محافظ الموصل لـالشرق الأوسط»: وجود البيشمركة في المناطق المتنازع عليها غير وارد

متظاهرون عرب يطالبون بخروج القوات الكردية وإغلاق مقراتها وتسليم المعتقلين لديها

TT

انطلقت في مدينة الموصل، 405 كم شمال العاصمة العراقية بغداد، تظاهرة شارك فيها شيوخ العشائر العربية ومنظمات مجتمع مدني واحزاب طالبوا فيها بخروج قوات البيشمركة الكردية من بعض مناطق الموصل التي تنتشر فيها، وجاء ذلك في وقت تشهد المدينة فيه توترا سياسيا بين قائمة الحدباء بزعامة محافظ المدينة، وقائمة نينوى المتاخية التي تضم شخصيات كردية. وهتف المتظاهرون تأييدا لقائمة الحدباء التي تتولى المسؤولية الاولى في المحافظة بعد فوزها الذي حققته في انتخابات مجالس المحافظات. واكد احد شيوخ العشائر المشاركة في التظاهرة لـ«الشرق الاوسط» ان «تواجد قوات البيشمركة غير مرغوب فيه في مناطق الموصل»، مؤكدا على وجوب ان «تسيطر القوات الامنية المحلية على الاوضاع وليس مسلحين ينتمون لاحزاب معينة».

وتجمع المتظاهرون الذين يمثلون عشر عشائر عربية ابرزها شمر وجبور واللهيب والجحيش امام مبنى المحافظة وهتفوا تأييدا للمحافظ. وقدم المتظاهرون مذكرة تتضمن اربعة مطالب اولها خروج قوات البشمركة والاسايش (الامن الكردي) من جميع مناطق المحافظة واغلاق المقرات غير النظامية التابعة للأحزاب الكردية وخروج القوات الاميركية بحسب الجدول الزمني واطلاق سراح المعتقلين لدى القوات الكردية. وكانت تظاهرة قد انطلقت الجمعة الماضية منعت موكب محافظ الموصل، اثيل النجيفي، من المرور في بلدة بعشيقة لافتتاح مهرجان رياضي نظمته وزارة الشباب العراقية للطيران الشراعي في (دير مار متي)، وندد المتظاهرون بوجود المحافظ بينما وقف مسلحو البيشمركة على الطريق لحماية المتظاهرين الذين رفعوا لافتات ضد قائمة الحدباء والمحافظ. وأصدرت المحافظة بيانا دعت فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، الى اعادة النظر بتواجد قوات البيشمركة في الموصل واعتبرتهم سببا في زعزعة الامن في المحافظة.

وكان مصدر امني في مدينة الموصل قد اكد لـ«الشرق الاوسط» مقتل اركان عزيز الطائي، شرق الموصل، مشيرا الى ان الطائي هو احد قياديي الحدباء ومن عناصر الجيش العراقي السابق وان التحقيقات جارية لمعرفة الجناة». وحول ما اذا كانت تظاهرة امس جاءت كرد على التظاهرة في بعشيقة، قال النجيفي ان «التظاهرة التي شارك فيها اغلب مكونات العراقيين في الموصل رد فعل طبيعي لتلك التظاهرة واحتجاجا على مقتل احد قيادي قائمة الحدباء في بعشيقة (مؤخرا)»، مشيرا الى ان «الدستور العراقي يكفل للمواطن حرية التعبير عن رأيه بشكل سلمي وبالطريقة التي يراها مناسبة»، ورفض النجيفي اتهام جهة بحادث اغتيال القيادي في الحدباء، قائلا «انا لا أتهم أي طرف واي جهة». وقال النجيفي لـ«الشرق الاوسط» ان «تواجد البيشمركة في المناطق المتعايش فيها (المتنازع عليها) غير وارد وان الحل السياسي هو ما يجب اللجوء له في حل الاشكالات بين الاطراف».

وكان اللواء جبار ياور وكيل وزارة البيشمركة قد نفى في وقت سابق لـ«الشرق الاوسط» ان يكون حادث التظاهرة ضد المحافظ «مدبرا» من جانب قوات البيشمركة. وقال ان «النجيفي حاول بداية دخول البلدة برفقة قوات الفرقة الثانية من الجيش العراقي، لكن الجيش رفض تلبية طلبه، ثم استعان بقوات الشرطة في الموصل لمرافقته وحمايته اثناء دخوله البلدة، لكن سكانها تجمهروا عند بوابة بعشيقة ومنعوه من الدخول».