وتجرى العديد من التحقيقات في محاولة لتوضيح ما حدث في ولاية فرح الغربية قبل نحو أسبوع عندما استدعت القوات التي تقاتل طالبان القوة الجوية. ويقول الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إن نحو 130 مدنيا بينهم أطفال وكبار في السن قتلوا في عمليات القصف، بينما يقول تحقيق محلي إن 147 مدنيا قتلوا بينهم 94 فتاة.

واعترف الجيش الأميركي بأن «عددا» من المدنيين قتلوا، إلا أنه لم يوضح كيف.

وصرح محمد نعيم قادر زعيم قرية غراناي القبلية لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي أن القنابل سقطت على مجمعات احتمى بها الناس من القتال. وأضاف «في ذلك الوقت لم يكن أي من عناصر طالبان في القرية» مضيفا انه على الرئيس الأميركي باراك أوباما «منع جيشه من قصف الأبرياء وإلا فإن الناس سينضمون إلى طالبان. وهذا خطر عليه». من جهته طالب كرزاي بإنهاء القصف الجوي. وقال إن هذه الغارات ليست طريقة فعالة لمكافحة الإرهاب وتتسبب في ضحايا بين المدنيين. وقال الجنرال السابق في القوات شبه العسكرية الجنرال نور الحق الومي إن أي عمل عسكري يضر بالمدنيين يصبح أداة تجنيد للمسلحين. وأضاف «كلما زاد عدد القتلى من المدنيين ازداد عدد الأعداء ومقابل كل بيت تدمره أو كل شخص تقتله، تضيف عشرة إلى قائمة الأعداء».

وأضاف انه في ارض المعركة التي تتسم بالتعقيد في أفغانستان حيث يختلط المسلحون بالناس العاديين، «استخدام الغارات الجوية يشبه استخدام القصف المدفعي لقتل ذبابة». وتابع «هل تقصف منشأة أميركية إذا دخلها عدد من عناصر طالبان بطريقة أو بأخرى؟». وقال الومي انه من الأفضل للقوات الأمنية محاصرة المناطق التي يختبئ فيها المسلحون وانتظار خروجهم، مضيفا «لا ضرورة لقتل النساء والأطفال فقط لان عددا قليلا من مقاتلي الأعداء مختبئون بينهم». وصرح نادر نادري العضو في اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في أفغانستان لوكالة الصحافة الفرنسية ان اللجنة تدعو منذ فترة الى زيادة عديد القوات البرية وخفض عدد الغارات الجوية للأسباب نفسها. وقال ان وقوع ضحايا بين المدنيين يزيد من الدعم لمسلحي طالبان ويخدم دعايتهم الإعلامية ضد الحكومة والقوات الدولية. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش انه من المرجح ان يكون حادث فرح قد أحدث «أكبر خسارة بين الأرواح يحدثها قصف أميركي في أفغانستان حتى الآن وأكثرها مأساوية». وقالت الباحثة ريتشيل ريد إن «خطأ قاتلا آخر يضع بلا شك علامات استفهام على فاعلية استخدام القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي الغارات الجوية في أفغانستان».

وأضافت أن الإجراءات العسكرية لمنع وقوع ضحايا بين المدنيين جراء الغارات الجوية بما فيها التحقق من المعلومات الاستخباراتية قبل شن الهجمات، ليست مفيدة ويجب مراجعتها. وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلثي المدنيين الـ828 الذين يقال إنهم قتلوا بنيران القوات الموالية للحكومة في النزاع العام الماضي قتلوا في هجمات جوية.

إلا أن المسلحين مسؤولون عن 55% من القتلى المدنيين البالغ عددهم 2118 مدنيا في 2008 اكثر الاعوام دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على افغانستان عام 2001 وأطاحت بحكومة طالبان. وحذرت مجموعات لحقوق الإنسان من أن زيادة عديد القوات الاميركية بإرسال 21 ألف جندي إضافي هذا العام من المرجح أن يؤدي إلى مقتل مزيد من المدنيين. ويدافع الجيش الاميركي عن القوة الجوية باعتبارها احدى المزايا الفنية الرئيسية التي يتفوق بها على طالبان. وقال الكولونيل غريغ جوليان المتحدث باسم القوات الاميركية ان القوة الجوية «تعطينا السرعة والقدرة على المناورة والوصول وهي واحدة من أكثر القدرات قوة ضد مسلحي طالبان».

وأضاف «هذا هو السبب الذي يجعلهم يركزون على ان هذه الهجمات تتسبب في مقتل مدنيين سعيا منهم لمنعنا من استخدامها». وأشار الجنرال ريتشارد بلانشيك من القوة التي يقودها الحلف الأطلسي أن القوة الجوية لا غنى عنها لحماية القوات الأفغانية والدولية التي تتعرض لهجمات. وأكد أنها توفر كذلك «تفوقا كبيرا» على طالبان لان وعورة المناطق تعيق حرية القوات على المناورة ووصول الإمدادات لأنه من الصعب وصول القوات البرية إلى المناطق النائية.