ممثل روسيا في الناتو يكشف عن مؤامرة ضد أوباما داخل الحلف

لافروف يعود «سعيدا» من واشنطن ويتوقع تقدما في العلاقات مع الإدارة الجديدة

TT

كشف دميتري روغوزين ممثل روسيا لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أن مسؤولين في مقر الناتو قد يحوكون مؤامرة ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما.

ويرى ممثل روسيا أن «ما يقوله أوباما لا يحلو لكثيرين»، مشيرا إلى أن سياسة أوباما الخارجية تختلف «اختلافا لافتا» عما فعلته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في مجال السياسة الخارجية. ولا يتفق محللون مع هذا الرأي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي».

ويقول المحلل الروسي، يفغيني فويكو إنه يرى أن سياسة واشنطن الخارجية تظل كما هي في جوهرها، رغم ما يطرحه أوباما من حديث حول وجوب إجراء تغييرات على السياسة الخارجية، حسب ما ذكرته (سي إن إن). وبحسب رأي فويكو فإن هذه الأقوال والتصريحات لأوباما لم تترجم إلى أفعال حتى الآن.

وفي ما يخص موقف حلف الناتو لا يرى المحلل سببا يدعو إلى الحديث عن بلورة الحلف، الذي ستغير قيادته قريبا، لأي استراتيجية موحدة للتعامل مع الرئيس الأميركي الجديد، ناهيك عن حياكة مؤامرة ما ضده. وفي نفس الوقت، أعرب سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن ارتياحه لنتائج زيارته لواشنطن التي التقى فيها نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، فيما التقاه الرئيس باراك أوباما. وقال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة قد تتوصلان إلى اتفاق خلال مايو (أيار) الجاري حول إعداد معاهدة تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، أي حول القضية التي سبق وناقشها الرئيسان دميترى ميدفيديف وأوباما على هامش قمة العشرين في لندن في أبريل (نيسان) الماضي. وكان الرئيسان اتفقا حول ضرورة سرعة إجراء المباحثات بين الجانبين على مستوى الخبراء من أجل مناقشة إعداد المعاهدة، الجديدة حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية كبديل للمعاهدة الموقعة بين الجانبين والتي تنتهي في ديسمبر (كانون الأول ) من العام الجاري، بما يمكن معه مناقشة ما يتوصل إليه الجانبان في القمة المرتقبة للرئيسين والمقرر عقدها في موسكو في السادس من يوليو (تموز) المقبل. ومن المعروف أن البلدين سبق ووقّعا في يوليو (تموز) 1991، أي قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، معاهدة تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، التي بدأ سريان مفعولها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 1994 لمدة 15 عاما بمشاركة الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث: أوكرانيا وبيلاروس وقزغستان. إلى جانب كل من روسيا والولايات المتحدة. ويذكر المراقبون أن روسيا انتهت 2002 من تقليص ترسانتها النووية إلى 1136 صاروخا حاملا، و5518 عبوة نووية، فيما أعربت عن استعدادها لمواصلة عملية التقليص المتبادل لأسلحة الدمار الشامل الموجودة بحوزتها والبلدان النووية الأخرى بما فيها الولايات المتحدة. وكان الرئيسان ميدفيديف وأوباما اتفقا في لقائهما الأخير في لندن حول توقيع معاهدة جديدة تنص على تقليص ترسانتي البلدين من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية إلى ما دون مستوى 1700 ـ 2200 عبوة نووية.

وفي معرض حديثه إلى الصحافيين المرافقين له على متن طائرته خلال رحلة العودة إلى موسكو، قال لافروف إن الجانبين أعربا عن تفهمهما لجدوى استئناف مبادرة الإدارة الأميركية السابقة حول اجتماعات «2+2»، أي وزراء خارجية ودفاع البلدين، كإطار للحوار بين البلدين، وإن لم يتوصلا بعد إلى موعد محدد لبدء هذه الاجتماعات. وكشف لافروف عن تفهم الجانبين أيضا لاستئناف المفاوضات الاقتصادية في إطار مغاير للإطار السابق الذي سبق وتمثل في آلية «غور ـ تشيرنوميردين» إبان تسعينات القرن الماضي خلال فترتي حكم الرئيسين الأسبقين بوريس يلتسين وبيل كلينتون، في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه مشاورات الجانبين حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية في موسكو في 18 ـ 20 مايو (أيار) الجاري. وفي هذا الصدد قال لافروف باستعداد بلاده لتفهم وجهة النظر الأميركية التي ترفض إدراج العبوات النووية «غير الموجودة في الخدمة» ضمن بنود المعاهدة المقترحة.