العاهل الأردني: البديل للسلام حرب خلال العام المقبل

الأسد وعبد الله الثاني يبحثان أهمية دعوة واشنطن لسلام شامل

الرئيس الأسد يرحب بالملك عبد الله الثاني في دمشق أمس. (أ.ب)
TT

في زيارة قصيرة إلى دمشق، أمس، بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد «أهمية دعوة الإدارة الأميركية لسلام شامل في المنطقة وضرورة استناد هذا السلام على مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة وينعكس إيجابا على السلام والأمن الدوليين».

والملك عبد الله الثاني، الذي زار واشنطن الشهر الماضي، وضع الرئيس الأسد في صورة المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين.

كما استعرض الجانبان «الأجواء الإيجابية السائدة على صعيد العلاقات العربية والدولية، وآخر المستجدات في المنطقة، لا سيما على الساحة الفلسطينية» وتم التأكيد على ضرورة «تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني بما يعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية ولا سيما مع وصول حكومة إسرائيلية يمينية ترفض السلام وإعادة الحقوق لأصحابها». وقال بيان رئاسي إن الجانبين عبرا عن الارتياح للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية والتعاون القائم بينهما في مجالات متعددة، وعن «الرغبة في فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم مصالح الشعبين الشقيقين». واتفقا على «استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين حول مختلف القضايا بما يخدم شعبي البلدين والمصالح العربية المشتركة».

واستكمل الأسد وعبد الله الثاني مباحثاتهما خلال مأدبة غداء أقامها الأسد تكريما للضيف، حضرها من الجانب السوري: وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان وسفير سورية في الأردن بهجت سليمان، ومن الجانب الأردني: رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة وسفير الأردن في سورية عمر العمد.

إلى ذلك حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن البديل للسلام هو جولة جديدة من الحرب والموت والدمار التي ستتجاوز تأثيراتها منطقة الشرق الأوسط. وقال: «إما السلام الآن، أو الحرب في العام المقبل». وأضاف أن المنطقة تعبت وسئمت من التحدث عن «عملية» لتحقيق السلام، وأن المطلوب هو مفاوضات مباشرة تحقق السلام الدائم والشامل.

أكد الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع صحيفة «التايمز» الإنجليزية نشرت أمس، أن مبادرة السلام العربية تفتح الباب أمام سلام شامل ودائم بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية التي تدعم المبادرة، مشددا على أنه لا تغيير في المبادرة التي أقرت في قمة بيروت في عام 2002 وأكدت عليها القمم العربية اللاحقة.

وقال: «إن ثلث أعضاء الأمم المتحدة، 57 دولة لا تعترف بإسرائيل، وإن الوصول إلى السلام الشامل وفق المبادرة العربية يحقق السلام معها، وعلى إسرائيل أن تختار بين أن تبقى «قلعة إسرائيل» أو أن تحقق القبول في المنطقة».

وحول ما يتردد عن تعديل في مبادرة السلام العربية، خاصة في ما يتعلق باللاجئين والقدس، قال: «كنت واضحا بأني أحمل موقفا بالنيابة عن جامعة الدول العربية يؤكد على المبادرة العربية ورغبة العرب في العمل مع الرئيس (باراك) أوباما لإنجاح المبادرة والتوصل إلى السلام.. وأن التكهنات عن تعديل في المبادرة أبعد ما يكون عن الحقيقة».

وقال إن الرئيس أوباما أعلن التزامه بحل الدولتين، وأشار إلى أهمية عامل الوقت في التوصل إلى هذا الحل بأسرع وقت ممكن.

وأضاف: «نحن سئمنا وتعبنا من عملية لتحقيق السلام. ما نتحدث عنه الآن هو مفاوضات مباشرة. هذه نقطة رئيسية، ونحن نتعامل مع هذا الأمر في سياق إقليمي من خلال مبادرة السلام العربية. والأميركيون يرون هذا كما نراه نحن، وأظن أن الأوروبيين يرون ذات الشيء». وأضاف أن العمل المطلوب هو تحقيق سلام شامل على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية في سياق إقليمي.

وقال إن وجود حكومة يمينية في إسرائيل «لا يعني أن نتوقف عن العمل والمحاولة لتحقيق السلام»، لافتا إلى أن الأجواء الدولية لن تكون إلى جانب إضاعة الوقت، بل ستكون قريبا أكثر من «نحن سئمنا ويئسنا من هذا. هذه فرصة أخيرة. إذا كان اللاعب الوحيد في هذه المعادلة بين الغرب والعرب والمسلمين لا يقوم بدوره من أجل السلام ويعمل ضده وهو إسرائيل، لنسمي الأشياء بأسمائها. ولتفهم إسرائيل أن العالم يرى سياستها على حقيقتها». وقال في المقابلة إن «المنعطف الحرج سيكون حول ما سيصدر عن اجتماع أوباما ونتنياهو، فإذا استمرت إسرائيل في المماطلة حول حل الدولتين، وإذا لم يسفر اللقاء عن رؤية أميركية واضحة لما سيكون الوضع عليه عام 2009، عندئذ ستتبخر المصداقية الهائلة التي يتمتع بها أوباما حول العالم وفي هذه المنطقة». وفي رد على سؤال حول نتائج الفشل في تحقيق السلام، حذر من احتمال تفجر صراعات في المنطقة وقال: «سيكون هناك حرب. فقبل الحرب على لبنان قلت إنه سيكون هناك نزاع مع إسرائيل. وقلت ذلك قبل أربعة أو خمسة أشهر من الحرب. وقلت إن ذلك سيحدث إما في لبنان أو غزة، وحدث ذلك في لبنان. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) قلت سيكون هناك أيضا حرب في لبنان أو غزة. واعتقدت أنها ستحدث خلال تسلم أوباما مهام منصبه، لكنني فوجئت بحدوث الحرب قبل شهر من ذلك. وإذا لم تتقدم مباحثات السلام، فإنه سيكون صراع آخر بين العرب والمسلمين وإسرائيل خلال الاثني عشر والثمانية عشر شهرا القادمة».

إلى ذلك بحث الملك عبد الله الثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة قصيرة إلى دمشق «أهمية دعوة الإدارة الأميركية لسلام شامل في المنطقة وضرورة استناد هذا السلام على مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، الأمر الذي يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة وينعكس إيجابا على السلام والأمن الدوليين».

ووضع الملك عبد الله الثاني، الذي زار واشنطن الشهر الماضي، الرئيس الأسد في صورة المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين.

واستعرض الزعيمان «الأجواء الإيجابية السائدة على صعيد العلاقات العربية والدولية، وآخر المستجدات في المنطقة، لا سيما على الساحة الفلسطينية». وتم التأكيد على ضرورة «تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني بما يعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، لا سيما مع وصول حكومة إسرائيلية يمينية ترفض السلام وإعادة الحقوق لأصحابها». وقال بيان رئاسي إن الجانبين عبرا عن الارتياح للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية والتعاون القائم بينهما في مجالات متعددة، وعن «الرغبة في فتح آفاق جديدة للتعاون تخدم مصالح الشعبين الشقيقين». واتفقا على «استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين حول مختلف القضايا بما يخدم شعبي البلدين والمصالح العربية المشتركة».

واستكمل الأسد وعبد الله الثاني مباحثاتهما خلال مأدبة غداء أقامها الأسد تكريما للضيف والوفد المرافق له.

يشار إلى أن الأسد زار الأردن أواخر مارس ( آذار) الماضي، في حين كانت آخر زيارة للعاهل الأردني إلى دمشق في عام 2007.