منتدى الإعلاميين السودانيين بالخارج يبدأ أعماله بالخرطوم.. وجدل حول أهدافه

تنظيم لقاء مفتوح مع الرئيس البشير ومدير المخابرات.. وزيارات لمواقع استراتيجية

TT

بدأت في قاعة الصداقة بالخرطوم أمس، أعمال ملتقى الإعلاميين السودانيين العاملين في الخارج، وهو الثاني من نوعه، بمشاركة 250 صحافيا وإعلاميا من خارج السودان، ونحو 150 من داخل البلاد، وسط ترقب وحذر بين مجموعات من المشاركين من جهة، والجهات الحكومية المنظمة للملتقى من الجهة الأخرى. ويعتقد مشاركون أن الحكومة «ستجير» الملتقى لصالحها، بينما تنفي الأخيرة أن الملتقى «سيكون ساحة حرة لمناقشة قضايا السودان». وكشف عن لقاء مفتوح للمشاركين في الملتقى، وبينهم صحافيون سودانيون معارضون للحكومة من الخارج، مع الرئيس عمر البشير، وأخرى مع مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق صلاح عبد الله، وتشمل البرامج المصاحبة للملتقى زيارات لمواقع استراتيجية في العاصمة، حسب منظمي الملتقى.

وقاطعت الملتقى كيانات صحافية سودانية في الخارج، بعد أن تشككت في أهدافه، وقالت إنه سيكون منبرا لمساندة الرئيس البشير في مواجهة قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بسبب جرائم الحرب في إقليم دارفور، ويتهم صحافيون مشاركون في الملتقى، وآخرون في الخارج، عملية الاختيار للمشاركة فيه، ويقولون إنها تمت بمعايير سياسية، وليست إعلامية. وسعى المسؤولون الذين تحدثوا في افتتاح الملتقى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، إلى طمأنة المشاركين بحرية التداول في الملتقى، وأهدافه، ورحب علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني في خطابة بالمشاركين قائلا: «نرحب بكم ونحييكم في وطنكم، وصاحب الدار هو أولى بداره، فلا نكيل بالترحاب إلا بمقدار أن نقول لكم أنتم في داركم لتحسنوا تنظيمها وترتيب شأنها فخيرها لكم وشرها عليكم»، وقال: «أنتم الآن مدعوون هنا لتقولوا بلفظ الضمير الحي وبإعمال المعايير الموضوعية. لا نطلب منكم دفاعا عن رئيس الدول، أي الرئيس البشير، ولا عما يجرى في السودان، ولكننا نطلب منكم شهادة بالمعايير الموضوعية المهنية التي جئتم تتسلحون بها، وقولوا لنا هذا هو حكمنا وهذا هو الخطأ وهذا هو الصواب في تجربة وطننا، وحينئذ ستجدون منا كل التقدير والتحية والاحترام والنزول على ما تقدمونه من أحكام وتوصيات». من جانبه، نفى كمال عبد اللطيف وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء رئيس اللجنة التحضيرية العليا للملتقى في خطابه أن يكون الملتقى ساحة لاستقطاب الإعلاميين المشاركين، وقال في السياق: «نريد أن نستقطبكم لعضوية حزب السودان الواحد الموحد المتحضر المتقدم فهل تأبون وتمتنعون»، وأضاف: «إننا نرحب بالمعارضين في هذا الملتقى قبل الموالين، لأننا نلتقي جميعا في الولاء لهذا الوطن الحبيب». وواصل الوزير السوداني أن الملتقى «ليس محاولة من الحكومة لتجنيدكم لخدمة مصالحها ولا لتقوم باستقطابكم لصالح أحزابها ولا تريد منكم أن تكونوا مظاهرة سياسية ضد المحكمة الجنائية ولا جوقة موسي الحاكم»، وقال: «نريد أن تكونوا أصواتا تحدثون الدنيا كل الدنيا عن وطنكم وأفضاله وخيراته وعن فرص الاستثمار فيه، وأن تعملوا عقولكم وأقلامكم وكاميراتكم لترسموا لوحات مشرقات لوطنكم المشرق، وأن نستلهم خبراتكم وتجاربكم في مصلحة الوطن».

رحب عبد اللطيف بمن ينتقدون الحكومة من الإعلاميين، وقال: «نرحب بالمنتقدين قبل المشيدين، لأننا على ثقة بأن الانتقاد الذي نراه وسمعنا به، ما كان في يوم من الأيام إلا من أجل هذا البلد الطيب الذي لا تلد نساؤه إلا الطيبين». وقال: إننا دعوناهم بكل الترحاب والشفافية، فلم نحجر على أحد، ولم نقصِ شخصا، ولم نغيب أيا منهم كائنا من كان، وأضاف «إننا دعوناهم بالرغم من أن الناس أخافونا ووصفونا كمن يلقي حجرا في الظلام أو في مياه راكدة». وقال: «أحييكم وأنتم تنتشرون في بقاع العالم من أستراليا شرقا، إلى ألاسكا والكيب تاون غربا، تحملون سمات السودان وعزته وكرامته بأقلامكم التي تكتبون بها، المصنوعة من أشجار العشر والدليب والنيم، وعيونكم التي ترون بها مكحلة بمرواد العفة والنقاء وسواد الأبنوس الأنيق، أما عقولكم التي تفكرون بها وتبدعون بها فهي عقول الفطاحلة الذين بنوا أهرامات كبوشية وقصور العائلات المالكة في الدفوفة وكرمة والدفار».