مقتل شخص وإصابة آخرين في محاولة اقتحام أمنية لصحيفة «الأيام» في عدن

نائب الرئيس اليمني أوقف الهجوم.. وقيادي في الحراك يرفض دعم «القاعدة» لأبناء الجنوب

جانب من المعارك التي شهدتها المناطق الجنوبية في اليمن خلال الأيام الماضية (رويترز)
TT

قُتل مواطن يمني وجُرح آخران في اشتباكات وقعت أمس في مدينة عدن في جنوب اليمن، عندما حاولت قوة أمنية اقتحام دار صحيفة «الأيام» اليمنية اليومية المستقلة؛ لاعتقال رئيس تحريرها هشام باشراحيل، فيما قامت مجاميع قبلية تتبع «الحراك الجنوبي السلمي» بقطع طرق رئيسية تضامنا مع الصحيفة. وذكرت المصادر أن حراسة الصحيفة تبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن التي باشرت بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن مقتل أحد المارة ويدعى صالح أحمد السارطي، وإصابة اثنين من حراسة الصحيفة هما جلال الزامكي وأحمد ناصر. وذكرت المصادر أن تدخل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ووزير الإدارة المحلية السابق عبد القادر هلال، حال دون استمرار الاشتباكات واقتحام مبنى الصحيفة.

وقال شهود عيان في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن قوات من الأمن وصلت صباح أمس إلى مقر صحيفة «الأيام» بحي كريتر بمدينة عدن، الذي يحوي أيضا سكن أسرة باشراحيل, وحاولت اقتحامه واعتقال رئيس التحرير بحجة حيازة أمر قضائي بالقبض عليه قهريا في قضية جنائية وقعت العام الماضي في العاصمة صنعاء. وقال باشراحيل هشام باشراحيل، محرر الشؤون الدولية في الصحيفة ونجل رئيس تحريرها، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبنى يضم إلى جانب الصحيفة مساكن الأسرة، وتوجد به أكثر من عشرين امرأة وسبعة أطفال، أحدهم رضيع، وإن «الرصاصات اخترقت غرف النوم ونشرت الرعب في نفوس السكان والعاملين».

وأضاف باشراحيل الابن مؤكدا أن ما تعرضت له أمس صحيفة «الأيام» من عملية مداهمة أمنية يعد «استمرارا للحملة والهجوم على الصحافة المستقلة، وناتجا عن تغطياتنا الإخبارية». وفي الوقت الذي توقفت صحيفة «الأيام» عن الصدور منذ الخامس من مايو (أيار) الجاري، بعد مصادرة أعدادها ليومين متتاليين من قبل السلطات ومحاصرة مطابعها، فإن باشراحيل يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يمكن إعادة إصدار الصحيفة في ظل الظروف الراهنة، «لأننا نشعر أننا مهددون في أرواحنا، ونشعر أن استدعاء رئيس التحرير إلى صنعاء في حال نفذ، سينتج عنه مقتله هناك».

من جانبها قالت نقابة الصحافيين اليمنيين إنها توصلت إلى اتفاق مع السلطات المعنية قضى «بوقف إطلاق النار من الجانبين وسحب قوات الأمن وإنهاء المظاهر المسلحة حول الصحيفة وتجميد كافة الإجراءات بحقها إلى حين إجراء حوار بين الأطراف»، وذلك بعد لقاء عقد في أثناء الاشتباكات بين عدد من قيادة مجلس النقابة موجودون في عدن حاليا، وبين وزير الإدارة المحلية السابق عبد القادر هلال، قام الأخير خلاله بالتواصل مع نائب الرئيس اليمني الذي أصدر تعليمات فورية بوقف الهجوم.

وأضاف سعيد ثابت سعيد، وكيل أول النقابة لـ«الشرق الأوسط» أن «الحادث مؤسف ونبحث كيف نعالجه»، كما «نعلن تضامننا مع صحيفة (الأيام) ونؤكد على احترام حرية الصحافة، وندعو إلى تحييد المؤسسات الصحافية من أية مظاهر مسلحة».

وفي محافظة شبوة، وتحديدا في منطقة العرم، أقدم مسلحون من قبائل لقموش على قطع الطريق احتجاجا على «ما تتعرض له صحيفة (الأيام)»، وحذر أحد قادة «الحراك» في المنطقة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من «المساس بالصحيفة وناشريها هشام وتمام باشراحيل وكافة أفراد أسرتيهما والعاملين معهما».

وأعلن قيادي فيما بات يعرف بـ«الحراك السلمي» في جنوب اليمن رفضه لتصريحات زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي (أبو بصير)، والتي بثت صوتيا أمس على الإنترنت، وجاء في تأييد لـ«اليمنيين الجنوبيين» لمناهضة نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في إشارة إلى دعم التوجهات إلى انفصال «الجنوب» عن «الشمال».

وقال لـ«الشرق الأوسط» صلاح الشنفرة، رئيس حركة «نجاح» الجنوبية: «ليست لنا علاقة بـ(القاعدة) ولا نقبل أبدا مثل هذا الكلام أو الموقف»، متهما السلطات اليمنية في نفس الوقت بالوقوف وراء مثل هذه البيانات لأنها «تريد ربط الحراك الجنوبي السلمي بـ(القاعدة) عبر هذه الدعاية». وأضاف: «قضيتنا مختلفة، وهي استعادة دولة الجنوب، وشعبنا هو من سيناضل من أجل ذلك، وليس بحاجة إلى مثل هذه المواقف».

وكان أبو بصير قال في الرسالة الصوتية التي حملت عنوان «إلى أهلنا في الجنوب»، إن ما يطالب به الجنوبيون هو «حقكم، كفله لكم دينكم، فلا يمارس باسم الحفاظ على الوحدة الظلم والقهر والاستبداد». وأضاف: «إننا في تنظيم القاعدة نؤيد ما تقومون به من رفض الظلم عليكم وعلى غيركم، ومناهضة النظام والدفاع عن أنفسكم». كما دعت «القاعدة» التي يعد هذا أول موقف منها تجاه التطورات في جنوب اليمن، الجنوبيين إلى «العودة إلى قانون الله، هو المخرج لما نحن فيه، الحذر من أن تخدعوا مرة أخرى».