قيادات الطوائف الدينية في أوروبا: يجب التركيز على قيم التضامن والتكافل الاجتماعي

خلال الجلسة الخامسة للحوار المشترك مع المسؤولين الأوروبيين

TT

انعقد أمس ببروكسل، للعام الخامس على التوالي، الاجتماع الذي ضم رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقيادات الطوائف الدينية الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأظهرت تصريحات الشخصيات المشاركة في الاجتماع وجود توافق بين ممثلي الأديان التوحيدية في أوروبا وزعماء المؤسسات الأوروبية، على ضرورة التركيز على قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، ودفع العمل باتجاه تكريس مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي في أوروبا، في معرض العمل على مواجهة تداعيات الأزمة المالية الحالية على الاقتصاد الأوروبي، وفي المؤتمر الصحافي الختامي قال رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو «ما يهمنا الآن هو الحفاظ على فرص العمل، ومن هذا المفهوم ننطلق في كل مقترحاتنا التشريعية»، واتفق باروسو في الرأي مع رئيس البرلمان الأوروبي هانز بوتورينغ، على أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدينية (التي تمثل الديانات التوحيدية في أوروبا) تتقاسم القيم نفسها، من حيث رفض العنصرية وكل أشكال التمييز، على أساس الجنس والعرق والدين، وضرورة تعميق قيم العدالة والتكافل الاجتماعيين والتضامن بين المواطنين، وخلال كلمات مختصرة لعدد من الشخصيات المشاركة في الاجتماع، كان هناك تأكيد على أن تعميق الالتزام بالقيم والأفكار المشتركة يتطلب استمرار الحوار وبلورته عبر أطر قانونية وتشريعية واضحة. وفي الوقت نفسه شهد المؤتمر الصحافي التشديد على أهمية موضوع التوصل إلى إنجاز دستور أوروبي، وفي هذا الصدد شدد الجميع على ضرورة العمل من أجل إكمال عملية المصادقة على معاهدة لشبونة التي تؤمن للاتحاد الأوروبي دستورا موحدا، وقال باروسو «تؤمن هذه المعاهدة، في حال دخولها حيز التنفيذ، إطارا قانونيا للحوار بين المؤسسات الأوروبية وممثلي الأديــان».

ومن جهته، أشار رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي هانز غيتر بوتورينغ، إلى أن «حوار اليوم ليس إلا تعبيرا عن الإرادة الطيبة لرؤساء المؤسسات الأوروبية ولا يملك صيغة قانونية منصوصا عليها لتكريسه»، قائلا «من هنا أدعو كل الدول التي لم تصادق بعد على المعاهدة لفعل ذلك، حتى نستطيع أن نكرس ونبلور مفهوم الحوار المتعدد في أوروبا»، مؤكدا على مسؤولية أيرلندا (التي رفضت معاهدة لشبونة في استفتاء جرى الخريف الماضي)، «يجب على الدول التي تؤمن بالقيم الأوروبية المشتركة أن تقول نعم لمعاهدة لشبونة»، أما أسقف أيرلندا ديارموند مارتن، الذي حضر اللقاء، فقد أكد على أن أوروبا من دون بلاده لن تكون هي أوروبا، داعيا الشعب الأيرلندي إلى التصويت بنعم على معاهدة لشبونة. وأكد أن الحملة الحالية في أيرلندا، التي تهيئ لاستفتاء جديد على المعاهدة، ترد على مخاوف المواطنين وتقوم على توضيح الأفكار والقيم الأوروبية المشتركة التي تدافع عنها هذه المعاهدة. وعقب انتهاء اللقاء الرابع الذي جرى العام الماضي، في التوقيت نفسه، ببروكسل، وصف رؤساء المؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي اللقاء بأنه مهم للغاية، لأنه شهد الاستماع إلى كل وجهات النظر حول القضايا، والتحديات التي يواجهها المواطن في أوروبا، واستمع كل طرف للآخر في إطار من الاحترام المتبادل، وقال رئيس المفوضية الأوروبية، مانويل باروسو، إن الحوار مهم للغاية واستمراره أيضا أمر غاية في الأهمية، وأشار إلى أن النقاش في بروكسل جرى في أجواء جيدة للغاية، وجرى التطرق إلى ملف الحوار متعدد الثقافات إلى جانب ملف التغير المناخي ودور القيادات الدينية إلى جانب القيادات السياسية في مواجهة هذا الأمر».