الأمن العام اللبناني يعرض أجهزة صادرها من شبكات التجسس لإسرائيل

وصفت بأنها عالية التقنية وتنطوي على احترافية في التمويه

ضابط أمن لبناني مقنع يعرض أمس على الصحافيين في بيروت أجهزة الاتصال عالية التقنية التي ضبطت مع شبكات التجسس لإسرائيل (أ.ب)
TT

أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني ـ شعبة العلاقات العامة ـ أمس بيانا عرضت فيه حصيلة ما صادرته من أجهزة إرسال حديثة ومتطورة من أكثر من 15 شخصا أوقفوا للاشتباه بقيامهم بعمليات تجسس لحساب إسرائيل في لبنان.

وقال مسؤول في قوى الأمن لم يكشف عن هويته للصحافيين إن بين المضبوطات جهاز راديو، وجهاز كومبيوتر محمولا، وموزعا لاسلكيا خاصا بالكومبيوتر، ويو إس بي (حافظة معلومات)، وعلبة زيت سيارات، وعلاقة مفاتيح، وحقيبة جلدية صغيرة، وغيرها.. وأشار إلى أن هذه المعدات استخدمت لتحديد مئات المواقع في الأراضي اللبنانية قبل العام 2006، وبعضها تعرض للقصف خلال حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

وقال إن المعدات تنطوي على «احترافية عالية في أعمال التمويه المعتمدة من سلطات العدو» وفيها «أجهزة عالية التقنية أعطيت شكلا عاديا للغاية لا يثير أي شكوك حتى لو تم تفتيشها»، وتستخدم للإرسال عبر الأقمار الاصطناعية. وأوضح أن جهاز الراديو «تركيبته الداخلية عادية» إلا أنه «يحتوي على تقنية عالية تسمح باستقبال وبث رسائل مشفرة عبر الموجات القصيرة على الراديو (أ إم)».

وتحتوي «يو إس بي» في الظاهر «على صور عادية أو أغان، وبعد الكشف التقني عليها يتبين أن عليها خرائط مفصلة للبنان».

أما براد المياه «فموجود في أغلب المنازل ويستعمل لحفظ المياه الباردة ولا يثير الشك.. إلا أنه يحتوي في غطائه الأعلى تحت طبقة من البلاستيك السميك على معدات إلكترونية بالغة التعقيد». بالإضافة إلى علبة زيت محركات «يظهر لحاملها لدى تحريكها أنه مجرد سائل، لكن لدى فتحها من الأعلى بطريقة خاصة يمكن إخفاء أشياء بداخلها مثل أشرطة تسجيل صغيرة».

وتبين بنتيجة التحقيقات التي أجرتها قوى الأمن أن «العملاء تدربوا بصورة مكثفة» على استخدام الأجهزة. وقال المسؤول إن «أهداف استعمال» المعدات المضبوطة «إجراء مسح أرضي لا يمكن للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية تحديدها بدقة نظرا لصغر حجمها أو كونها غير مرئية من الجو مثل التضاريس والمرتفعات مع إمكانية تحديد مخابئ تحت الأرض». وأضاف أن المهام المطلوبة من المشتبه بهم كانت «لوجستية منها إجراء عمليات مسح في لبنان وسورية، وعمليات استعلام ومراقبة لأشخاص محددين، والاستعلام عن مواضيع وأحداث يومية تشمل آلاف التفاصيل».