الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: الصراع في الشرق الأوسط آخر اهتمامات أوباما

قالت إن احتمالات الحرب في السنة الحالية ضعيفة.. و2010 سيكون عاما حاسما

TT

في الوقت الذي كان فيه قادة الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع يصارعون مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير ماليته، يوفال شتاينتس، حول ضرورة إلغاء التقليص في الموازنة العسكرية وزيادة هذه الموازنة بحجة أن إسرائيل تواجه تهديدات وتحديات عسكرية خطيرة، قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، الجنرال عاموس يدلين، تقريرا للجنة الخارجية والأمن البرلمانية قال فيها ان احتمالات الحرب في السنة الجارية ضعيفة للغاية وان سنة 2010 هي التي ستكون حاسمة.

وقال يدلين ان الانطباع السائد كما لو ان قضية الصراع في الشرق الأوسط تتربع على رأس سلم اهتمامات إدارة الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، هو انطباع ليس صحيحا البتة وان أوباما يضع في رأس سلم اهتماماته الأزمة الاقتصاية في الولايات المتحدة وتبعاتها العالمية. ويضع الموضوع السياسي في المرتبة الثانية. وحتى هنا فإنه لا يضع قضية الشرق الأوسط في رأس سلم الاهتمام السياسي، بل يفضل عليها موضوع أفغانستان أولا ثم باكستان ثم إيران وفقط بعدها يهتم في الصراع في الشرق الأوسط.

وأضاف يدلين ان موقف أوباما من موضوع الشرق الأوسط هو طرح مبادرات أميركية خاصة سيحاول تمريرها على الأطراف المعنية بأقل ما يمكن من التحفظ والاعتراض.

وكان نتنياهو قد أمضى ساعات طويلة فجر أمس، وذلك لليلة الثالثة على التوالي، في بحث اعتراضات الجيش على قراره تقليص الموازنة العسكرية بقيمة 3 مليارات شيكل (750 مليون دولار). وحضر الجلسات وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي كان هدد بالانسحاب من الحكومة إذا تم تمرير التقليصات في الموازنة العسكرية، ورئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، والعديد من الجنرالات. وفي نهاية هذه الأبحاث، «أقنعوا» نتنياهو بالتنازل عن جميع التقليصات وزيادة الموازنة بمليار شيكل أخرى. وهكذا تراجع نتنياهو عن قراره. واختار أن يرفع الضرائب والقروض العامة للدولة وغيرها من بنود المداخيل ويزيد العجز في الموازنة، لكي لا يصطدم بالجيش ولا ينسحب حزب العمل من الحكومة.

يذكر أن قضية الموازنة العسكرية هي التي أدت إلى إسقاط حكم إيهود أولمرت واستقالة وزير دفاعه ورئيس أركانه في حينه. فقد رفض الجيش التقليصات وجر الحكومة الى حرب لبنان الثانية حتى تضطر الحكومة الى إلغاء التقليصات، وأدى ذلك الى زيادة ميزانية الجيش بقيمة 12 مليار شيكل بدل تقليصها بمبلغ خمسة مليارات.