الفلسطينيون يحيون الذكرى 61 للنكبة ويطلقون أسماء قراهم على 106 شوارع في رام الله

المناسبة تحولت إلى فرصة لتبادل الاتهامات مجددا بين حماس وفتح

فلسطيني يعلق على صدره مفتاح بيته الذي هجّر منه جراء النكبة، في مظاهرة في مدينة نابلس احياء للذكرى الـ 61 للنكبة امس (ا ب)
TT

أحيا الفلسطينيون في جميع أماكن وجودهم ولا سيما في الضفة الغربية وغزة، أمس، الذكرى الـ61 للنكبة. وخرج العديد منهم، رغم مرور 6 عقود طويلة على تهجيرهم من ديارهم، يحملون مفاتيح بيوتهم، ويرددون حلم العودة.

ففي المدن الفلسطينية والمخيمات، حمل متظاهرون في يوم النكبة صورا قديمة للهجرة الأولى، وأسماء قراهم التي هجروا منها، ومفاتيح منازلهم، ووثائق تثبت ملكيتهم لهذه المنازل، ورفعوا لافتات كتب عليها «لا سلام دون عودة اللاجئين» و«تستمر النكبة» و«حق العودة حق فردي» و«حق العودة لا يسقط بالتقادم».

وانطلقت المسيرة المركزية، في الضفة الغربية من رام الله، من أمام قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة، تقدمتها فرق كشفية. وقررت بلدية رام الله، إطلاق القرى المدمرة والمدن المحتلة عام 1948، على 106 شوارع في المدينة. وفي نابلس، هتف المتظاهرون الذين تقدمتهم فرق خيالة تحمل أعلاما سوداء، مؤكدين حق العودة. وطالب خالد منصور، في كلمة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، الوفد الفلسطيني المفاوض، بتأجيل التفاوض حول حق العودة لأنه أفضل من الوصول إلى حل في ظل توازن القوى الحالي. وانطلق طلبة المدارس في جنين، بصحبة الفرق الكشفية في استعراض وسط المدينة، ورفعوا أعلاما فلسطينية وأخرى سوداء، مكتوبا عليها «لا بديل عن حق العودة».

وقال سلام فياض في طولكرم «إن التقادم لا يلغي حقنا في العودة، وسوف يستمر شعبنا في نضاله حتى تحقيق حريته في العودة».

وأحيت المخيمات الفلسطينية في الأردن ولبنان وسورية ذكرى النكبة بمسيرات تؤكد فيها هذا الحق.

واعتبرت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، في بيان لها، «أن قضية اللاجئين الفلسطينيين وتشريدهم هي جوهر الصراع، كما أن حق العودة إلى الديار الأصلية حق مقدس وثابت غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم ولا تجوز فيه الإنابة أو التفويض أو المقايضة». وأوضح البيان «أن حق العودة وحق التعويض حقان متلازمان للاجئين الفلسطينيين، فحق التعويض ليس بديلا عن حق العودة ولكنه مكمل له وفق القرار 194».

من جهته، أكد المجلس الوطني الفلسطيني، أن ما يجري في القدس من تهويد يجب النظر إليه، كونه نكبة جديدة، تضاف إلى سلسلة النكبات التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني.

أما في غزة، فتحولت المناسبة إلى فرصة لتبادل الاتهامات مجددا بين حركتي فتح وحماس، فاتهم زكريا الاغا عضو اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، الأجهزة الأمنية في الحكومة المقالة، بمنع إقامة المسيرات والمهرجانات الخاصة بإحياء الذكرى في كافة محافظات غزة، واعتقال كوادر من فتح. وهو ما اعتبرته الحركة «طعنة موجهة لحق العودة. فقررت تعليق فعالياتها».

وردت حماس على لسان القيادي فيها مشير المصري، الذي أكد «أن الأمر يتعلق بعدم تكرار مظاهر الفوضى والفلتان الأمني في قطاع غزة» وقال إن «عناصر في فتح تسعى له بالتنسيق مع رام الله». وأضاف مهاجما السلطة «أن من يتحدث عن النكبة لا يمارس سياسة الأحضان الدافئة مع العدو الصهيوني ولا يتخلى عن 78% من الأرض ولا يطعن المقاومة في ظهرها ولا ينسق أمنيا مع الاحتلال».

وأكدت حركة حماس في بيان بمناسبة النكبة، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «أن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم حقٌ أصيل غير قابلٍ للمساومة أو التفريط». وتنظم حماس اليوم في غزة «مسيرة العودة»، بينما يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا متلفزا بهذه المناسبة.