زيارة مبارك لواشنطن.. وخطاب أوباما في القاهرة محور تحركات الدبلوماسية المصرية

سفيرة أميركا تجتمع مع أبو الغيط

TT

أكدت مصر أمس أن زيارة الرئيس حسني مبارك للولايات المتحدة في 26 مايو (أيار) الجاري «ستكون في غاية الأهمية، في ما يتعلق بشكل ومضمون المنهج الذي تريد الولايات المتحدة أن تطرحه في الفترة المقبلة»، مشيرة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي، إلى «أن زيارتي رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الفلسطيني، لواشنطن ستكونان أساسية في صياغة الجانب الأميركي لشكل تحركه».

وتهيمن زيارة مبارك لواشنطن، والموقف الأميركي المرتقب فيما يتعلق بالتسوية في الشرق الأوسط، والتحرك المصري على الساحة الفلسطينية، كذلك خطاب الرئيس باراك أوباما إلى العالم الإسلامي، الذي يلقيه من القاهرة، على تحركات الدبلوماسية المصرية. ويشكل احتمال البدء من الصفر في ما يتعلق بالتسوية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي «هاجسا» لدى المصريين الذين يرفضون رسميا، وبشدة العودة إلى الصفر، ويصرون على البناء على ما تم التوصل إليه من تفاهمات بين الجانبين.

في المقابل أبدت واشنطن اهتماما بنتائج استطلاع رأي وموقف مصر حيال العديد من القضايا، وزارت السفيرة الأميركية أمس، وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وقالت للصحافيين «إن الولايات المتحدة تتطلع للزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس مبارك لواشنطن وما تتضمنه من مناقشات جيدة». وأشارت إلى أنها ناقشت مع الوزير المصري العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك، مؤكدة حرصها على الوقوف على رؤى مصر إزاء القضايا المختلفة. وقالت «إن المناقشات المصرية الأميركية تؤكد دائما التزام البلدين بالسلام والعمل على تعزيز فرصه والاستقرار بالمنطقة»، مشيرة إلى «أن هذا الموضوع سيكون محل مناقشات أوسع نطاقا خلال زيارة الرئيس مبارك لواشنطن». وقال زكى «إن الجانب الأميركي يسعى الآن لبلورة أفكاره بخصوص كيفية تحريك الوضع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية وملموسة، ومصر تتابع هذا الاهتمام والجهد من جانب الإدارة الأميركية وتتشاور معها فيما يمكن عمله في هذا الصدد». وردا على سؤال عما إذا كانت الأفكار الأميركية تتعلق بالسلام الشامل، أوضح «أن التركيز الأساسي مثلما استمعنا إليه هو على المسار الفلسطيني».. وتابع معلقا «هذا المسار يحتاج لعمل كثير واهتمام ولا يجب أن نفقد الزخم الذي كان قد تحقق في فترة من الفترات.. وكذلك يجب ألا يسمح بالبدء من جديد، أي من نقطة الصفر.. ولذلك لابد من الاستفادة من كل ما تحقق في الماضي والبناء عليه والعمل بأسرع وقت ممكن لاستعادة الحيوية إلى المسار التفاوضي لأن هذا هو الأسلوب الذي يحقق الهدف آخذا في الاعتبار أنه بالتوازي مع كل ذلك ينبغي أن يكون هناك وقف للإجراءات الإسرائيلية الأحادية، في ما يتعلق بالنشاط الاستيطاني أو القدس وهويتها، وكذلك ما يتعلق بنقاط التفتيش والحواجز في الضفة، ونقاط المعابر والحصار المفروض على غزة».

وعما إذا كان لدى مصر مؤشرات عن مدى استجابة الجانب الإسرائيلي لذلك الطرح في ضوء زيارة نتنياهو لمصر.. قال زكي «كما ذكر الوزير أحمد أبو الغيط فإن المؤشرات في بدايتها تقول إن رئيس وزراء إسرائيل يزمع التحرك إيجابيا.. ربما يختلف عما كان متوقعا حتى وقت قريب.. وأَضاف «سوف تثبت الأيام والأسابيع المقبلة صحة هذا الكلام.. وتأمل أن تتوافق أفعال الحكومة الإسرائيلية مع أقوال رئيس الوزراء». وحول الاستيطان والمشاريع المعلنة وغير ذلك لتهويد القدس.. قال «إننا سنستمر في عملنا ونشاطنا السياسي الدبلوماسي وتكثيف الضغط على الإسرائيليين وتعبئة المجتمع الدولي وإلقاء المزيد من الأضواء على المشكلة وتعبئة الرأي العام في كل الدول ذات التأثير مع الجانب الأميركي بشكل واضح وموحد.. هذه كلها إجراءات يمكن للجانب العربي أن يقوم بها وهدفها هو الحيلولة دون أن تتفاقم الأوضاع الخاصة بالقدس». واعتبر زكي الحديث عن المواجهة بين التطرف والاعتدال أن «المتطرفين موجودون في الجانبين.. لكن الحديث عن التطرف في الجانب العربي والإسلامي فقط، حديث مغلوط وغير مقبول، والوسيلة الوحيدة لإجهاض أجندة التطرف، هي التحرك بجدية نحو السلام»، وقال «إن الجمود سيصيب المنطقة بمزيد من التوتر والمواجهة وهو أمر لن تستطيع المنطقة أن تتحمله».