كرزاي جاد في طلب وقف الغارات الأميركية

واشنطن لن توقف طلعاتها الجوية بأفغانستان على الرغم من الاحتجاجات

TT

قال متحدث باسم حميد كرزاي أمس إن الرئيس الأفغاني جاد جدا بشأن مطالبته القوات الأجنبية في أفغانستان بوقف الغارات الجوية على الرغم من رفض مسؤول أمني أميركي كبير لذلك. وتفجر غضب الأفغان من قصف قريتين في إقليم فرح بغرب البلاد الأسبوع الماضي خلال معركة جرت فجرا وضربت خلالها منازل مليئة بالمدنيين. وطالب كرزاي على شاشات التلفزيون الأميركي بإنهاء كل الغارات الجوية وقدر عدد القتلى بما يصل إلى 130 شخصا. وإذا ثبتت صحة هذا الرقم، سيكون أعلى عدد من المدنيين يقتل بأيدي القوات الغربية منذ أن غزت البلاد عام 2001.

ورفض طلب الرئيس الأفغاني جيمس جونز مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الذي قال إنه لا يمكن أن ينتظر من الولايات المتحدة أن تقاتل بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها. وقد تتفاقم هذه المسألة التي تسمم العلاقات بين واشنطن وكابل بالفعل مع عدم إبداء فريق كرزاي أي استعداد للتراجع عن مطلب وقف الهجمات التي يقولون إنها تقوض شرعية الحكومة. وقال سيماك هراوي المتحدث باسم كرزاي حين طلب منه التعليق على تصريحات جونز: «نطالب بإنهاء كامل لقصف قرانا، نحن جادون جدا في ذلك. إنها سلاح ذو حدين يضر به المجتمع الدولي نفسه ويضر أيضا الشعب الأفغاني». ويقلص غضب الأفغان من الخسائر في الأرواح التي توقعها غارات القصف الجوي من التأييد الذي تتمتع به القوات الغربية على الأرض. وقالت الأمم المتحدة إن هذه الغارات الجوية تتحمل مسؤولية قتل أكثر من نصف المدنيين الذين قتلتهم القوات الغربية والقوات الموالية للحكومة عام 2008.

وأدت أنباء عن مقتل عشرات من سكان القرى الأفغانية في هجمات جوية أميركية تستهدف طالبان، إلى مطالب بوقف الضربات الجوية وتحذيرات من أن وقوع ضحايا بين المدنيين يدفع الأفغان باتجاه المتمردين. لكن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي التي تهاجم المتمردين تؤكد أن القوة الجوية ضرورية وتتهم المسلحين بأنهم يحاولون وقف هذه الغارات عن طريق خلق أوضاع تسمح بأن تلحق هذه الضربات أضرارا بالمدنيين.