أبو مازن يبحث مع الأسد إمكانية بلورة موقف عربي تجاه المفاوضات

وسط مقاطعة فصائل المقاومة وتحذيرات ائتلاف العودة

TT

دعا الرئيس السوري بشار الأسد الفلسطينيين إلى نبذ الخلاف وتحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية وذلك خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمس، وقال الأسد إن تحقيق المصالحة يشكل «أساسا لا غنى عنه للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة» مشددا على «ضرورة العمل من أجل رفع الحصار الجائر عن غزة وفتح المعابر». وبحث الأسد وأبو مازن في اجتماع موسع حضره مسؤولون من الجانبين «جهود إنهاء حالة الانقسام في الأراضي الفلسطينية». واتفق الجانبان على ضرورة «التشاور وتنسيق المواقف العربية» في ما يخص جهود إحلال السلام، وحثا المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته من خلال تبني مواقف «أكثر وضوحا تحدد مسؤولية كل طرف تجاه متطلبات السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها الشرعيين وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام». وعقد الزعيمان اجتماع ثنائيا، أقام بعده الأسد مأدبة غداء على شرف ضيفه والوفد المرافق له.

وقال رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات إن الرئيس عباس وضع الرئيس الأسد في أجواء الداخل الفلسطيني. وأضاف أن اللقاء كان «مهما ومعمقا ومكثفا وجديا وأن عباس أطلع الرئيس الأسد على الوضع الداخلي والحوار الذي سيطلق في القاهرة في 16 الشهر الجاري». وأشار عريقات إلى أن المحادثات تطرقت إلى عملية السلام في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية الرافضة لحل الدولتين والرافضة إلى وقف الاستيطان والعودة إلى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.

وأكد عريقات أنه ليس في برنامج عباس لقاء الفصائل الفلسطينية مشددا على أن الزيارة هي دعوة من الرئيس الأسد في إطار التنسيق والتعاون المستمر بين الجانبين لأن سورية دولة محورية في عملية التسوية. وكانت فصائل (تحالف القوى الفلسطينية) الثماني استبقت زيارة عباس ببيان أعلنت فيه مقاطعة الزيارة وعدم اللقاء معه معتبرة أن «خطواته السياسية والتنظيمية غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية». وقال بيان صادر عن التحالف «لا تريد فصائل المقاومة تأمين تغطية سياسية لمواقفه وتصريحاته وخطواته في تشكيل الحكومة بعيدا عن المصالحة الوطنية، إضافة إلى عدم تأمين كذلك تغطية قبل زيارته إلى واشنطن».

وتعد هذه الزيارة الثانية لعباس إلى دمشق منذ أكتوبر (تشرين الأول)، كما جاءت بعد زيارة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم الاثنين الماضي التقى خلالها الرئيس الأسد وبحث معه الجهود المبذولة لتحقيق السلام.