مبارك يحذر من خطورة الاستيطان ويشدد على حل الدولتين

نتنياهو: نريد بأقصى سرعة أن نجدد المفاوضات مع الفلسطينيين

الرئيس المصري حسني مبارك لدى لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شرم الشيخ أمس (إ.ب.أ)
TT

شدد الرئيس المصري محمد حسني مبارك، على أهمية استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من حيث انتهت، وفق أفق سياسي واضح، يتعامل مع كافة قضايا الحل النهائي، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب إسرائيل. وحذر مبارك، من خطورة الاستيطان وانعكاساته الضارة على فرص السلام.

ولفت مبارك، عقب مباحثات مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمنتجع شرم الشيخ أمس، إلى تأكيد نتنياهو خلال اللقاء، السعي إلى السلام، معربا عن تطلع مصر لمواقف إيجابية تعكس هذا الالتزام، وتحقق السلام وفق حل الدولتين، وتفتح الطريق أمام باقي المسارات وفق مبادرة السلام العربية. وكان نتنياهو، قد وصل إلى شرم الشيخ أمس، في زيارة سريعة استمرت عدة ساعات، تعد أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه، وتستبق زيارته المقررة إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وعقب المباحثات التي تخللها غداء عمل حضره وفدا البلدين، ألقى مبارك ونتنياهو، بيانين في إطار مؤتمر صحافي. وأكد مبارك على أهمية قيام الدولة الفلسطينية. وقال: «تناولت مشاوراتنا اليوم عددا من الموضوعات المهمة، وأثرت مع رئيس الوزراء ملف الاستيطان وانعكاساته الضارة على فرص السلام، كما أكدت أهمية استئناف المفاوضات من حيث انتهت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفق أفق سياسي واضح، يتعامل مع كافة قضايا الحل النهائي، ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة».

وتابع القول: «كما تناولنا تثبيت التهدئة في (غزة)، وفتح معابرها ورفع حصارها وإعادة إعمارها، وما يرتبط بذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، وإنجاح صفقة إطلاق سراح السجناء من كلا الجانبين».

وأضاف مبارك: «أن مصر ومنطقتنا والعالم يتطلعون لسلام الشرق الأوسط. سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع، ينهي الحلقة المفرغة للعنف والعنف المضاد، يحقن الدماء ويعزز التعاون بين كافة دول وشعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الفلسطيني وشعب إسرائيل».

وأعرب نتنياهو، عن الأمل في تحريك مفاوضات السلام وإجراءات التعاون الاقتصادي مع الفلسطينيين، مثمنا الدور المصري في دعم العملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط واستقراره. وقال: «جئت إلى شرم الشيخ للإعراب عن تقدير الحكومة الجديدة في إسرائيل لمصر وللرئيس حسنى مبارك، لتعزيز العلاقات بين الشعب اليهودي القديم وبين الأمة العربية الكبيرة». مضيفا أن «الشعب اليهودي يرغب في علاقات تناغم مع الشعوب الإسلامية»، معربا عن رغبته في تدعيم العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وأضاف «إن الرئيس مبارك هو صديق يبذل كل جهده من أجل شعبه ودولته في المقام الأول عن طريق دعم عملية السلام».

وأشار إلى أنه أخبر الرئيس مبارك أن السلام بين مصر وإسرائيل مستمر منذ ثلاثين عاما، وأنه صمد أمام كل الاختبارات، وأن هذا السلام هو ثروة إستراتيجية للطرفين. وأضاف «أننا نريد توسيع السلام، وخاصة مع جيراننا الفلسطينيين، ونريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء في آفاق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية».

وتابع القول: «إننا نريد بأقصى سرعة أن نجدد محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال الأسابيع القادمة، مشددا على ضرورة تسهيل الإجراءات لتحقيق تعاون اقتصادي بين الجانبين، وكذلك نساعد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تحقيق الاستقرار».

وأوضح، «نحن نعتقد أن مساعدة مصر وجهود الرئيس مبارك ستكون مهمة للغاية في محاربة الإرهابيين، الذين يؤثرون بالسلب على عملية السلام». وأضاف، «نحن اليوم نتعرض لقوى إرهابية تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط» مشيرا إلى أن «الصراع في الشرق الأوسط ليس صراعا بين أديان وليس صراعا بين شعوب، ولكنه صراع بين معتدلين ومتطرفين، إنه صراع بين من يدعو للحياة ومن يدعو للعنف والموت».

وأردف نتنياهو، «نحن نريد أن نزرع ونعمر ونبنى، بينما هناك آخرون يسعون إلى زرع الدمار والخراب والموت، ولأن إسرائيل ومصر يسعيان إلى بناء مستقبل فإن علينا أن نسعى إلى دعم التعاون بيننا وتعزيزه». وأشار إلى أنه يعتقد أنه «في استطاعتنا أن نعيد إلى منطقتنا العريقة أمجاد الماضي، وأن نعطى أبناءنا آمالا في مستقبل مشرق لأبناء العرب وأبناء اليهود على حد سواء».

رافق نتنياهو خلال زيارته بنيامين بن اليعازر، وزير الصناعة والتجارة والعمل، وسفير إسرائيل بالقاهرة إيلى كوهين. بينما ضم الجانب المصري: الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، وأنس الفقي، وزير الإعلام، والمهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، والوزير عمر سليمان، والدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية.