قيادات لبنانية تدافع عن «مقام الرئاسة».. وتيار عون يؤكد الدعوة إلى جمهورية ثالثة

بعد طلب ميشال عون «توضيحات» من الرئيس سليمان

TT

أثارت الانتقادات التي وجهها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حملة دفاع غير منظمة عن الأخير الذي نقل عنه أن بعض الكلام المستخدم في الخطاب الانتخابي «ليس من عادة اللبنانيين» فيما تواصل السجال حول «المناصفة» و«المثالثة». وكان أحد فصول أمس كلاما لوزير الاتصالات جبران باسيل (صهر عون) الذي قال إن «التيار الوطني الحر» سبق أن «حذر من اتفاق الطائف، داعيا إلى تعديله من خلال «ترجمة المناصفة». وقال: «نعم، نحن من دعاة الجمهورية الثالثة».

وذكر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، عقب زيارته الرئيس سليمان أمس، أنه اتفق معه في الرأي أن «بعض الخطاب المستخدم في الحملات الانتخابية ليس من عادة اللبنانيين وخصوصا عندما يطاول المقامات وتحديدا مقام رئاسة الجمهورية. كما اتفقنا على أنه لا يجوز التعرض لرموز وطنية في هذا البلد تسعى حقيقة لكي تكون جادة وعاقلة وحكيمة وتستطيع إيصال لبنان إلى شاطئ الأمان». وأضاف: «لا يجوز، في رأينا، أن نسمع أصواتا تتخطى كل الأعراف وتطلق مواقف غير مقبولة في القاموس السياسي. من هنا، إنني أناشد الجميع، في هذه المرحلة الدقيقة التي يستعد لبنان فيها لإجراء الانتخابات النيابية، عدم اللجوء إلى الخطاب المتشنج والتعبئة اللذين يعكسان مزيدا من الشرذمة في الصف اللبناني. يجب علينا أن نظهر صورة لبنان الحقيقية، لبنان الديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر والعيش المشترك». واعتبر ميقاتي أن الحملات السياسية التي تتعرض لرئيس الجمهورية «تندرج في إطار الحملات الانتخابية، لكنها ليست في موقعها الطبيعي والصحيح. الاتهامات التي تساق غير مقبولة. ولا يجوز أن نضع أنفسنا في مخاطر نحن بغنى عنها في هذه الظروف الدقيقة التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى الاستقرار. لقد اتبع فخامته خلال السنة الأولى من عهده حكمة في إدارة الشؤون الوطنية. وسعى إلى أن يكون فعلا حكما بين جميع اللبنانيين. ربما كانت للبعض مآخذ على بعض المواقف التي اتخذها فخامة الرئيس في لحظة اتخاذها. لكن تبين للجميع بعد فترة وجيزة أن فخامته كان على حق واستطاع بمواقفه الحكيمة إنقاذ لبنان وتجنيبه الكثير من المصاعب. المطلوب منا جميعا دعم مسيرة العهد وأن نشبك أيدينا بأيدي فخامته في المرحلة المقبلة لكي يستطيع متابعة مسيرة الإصلاح في هذا البلد».

من جهته، وصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني «الحملة الشعواء التي ينتهجها البعض في موسم الانتخابات والتي طالت رئيس الجمهورية وقبله رئيس مجلس الوزراء وبعض القيادات السياسية الوطنية» بـ «المعيبة في حق لبنان». واعتبر «أنها مؤشر غير مريح في طريقة التعاطي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يحتضن كل الأطراف السياسية برعايته في طاولة الحوار الوطني». وناشد بعض القادة السياسيين «أن يكون خطابهم معتدلا لا متطرفا وبعيدا عن التشنجات والتجاذبات غير المألوفة في التعاطي مع القضايا التي تهم اللبنانيين، كي لا تتحول مواقفهم إلى متاريس تعكر صفو الأمان والاطمئنان في لبنان». مشددا على «ضرورة التزام اتفاق الطائف لأنه الضامن لحقوق جميع اللبنانيين ويجب العمل بمضمونه لا بتعديله».

وتمنى النائب هنري حلو، عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس، أن يبقى الخطاب السياسي عشية الانتخابات النيابية ضمن اللياقات المفروض أن تبقى بين كل السياسيين. «نحن نقوم بحملة انتخابية من ضمن المبادئ والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان وخصوصا من أراد أن يتعاطى بالشأن العام. والكلام الذي سمعناه بحق رئيس الجمهورية أمس (الأول) غير مقبول. فنحن إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من أجل بناء دولة قوية ومن أجل استكمال بناء مؤسساتها».

في المقابل، قال وزير الاتصالات جبران باسيل خلال جولة انتخابية أمس: «هناك من يقول إنه لو عرف ما كان سينتج عن الطائف لكسر يديه قبل أن يوقع عليه. لقد سبق أن حذرناهم من هذه الوثيقة. واليوم يتهموننا بأننا نفكر بالجمهورية الثالثة. نعم نحن من دعاة هذه الجمهورية. ولا نفكر بالقيام بأي انقلاب. هم لم يحترموا منذ البداية ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني، لا في مسألة التقسيمات داخل المجلس النيابي ولا في صلاحيات الوزراء». ودعا إلى «تعديل الطائف من خلال ترجمة المناصفة على أرض الواقع، فلا قيامة للبنان إلا بقيام دولة المؤسسات».

إلى ذلك، تواصل السجال الانتخابي في مدينة صيدا (جنوب لبنان) بين النائب أسامة سعد ومنافسيه، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن أحد مقعدي المدينة مع وزيرة التربية بهية الحريري. وقد تابع سعد توجيه الاتهامات إلى السنيورة، شاكيا من تعرض التحالف الوطني العريض في صيدا «لحرب شرسة نواجه فيها حشدا هائلا من القوى (الخارجية) التي تضع ثقلها ضدنا في معركة صيدا». وقال إن «أموالا طائلة ووسائل إعلامية توضع في خدمة السنيورة» سائلا: «ماذا يريد كل هؤلاء من صيدا وأهلها؟». واتهم السنيورة بأنه «يريد وصم المدينة بلون ما يسمى ثورة الأرز وقوى 14 آذار المتهالكة ورموزها (رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير) جعجع و(الرئيس السابق أمين) الجميل وغيرهما». وحذر من «أن هذا الأمر سيؤدي إلى اضطرابات سياسية».

هذا، ورد المكتب الإعلامي للحملة الانتخابية للسنيورة والحريري على سعد الذي كان اعتبر أن الوفود التي تزور السنيورة هي «جمهور يساق بموجب مذكرات الاستدعاء والجلب إلى القصور هاتفا باسمه». وجاء في بيان وزعه المكتب «إن عائلات صيدا لا تساق، كما قال (سعد)، للقاء أحد نتيجة مذكرات جلب واستدعاء، بل هي تزور منزل الشهيد رفيق الحريري لتلتقي من يمكن أن يمثلها ويدافع عن مصالحها والتي ظهر كيف تخلى عنها في ساعة الشدة النائب أسامة سعد».