العاصمة الصومالية تستعد لمعركة حاسمة بين مناصري أويس وشريف

حديث عن مئات القتلى والجرحى.. وسط مخاوف من اندلاع معارك عنيفة وتهجير مزيد من اللاجئين

TT

قال مسؤول مقرب من الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد إنه يستعد لمعركة حاسمة وأخيرة ضد مناوئيه، في وقت يرفع هؤلاء صيحات حرب غير مسبوقة عبر مطالبتهم للشيخ شريف بالاستقالة والتنحي طواعية عن السلطة لتجنيب البلاد المزيد من الدمار والحرب الأهلية. ووضع الشيخ شريف القوات الحكومية الموالية له والبالغ عددها نحو 15 ألف مقاتل معظمهم من عناصر تنظيم المحاكم الإسلامية والجيش الصومالي السابق، على أهبة الاستعداد حول مقره الرئاسي المعروف باسم فيلا الصومال، بالإضافة إلى مقرات البرلمان والحكومة.

وقالت مصادر صومالية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ حسن طاهر أويس الزعيم المتشدد ورئيس تحالف المعارضة الصومالية الذي عاد مؤخرا من مقره في العاصمة الإريترية أسمرة يقود بنفسه التحضيرات للإطاحة بزميل الكفاح السابق الشيخ شريف. وأوضحت المصادر أن تحالفا يضم نحو سبعة آلاف مقاتل من المؤيدين للشيخ أويس وميليشيات حركة «الشباب المجاهدين» و«الحزب الإسلامي»، قد تأسس بشكل غير معلن لإجبار الشيخ شريف على التنحي عبر استخدام القوة العسكرية ضده.

ورفض الشيخ شريف دعوة وجهها أويس، له بالاستقالة وأكد عبر أحد مساعديه لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يعتزم بأي حال من الأحوال التخلي عن منصبه.

وكان الشيخ أويس قد أطلق أمس تصريحات صحافية دعا فيها الشيخ شريف إلى الاستقالة، وقال من مقديشو «أدعو الشيخ شريف الشيخ أحمد إلى التنحي عن منصبه المعلن بشكل أحادي الجانب تفاديا لزهق أرواح الصوماليين». وأضاف «في الحقيقة ليس لدينا حكومة صومالية حقيقية بل دمى أجنبية تعلن أنها مسؤولة في الصومال، لا يقبل أي بلد في العالم حكومة تفرض عليه من الخارج، إن الصوماليين أحرار ويرفضونها».

ودفعت تصريحات أويس، أحمد ولد عبد الله المبعوث الخاص للأمم المتحدة للصومال إلى اتهام أويس بأنه قام «بمحاولة انقلاب» خلال الأيام الماضية.

وأسفرت الاشتباكات بين مقاتلي حركة الشباب المتشددة والقوات الموالية للحكومة منذ مطلع الأسبوع الجاري عن سقوط ما يزيد على 113 قتيلا مدنيا في العاصمة الصومالية ودفعت 27 ألفا آخرين للفرار.

وأدى تمرد يقوده الإسلاميون منذ أوائل عام 2007 إلى مقتل نحو 17700 شخص وجرح ما يقرب من 30 ألفا آخرين مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الصوماليون الذين يعيشون دون حكم مركزي فعال منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991.