تقرير: 25 من سجناء «سي آي إيه» تعرضوا للحرمان من النوم

مذكرات وزارة العدل الأميركية وصفته بأنه أقل خطورة من الإيهام بالغرق

TT

في الوقت الذي كان يستعد فيه الرئيس أوباما الشهر الماضي للكشف عن مذكرات سرية تتناول استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وسائل تحقيق قاسية، قدم البيت الأبيض العديد من المناشدات في اللحظة الأخيرة. وجاءت إحدى هذه المناشدات من المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايكل هايدن، الذي أعرب عن عدم اعتقاده بأن الإدارة جاهزة للكشف عن وسائل يمكن أن تقرر فيما بعد أنها في حاجة إليها. وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، فإن هايدن سأل مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض: «هل تريد أن تقول لي إنه تحت كل ظروف التهديد، فإنك لن تتدخل في دورة نوم أحد المعتقلين؟».

ومنذ البداية، كان الحرمان من النوم من أحد المكونات الأكثر أهمية في برنامج استجواب وكالة الاستخبارات المركزية، واستخدم للضغط على العشرات من المشتبه في ممارستهم للإرهاب، وتأتي هذه الوسيلة من ضمن الوسائل التي تحارب الوكالة بشدة من أجل الإبقاء عليها. وقد حُظر استخدام هذه الوسيلة بعد أن منع الرئيس أوباما في يناير (كانون الثاني) استخدام وسائل التحقيق القاسية، على الرغم من أن هناك فريق عمل مختصا يقوم بمراجعة استخدام هذه الوسائل مع غيرها من وسائل التحقيق التي يمكن أن تستخدمها الوكالة في المستقبل. وبسبب فعالية الحرمان من النوم، والنظر إليه على أنه مرفوض بدرجة أقل من الإيهام بالغرق أو ضرب الرأس أو الإجبار على التعري، يمكن النظر إلى الحرمان من النوم على أنه وسيلة تغري بالإبقاء عليها. ولكن، تظهر مذكرات لوزارة العدل التي كشف أوباما النقاب عنها الشهر الماضي، بالإضافة إلى معلومات قدمها مسؤولون على اطلاع بالبرنامج، أن هذه الوسيلة، التي تتضمن إجبار المعتقلين المقيدين على الوقوف، وربما لأيام متواصلة، كانت محل خلاف داخل المجتمع الاستخباراتي الأميركي بدرجة أكبر مما كان معروفا على نطاق واسع. وتقول مذكرات وزارة العدل إنه كان يتم تصفيد أقدام السجناء في الأرض وتقييد الأيدي بالقرب من الذقن. ولم يكن المعتقلون يرتدون سوى حفاضات، ولم يكن يسمح لهم بإطعام أنفسهم. وكان السجين الذي يدخل في النوم تدريجيا يبقى متدليا في السلاسل. وتشير المذكرات إلى أن أكثر من 25 من سجناء وكالة الاستخبارات المركزية كانوا يتعرضون للحرمان من النوم، وفي مرحلة ما، كان مسموحا للوكالة أن تبقي السجناء مستيقظين لمدة تصل إلى 11 يوما، وبعد ذلك قُلل الحد الأقصى إلى ما يزيد عن أسبوع. وعندما يصبح المعتقلون غير قادرين على التحمل، يمكن أن يرقدوا على أرضية السجن ولكن مع تثبيت الأطراف في «نقطة بعيدة على الأرضية بطريقة لا يمكن من خلالها ليّ الأذرع أو استخدامها لتحقيق توازن أو الاستراحة»، حسب ما قالته مذكرة بتاريخ 10 مايو (أيار) 2005. وأضافت المذكرة: «يعد هذا الوضع غير مريح بالنسبة للمعتقلين، بالصورة التي تحرمهم من نوم طويل، في الوقت الذي يسمح لهم بخفض الأطراف لتلافي آثار الوقوف».

وفي تقرير الصليب الأحمر قال السجناء إنهم كانوا يتعرضون إلى موسيقى صاخبة أو ضوضاء بصورة متكررة. وبحسب التقرير فقد قال عميل «القاعدة» المشتبه فيه أبو زبيدة، وهو السجين الأول الذي أسرته وكالة الاستخبارات المركزية: «أبقي عليّ جالسا على كرسي مع تصفيد يدي وقدمي لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وعندما كان يغلبني النوم، كان يأتي حارس ويرش المياه على وجهي».

وفي مذكرات وزارة العدل، وصف الحرمان من النوم بأنه جزء من مرحلة أساسية في التحقيق، صنفت على أنها أقل خطورة من الوسائل «القسرية» أو «الإصلاحية» الأخرى.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»