واشنطن تعلن عن ثالث حالة وفاة بسبب إنفلونزا الخنازير

الفيروس وصل إلى 30 بلدا.. وإنذار منظمة الصحة العالمية ما زال عند الدرجة الخامسة

طبيب يفحص درجة حرارة صحافي بحثا عن أعراض الإصابة بإنفلونزا الخنازير قبل أن يسمح له بالدخول إلى استاد بوماس بالعاصمة مكسيكو سيتي لمتابعة مباراة في كرة القدم ضمن الدوري المكسيكي (أ.ف.ب)
TT

واصل فيروس إنفلونزا الخنازير انتشاره صباح أمس مع تسجيل أول وفاة في أميركا الوسطى وثالث وفاة في الولايات المتحدة، حيث سجل ارتفاع حادّ في عدد الإصابات المؤكدة، وتعطى الأولوية لتصنيع لقاح. وأعلنت وزيرة الصحة في كوستاريكا ماريا لويسا أفيلا وفاة رجل عمره 53 عاما أول من أمس بعدما نُقل الأسبوع الماضي إلى المستشفى في سان خوسيه، وكان مصابا بداء السكري والتهاب رئوي مزمن. وفي الولايات المتحدة أُفيدَ عن وفاة رجل ثلاثيني يعاني مشكلات مزمنة في القلب، في ثالث وفاة على علاقة بإنفلونزا الخنازير. وأفادت السلطات الصحية في ولاية واشنطن بأنه توفي الأسبوع الماضي بسبب اشتراكات ناجمة ـ كما يبدو ـ عن الفيروس إيه «إتش1 إن1» المسبب لإنفلونزا الخنازير. وبحسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية صدرت أول من أمس في جنيف، أصيب 3440 شخصا بإنفلونزا الخنازير في 29 بلدا، وأدى الفيروس إلى وفاة 48 شخصا (45 في المكسيك واثنان في الولايات المتحدة وواحد في كندا). لكن هذه الحصيلة سترتفع إلى 53 وفاة إذا أخذت في الاعتبار آخر حصيلة رسمية في المكسيك (48 قتيلا) إضافة إلى الوفاة في كوستاريكا وثالث وفاة في الولايات المتحدة. وأعلنت الولايات المتحدة السبت تسجيل 2254 إصابة مؤكدة، بزيادة 600 إصابة عن الجمعة، وذلك في 44 ولاية من أصل خمسين. وثمة 104 أشخاص فقط في المستشفيات. وتركز السلطات الصحية الأميركية جهودها بشكل أولي على تحديد مواصفات الفيروس إيه «إتش1 إن1» الحديث الظهور، الذي يدمج سلالات فيروسية من إنفلونزا الخنازير والطيور والبشر، من أجل صنع لقاح ضده. وفي المكسيك أصاب الوباء 1626 شخصا وأدى إلى وفاة 48 بحسب آخر حصيلة رسمية. وتعود آخر إصابة قاتلة إلى الرابع من مايو (أيار)، علما أنه تم الاشتباه في ثلاث وفيات أخرى في ولاية خاليسكو في غرب البلاد. وفي ضوء ذلك قررت السلطات في تلك المنطقة إغلاق المدارس والمقاهي والمطاعم والأمكنة العامة الأخرى، على غرار ما حصل في العاصمة مكسيكو لأسبوع لاحتواء انتشار الوباء. كذلك أغلقت مدينة أكابولكو السياحية في ولاية غيريرو مقاهيها وملاهيها كتدبير وقائي. وتم إرجاء إعادة فتح المدارس لأسبوع في أربع ولايات بينها غيريرو وخاليسكو. وكندا هي ثالث بلد من حيث انتشار إنفلونزا الخنازير حيث تسجل 281 إصابة مؤكدة (242 بحسب منظمة الصحة العالمية) ووفاة أولى أُعلن عنها الجمعة أنها على «ارتباط» بالفيروس. وبات فيروس إنفلونزا الخنازير منتشرا في ثلاثين بلدا مع تسجيل أول إصابتين مؤكدتين في النرويج لدى طالب وطالبة عائدين من المكسيك. وتم تأكيد إصابة رابعة في اليابان لدى تلميذ عائد من رحلة مدرسية إلى كندا، بعدما شخصت في وقت سابق السبت إصابة أحد أساتذته واثنين من رفاقه بإنفلونزا الخنازير، في أول ثلاث إصابات تسجل في هذا البلد. وفرض الحجْر الصحي على 48 من المسافرين على متن الرحلة ذاتها التي وصلت الجمعة إلى طوكيو، فيما أفادت الحكومة أنها تسعى للاتصال بجميع المسافرين الـ391 في الرحلة وأفراد الطاقم الـ21 الذين «قد يكونون أصيبوا جميعا بالإنفلونزا».

ولا تزال منظمة الصحة العالمية تُبقي حال إنذار بالدرجة الخامسة على سلم من ست درجات، محذرة من أن الفيروس قد ينتشر ويصبح فتاكا أكثر في الخريف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. لكن السلطات الصحية في عدد من الدول شددت على أن نسبة الوفيات جراء الفيروس لا تزال ضئيلة، بالمقارنة مع الإنفلونزا الموسمية التي تتسبب مثلا في وفاة أربعة آلاف شخص سنويا في كندا و36 ألفا في الولايات المتحدة و2500 في فرنسا. وسُجلت أولى الإصابات جراء عدوى داخلية الجمعة في البرازيل وأول من أمس في إيطاليا، أي أن المصابين لم يكونوا عائدين من مناطق ينتشر فيها الفيروس. وطاولت أول إصابة داخلية في إيطاليا رجلا في السبعين هو جد فتى في الحادية عشرة عاد من المكسيك. وقد نُقل الاثنان إلى المستشفى. وسُجلت في إيطاليا ثماني إصابات مؤكدة بإنفلونزا الخنازير. وحذر مسؤولو الصحة من أن العدد الحقيقي لحالات الإصابة قد يكون أكبر من المعلن عنه. ورغم أن معظم حالات الإصابة تبدو خفيفة فإن سلالة إنفلونزا الخنازير الجديدة تقتل تماما مثل الإنفلونزا الموسمية. ولقي 48 شخصا حتفهم في المكسيك وواحد في كل من كندا وكوستاريكا. وأوضح مسؤولو الصحة أن الفيروس انتقل إلى نصف الكرة الجنوبي حيث بدأ موسم الإنفلونزا للتو، وقد تندمج الإنفلونزا الجديدة مع فيروسات الإنفلونزا الموسمية إنفلونزا الطيور «إتش5 إن1» لإنتاج سلالات جديدة. وقالت الطبية إن شوتشات من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في مؤتمر صحافي أول من أمس إن «من التحديات الكبيرة مع فيروسات الإنفلونزا الطريقة التي تتغير بها والطريقة التي تمتزج بها، ووجودها في عدد من الأنواع». وأضافت: «ولهذا السبب من المهم للغاية أن يكون لدى الدول قدرة كبيرة على التعامل مع الإنفلونزا، كما أنه من المهم للغاية فهم ما يحدث عند مخالطة الانسان للحيوان». وأكدت وزارة الصحة البريطانية أول من أمس تسع إصابات جديدة، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي في هذا البلد إلى 48. وتطاول ست من الإصابات الجديدة أطفالا هم تلاميذ في المدرسة ذاتها في لندن، وقد تم إغلاقها من باب الحيطة. وأعلنت بنما تسجيل إصابة ثالثة لدى امرأة قد تكون من أقرباء أول شخص شخصت إصابته في هذا البلد. وأسفر الاستنفار الدولي لإنتاج لقاح عن أولى نتائجه، مع وضع خريطة لتسلسل الفيروس الجيني في كندا وفكّ رموز التسلسل الجيني لسلالة الفيروس الأوروبية في بريطانيا، فيما أكد باحثون في فرنسا والولايات المتحدة أن في وسعهم تطوير لقاح في غضون أشهر.