بابا الفاتيكان يتعاطف مع ضحايا النازية اليهود ويدعو لدولة فلسطينية

اليمين المتطرف: عد إلى بيتك يا عدو إسرائيل

البابا بنديكتوس السادس عشر يسلم على الشيخ تيسير التميمي ويبدو البطريرك فؤاد طوال رئيس أساقفة بطريركية اللاتين أثناء اجتماع مع مجلس قادة الهيئات الدينية في القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

استهل بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، زيارته إلى إسرائيل والأراضي المقدسة، أمس، بالتعاطف مع ضحايا النازية، ورفضه اللاسامية والعنصرية، ودعوة قادة إسرائيل إلى العمل من أجل إقامة دولة فلسطينية تعيش بجوار إسرائيل بأمن وسلام. وبدا واضحا أن البابا يبذل قصارى جهده لإرضاء الإسرائيليين واستدرار رضا اليهود عموما. وقال خلال لقائه مع الرئيس شيمعون بيريس، إنه صديق لليهود، وأن المسيحية تقبل التوراة تراثا واعتقادا. وزار متحف ضحايا النازية في القدس، وقال إنه يستذكر بكامل الاحترام ستة ملايين يهودي أبادتهم النازية. وفي المتحف التقى مجموعة من الناجين من المحرقة. وبالمقابل، استقبلت الأوساط الرسمية في إسرائيل البابا باحترام كبير وبطقوس قلما تجري لشخصية زائرة. وقال بيريس: إن البابا يأتي في زيارة سلام كرسول سلام. وقال له: «سيدي البابا، أنت تشق هنا طريق السلام، وتزرع الأمل في النفوس، وتغرس الصبر في الصدور، وتعلم الناس على هدى الإيمان والثقة. وفي الأرض المقدسة تحت قيادتنا، يعيش اليهود والمسلمون والمسيحيون والدروز والبدو والشركس، كل منهم يصلي بلغته وبكامل حريته. على الأرض نفسها وتحت السماء نفسها. وهذه هي الفسيفساء التي تعكس الطابع المميز لإسرائيل». وأضاف أنه بالجهود المبذولة حاليا يتصور أن السنة الجارية ستكون سنة حاسمة في مسألة تحقيق السلام العادل والثابت في المنطقة. ولكن محاولات القيادات الرسمية إظهار المودة للبابا، لم تفلح في التغطية على العداء الكبير، الذي برز خلال استقباله في أوساط يمينية ودينية عديدة. فقد تظاهرت مجموعة منهم في مطار اللد، وكذلك في منطقة مقر رؤساء إسرائيل، داعية إلى طرده إلى بلاده، ورافعة شعارات تندد به وتشير إلى أنه «نازي قديم». وتقدمت مجموعة من نشطاء اليمين المتطرف بدعوى إلى القضاء تطالب باعتقال البابا بتهمة سرقة كنوز الشعب اليهودي، والاحتفاظ بها في مخازن الفاتيكان. وقاطع الزيارة رئيس الكنيست، روبي رفلين، ولم يحضر إلى المطار، وأرسل مكانه نائبته من المعارضة، روحاما أبرهام. وفقط بعد تدخل رئيس الوزراء، نتنياهو، غير رأيه وحضر إلى متحف ضحايا النازية وصافح البابا. وقاطع الحاخامان الأكبران ورؤساء العديد من الكنس والمدارس الدينية اليهودية هذه الزيارة، وأصدر أحدهم فتوى يوصي فيها بتجاهل الزيارة. وانتقد قادة اليمين البابا بالإشارة إلى أنه في كل خطاباته لم يذكر دولة إسرائيل، بل تحدث عن احتضان اليهود وضحايا النازية، وتحدث عن الصداقة بين اليهود والمسيحيين، ولكنه امتنع بشكل مقصود عن ذكر إسرائيل. من جهة ثانية، قمعت الشرطة الإسرائيلية بالقوة مؤتمرا صحافيا دعت إليه السلطة الفلسطينية، لطرح برنامج زيارة البابا في بيت لحم، والخدمات التي ستوفرها السلطة الفلسطينية للصحافيين. وقال ناطق بلسان الشرطة: إن وزير الأمن الداخلي في إسرائيل هو الذي أصدر قرار منع المؤتمر، وأنه فعل ذلك في إطار تنفيذ السياسة الرسمية، التي تمنع نشاطات سياسية للسلطة الفلسطينية في القدس. وكانت تلك مناسبة لتطلق السلطة الفلسطينية صرختها للبرهنة على أن إسرائيل تمنع حرية العبادة، وتتصرف كاحتلال قمعي شرس. وقال نمر حماد، مستشار الرئيس، إن هذا الإجراء يؤكد أن إسرائيل تذكر كل من نسي أو تناسى أنها دولة احتلال.