الصومال: فرار الآلاف من مقديشو وارتفاع القتلى.. والإسلاميون يقرون بتلقي دعم خارجي

رئيس الحزب الإسلامي لـ«الشرق الأوسط»: نسيطر على غالبية مقديشو

صومالي يحمل أمس أغراض أسرته على عربة يجرها حمار استعدادا للفرار بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والميليشيات الإسلامية في العاصمة مقديشو (أ.ب)
TT

فر آلاف من سكان العاصمة الصومالية مقديشو التي تشهد منذ نحو أسبوع معارك طاحنة بين قوات تابعة للحكومة، وعناصر تابعة مليشيا «الشباب» الأصولية المتشددة، والحزب الإسلامي، أدت حتى الآن إلى مقتل 113 مدنيا على الأقل وفقا لإحصائيات إحدى منظمات حقوق الإنسان. وأقر إسلاميون معارضون للحكومة أمس للمرة الأولى بأن مقاتلين أجانب حاربوا إلى جانبهم في المواجهات الأخيرة مع القوات الحكومية في مقديشو.

وتخوض حركة الشباب الإسلامية المتشددة والحكومة معارك من أجل السيطرة على العاصمة مقديشو وجنوب الصومال. وأدت الحرب المستمرة منذ 18 عاما في الصومال إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلقت مئات آلاف اللاجئين واجتذبت جيوشا أجنبية ومتشددين وأدت إلى ظهور موجة من أعمال القرصنة البحرية لم يسبق لها مثيل.

وقالت منظمة إيلمان للسلام وحقوق الإنسان إن المعارك بين حركة الشباب والقوات الموالية للحكومة أدت إلى إصابة 330 شخصا في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي منذ نهاية الأسبوع الماضي. وقالت إن 27 ألف مدني على الأقل فروا من المدينة. وتسببت إراقة الدماء في انشقاقات في الجانبين المدججين بالسلاح حيث وقع اشتباك قاتل أول من أمس بين الشرطة وجنود الجيش، ثم حدث انشقاق في المعارضة، بعد أن أثار أحد أمراء الحرب خلافات بين فصيلين متمردين.

وأقر إسلاميون صوماليون للمرة الأولى بأن مقاتلين أجانب حاربوا إلى جانبهم في المواجهات الأخيرة مع القوات الحكومية في مقديشو. وقال الشيخ حسين علي فيداو المسؤول في الميليشيا الإسلامية عن الشؤون الإقليمية للصحافيين: «يخطئ من يسمون إخواننا المسلمين.. أجانب. لقد أتوا لمساعدة إخوانهم في الصومال، إذن لا يمكننا القول إنهم أجانب». من جهته اتهم الدكتور عمر إيمان أبو بكر رئيس الحزب الإسلامي المناوئ للرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد، القوات الحكومية الصومالية، باستفزاز الجماعات الإسلامية المعارضة للحكومة، وحمّلها مسؤولية الاقتتال العنيف الذي تشهده العاصمة الصومالية مقديشو لليوم الخامس على التوالي.

وقال أبو بكر لـ«الشرق الأوسط» في مقابلة خاصة عبر الهاتف من العاصمة مقديشو، إن الحكومة المؤقتة التي تزعم أنها حكومة شرعية، وتزعم سيطرتها على بعض المناطق لكي تثبت الأمن والاستقرار، كانت تستفز المقاومة في كل المواقع التي هي عبارة عن نقاط التّماس، ودخلت في مواجهة مع حركة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي.

وأكد أنه تم تحرير معظم مناطق مدينة مقديشو من هذه القوات الموالية للحكومة، مشيرا إلى أن معظم قوات المحاكم الإسلامية التي كانت تُعتبر موالية للحكومة قد انسحبت وتركت القتال لأنهم «كرهوا الدفاع عن هذه الحكومة»، على حد تعبيره.

وردّا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت الحكومة الانتقالية للصومال في طريقها إلى الانهيار، قال: «الحقيقة هي هكذا، لأن الحكومة ليس لها أي شرعية ولا تلقى أي دعم أو ثقة من الشعب الصومالي، وهي تبقى ببقاء القوات الإفريقية فقط».

وتابع قائلا: «الرئيس ونائبه إذا كانا يسافران فإنهما يصلان إلى المطار بدبابة إفريقية فقط، وهذا شيء معروف لا يخفى على أحد، وبالتالي نحن لا نقول إن هذه الحكومة انهارت حاليا، ولكنها كانت منهارة، إلا أنها بقيت اسما على غير مسمى عن طريق القوات الإفريقية لا أكثر ولا أقل». ولفت إلى أن السلطة الانتقالية تستند إلى وجود قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي «أميصوم» التي تضم نحو أربعة آلاف مقاتل من بوروندي وأوغندا.

وقال: «إذا خرجت هذه القوات فلن تبقى هذه الحكومة يوما واحدا، وإذا بقيت يمكنها أن تبقى لأنها مدرعة بدبابات، والمقاومة لا تقدر على تدمير هذه الدبابات وليس لديها ما يمكّنها من القضاء عليها، وبالتالي هي أيضا تختلف عن القوات الإفريقية من حيث أنها لا تنتشر في مناطق المقاومة».