منظمات حقوقية تطالب بالتحقيق في وفاة ابن الشيخ في السجن الليبي

أصوليون يقولون إنه «نُحر» بسبب معارضته مراجعات «الجماعة المقاتلة»

TT

لقي معتقل سابق شديد الأهمية لدى وكالة الاستخبارات المركزية، قدّم معلومات زائفة استشهدت بها إدارة بوش قبل الحرب على العراق، مصرعه في سجن ليبي، منتحرا على ما يبدو، كما أوردت صحيفة ليبية.

وتقول باحثة في هيومان رايتس ووتش قابلت ابن الشيخ الليبي في معتقل أبو سليم في طرابلس الشهر الماضي، إن أحد مصادرها في ليبيا أكد وفاة السجين.

وقد أُلقي القبض على الليبي وهو يهرب من أفغانستان في نهاية عام 2001، واختفى عن الأنظار وسط نظام الاعتقال السري الذي أدارته إدارة بوش. وقد أصبح مصدرا مجهولا، وفقا لتحقيقات مجلس الشيوخ، لادعاءات إدارة بوش في عامي 2002 و2003، بأن العراق قدم تدريبا على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لأعضاء «القاعدة». وقد أورد هذا الادعاء علنا وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت كولين باول في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة في فبراير (شباط) عام 2003.

وقد وصف باول فيما بعد ذلك الخطاب بأنه «وصمة» في سجله، قائلا إنه لم يحصل على جميع المعلومات والتحليلات المتاحة داخل الحكومة. وقد شككت وكالة الاستخبارات العسكرية وبعض المحللين في «سي آي إيه» في صحة شهادة الليبي، التي تم الحصول عليها بعد نقل السجين إلى مصر لاستجوابه من قِبل «سي آي إيه»، وفقا لما ذكره محققون في مجلس الشيوخ.

وروت هبة لـ«الشرق الأوسط» أنها بعد أن التقت نحو 6 من «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» في أثناء زيارة لسجن أبو سليم مركز الاعتقال الرئيسي في العاصمة، كان ابن الشيخ الليبي غاضبا وجلس بعيدا عن طاولتها ورفض في غضب الحديث إليها، وقالت: «كان يرتدي بدلة زرقاء وبلحية قصيرة للغاية وكان نحيفا، وقال بغضب: (أين كنتما عندما كنت أتعرض للتعذيب في المعتقلات الأميركية؟)». وأضافت: «إننا نطالب بتحقيق فوري يتمتع بالشفافية في وفاته».

وفي لندن قالت منظمة «ريبريف» لمحامي حقوق الإنسان إنها تشعر بالقلق من نبأ وفاة الفاخري. وقالت المنظمة في بيان إنها تطلب الحقيقة في الوفاة المذكورة لابن الشيخ الليبي الذي استُخدمت أقواله التي تم الحصول عليها بالتعذيب في تبرير حرب العراق.

وطالبت جماعات حقوق الإنسان في الغرب بتحقيق فوري في وفاة ابن الشيخ الليبي. وشكك عدد من الأصوليين في لندن في انتحار ابن الشيخ الليبي في سجن بوسليم بطرابلس، وقال الإسلامي المصري ياسر السري مدير «المرصد الإسلامي» بلندن (هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين حول العالم) إن ابن الشيخ الليبي «نُحر» لصالح جهات خارجية، مشيرا إلى أن ابن الشيخ الليبي دُفن في مقر رأسه ببلدة أجدابيا أول من أمس. وقال إن منظمة «هيومان رايتس ووتش» زارته يوم 27 أبريل (نيسان) الماضي، وقبلها بثلاثة أيام زارته عائلته، وكانت في أفضل حالاته النفسية. واستبعد السري انتحاره، وتساءل: «كيف ينتحر وهو من حفظة كتاب الله؟»، وقال: «لقد مر بظروف صعبة خلال 8 سنوات ولم يقدم على الانتحار، فكيف يكون فعل ذلك وهو بين إخوانه من عشرات الإسلاميين المحتجزين في سجن بوسليم؟». إلى ذلك قال مركز المقريزي للدراسات الذي يديره الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «كيف ينتحر ابن الشيخ الليبي وهو مجاهد نحسبه صاحب عقيدة راسخة؟». وقال لو كان مقدرا له أن ينتحر لانتحر يوم أن اعتقلته القوات الباكستانية قبل أن تسلمه إلى القوات الأميركية، ولو كان مقدرا له أن ينتحر لانتحر في غوانتانامو». وقال السباعي: «علمنا من مصادر ليبية مطلعة مقربة من «الجماعة الليبية المقاتلة» أن ابن الشيخ الليبي قد فاضت روحه إلى ربها في سجن بوسليم بطرابلس جراء تعرضه لتعذيب في زنزانة انفرادية بعد أن أصر على رفض التوقيع والسير في تراجعات قيادات الجماعة الإسلامية المقاتلة التي يشرف عليها عبد الله الصادق وأبي المنذر الساعدي». وأشار إلى أن إدارة سجن بوسليم عقدت عدة لقاءات مقايضة مع ابن الشيخ الليبي وذلك بأن يدخل في تراجعات الجماعة الإسلامية المقاتلة، في مقابل أن تخفف عنه قيود السجن ويسمح له بالزيارة وفتح الزنزانة ساعة أطول، وإنه من الممكن أن تخفف عنه عقوبة السجن المؤبد».

وذكرت الصحيفة أن أصدقاء سابقين للفاخري يشككون في رواية انتحاره ويجادلون بأن الواعظ الإسلامي السابق المولود في بلدة أجدابيا الساحلية يعرف أن الإسلام يحرم الانتحار.

وكان الليبي من بين عشرات من «السجناء الأشباح» السابقين الذين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، ولكن لم يتم الإعلان رسميا عن مآلهم، وفقا لما ذكرته «هيومان رايتس ووتش»، وتقرير سربته أخيرا اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومن المعتقد أن المعتقلين السابقين قد أعيدوا إلى بلادهم الأصلية، ومن بينها دول مثل سورية.