المعارك القبلية وانهيار سعر النفط عاملان يهددان بتفجير الوضع في جنوب السودان

سقوط 100 ألف قتيل منذ بداية السنة في ولاية جونقلي بين قبيلتي المورلي والنوير

TT

قالت المرأة العجوز في همس وهي ترتدي فستانا باليا «جاء رجال من قبيلة (المورلي) إلى قريتنا وقتلوا ابني» فنزحت هربا من المعارك القبلية في جنوب السودان الغني بالنفط والفقير في الوقت نفسه، بينما تظهر مجددا بوادر حرب أهلية فيه.

وتشتكي ريبيكا نياكود وال، المنهكة وهي تمسك بعكاز من الخشب وتنتعل حذاء قديما من البلاستيك، بصوت خافت «مشينا 6 ساعات لنصل إلى هنا. لكن ليس لدي مكان أنام فيه ولا شيء أسد به رمقي».

ومنذ بداية السنة نزح أكثر من 100 ألف شخص بسبب أعمال العنف القبلية وهجمات متمردي جيش الرب للمقاومة الأوغنديين في جنوب السودان، عدد النازحين نفسه في دارفور (رغب) خلال الفترة نفسها حسب معطيات الأمم المتحدة.

وفي اكوبو على ضفاف نهر بيبور في ولاية جونقلي (جنوب شرق) السودانية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع إثيوبيا تلقي بعض أشجار الفواكه الكبيرة بظلالها المريحة فوق آلاف النازحين هربا من النزاعات القبلية.

وقال الشاب كوانغ ثوك ياك، قرب مستشفى محلي حيث تفتقر الممرضات لكل شيء «بودنا احتضان كل هؤلاء الناس لكن ليس لدينا شيء نمنحهم إياه».

وأسفرت مواجهات مسلحة حول المواشي بين قبيلتي «المورلي» و«النوير» عن سقوط 100 ألف قتيل منذ بداية السنة في ولاية جونقلي حيث يتم تداول الأسلحة بكل حرية.

وأسفر هجوم ضد قبيلة «النوير» عن سقوط 40 قتيلا الأسبوع الماضي في ولاية النيل الأعلى المجاورة، كما دارت معارك عنيفة أيضا بين قبيلتي «باري» و«مونداري» في ضواحي جوبا مما أجج المخاوف من نشوب حرب أهلية في جنوب السودان ذاته. واعتبر جون هولمز رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة خلال زيارة هذا الأسبوع إلى جنوب السودان أن «اتساع النزاعات وعدد القتلى وفداحة الدمار تثير قلقا شديدا وتوحي بان هناك مشكلة حقيقية في المصالحة بين تلك المجموعات».

وأسفرت الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان عن سقوط أكثر من 1.5 مليون قتيل ونزوح 4 ملايين بين 1983 و2005. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر هويته إن سلطات جنوب السودان استخدمت منذ 4 سنوات «أموال النفط لشراء السلام الاجتماعي» لكن الآن وقد انخفضت أسعار النفط باتت «تخضع للضغط». وقال إن «دارفور قنبلة انفجرت.. لكن جنوب السودان قنبلة موقوتة».