الحكيم يدعو المالكي إلى «التعاون الجاد» لإعادة تفعيل الائتلاف الشيعي الحاكم

بعد النتائج السلبية التي حققها تنظيمه في الانتخابات المحلية الأخيرة

TT

دعا عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، أمس، قادة الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم إلى العمل من اجل إعادة تفعيل الائتلاف؛ للتهيؤ للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وحث الحكيم وبوجه خاص نوري المالكي، رئيس الوزراء وزعيم حزب الدعوة، وهو أحد أحزاب الائتلاف على التعاون الجاد؛ لإعادة بناء الائتلاف الموحد.

وقال الحكيم في بيان وضع على موقع المجلس على الانترنت، أوردته وكالة رويترز، إن «الموقف الحالي يستدعي أن يحافظ الائتلاف العراقي الموحد على وحدته وفاعليته، وضرورة الالتزام بسياسته الوطنية في الانفتاح على جميع القوى الخيرة؛ للتعاون في بناء البلد والحفاظ على وحدته واستقراره وازدهاره». وأضاف الحكيم، أن الهدف من دعوته هو أن يواصل الائتلاف مسيرته المباركة ويطور مساهمته في تحقيق الأهداف الوطنية. وناشد الحكيم جميع قادة الائتلاف «وفي مقدمتهم الأخ العزيز السيد رئيس الوزراء التعاون الجاد، لإعادة بناء الائتلاف ورسم مساره في الانتخابات المقبلة بالأسس والروح الموضوعية والأهداف الوطنية النبيلة التي تشكل من اجلها». وقال الحكيم في بيانه، إن همام حمودي، القيادي في المجلس الأعلى سيمثله في هذه العملية.

وتأتي دعوة الحكيم بعد النتائج السلبية، التي حققها حزبه في الانتخابات المحلية الماضية، التي لم يستطع فيها الفوز بعدد كاف من الأصوات، تؤهله للسيطرة على مجالس المحافظات، وبالذات الجنوبية، وذلك على النقيض من الانتخابات السابقة في عام 2005، التي تمكن الحزب من حصد أغلبية الأصوات فيها، وبالتالي بسط هيمنته على المجالس المحلية للعديد من المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية بالإضافة إلى بغداد. وكان الائتلاف العراقي الموحد، الذي يسمى بالائتلاف الشيعي، بسبب احتوائه لكل القوى والأحزاب الشيعية، قد فاز بالانتخابات البرلمانية الماضية، وبفارق كبير عن باقي الكتل، وهو ما أهله لتشكيل حكومة برئاسة المالكي، لكن الائتلاف سرعان ما بدت عليه علامات التفكك والتصدع بسبب الخلافات بين كتله، وكثرة الانتقادات التي وجهت للأسلوب الطائفي، الذي هيمن على تشكيله، وتمثلت أولى علامات التفكك بانسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف، تبعه انسحاب التيار الصدري، الذي يرأسه مقتدى الصدر في عام 2007. ومثلت الانتخابات المحلية، التي جرت بداية العام الحالي، الضربة القاسمة للائتلاف، بعد أن قررت جميع كتله المشاركة فيها بقوائم مستقلة، وعلى عكس المالكي الذي استطاع أن يحقق نتائج كبيرة والفوز بالانتخابات، لم يتمكن المجلس الأعلى من تحقيق نتائج تمكنه من أن يكون ندا وشريكا في تأسيس مجالس المحافظات، وأرجع الكثيرون خسارة المجلس الأعلى إلى تراجع شعبيته.