إسرائيل ترفض طلب الفاتيكان إدخال 500 راهب عربي خوفا من تجنيدهم لحزب الله

البابا يرفض لقاء نتنياهو في مقره ويستقبله بكنيسة البشارة في الناصرة

TT

التقى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مدينة الناصرة، بعد أن رفض البابا الذهاب إلى مقر رئاسة الوزراء، أمس، في أجواء معكرة، بعد أن رفضت الحكومة الإسرائيلية منح تأشيرات دخول لحوالي 500 قس من الدول العربية، طلبوا التواصل مع المسيحيين الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وكان الفاتيكان قد تقدم بهذا الطلب، قبيل زيارة البابا، في إطار سعيه لمحاربة ظاهرة هجرة المسيحيين الفلسطينيين وضرورة تواصل رجال الكنيسة معهم.

وأعطى الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، إشارات أن الطلب سيلقى الترحيب. ولكن وزير الداخلية، إيلي يشاي، رفض منح التأشيرات لهم. وقال إن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) أوصى بمنع التأشيرات عن رجال الدين المسيحيين العرب لتحسبه من خطر تجنيد حزب الله اللبناني وغيره لبعض منهم. واستذكرت مصادر أمنية إسرائيلية محاولة المطران كابوشي، راعي الكنيسة الكاثوليكية في الناصرة والجليل، تهريب أسلحة من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية قبل 30 سنة، مستغلا حصانته كرجل دين. وموقف كنيسة المهد في بيت لحم في احتضان وحماية مقاتلي حركة فتح الذين تحصنوا داخل الكنيسة خلال العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره في رام الله. وكذلك لعب رجال دين مسيحيون دورا سياسيا ضد حكومة إسرائيل في عدة حقب من الزمن. وقالت الحكومة إنها لا تريد تكرار ذلك. وكان نتنياهو قد طلب لقاء البابا في مقر رؤساء حكومات إسرائيل أو في مكاتب رئاسة الحكومة، لكن البابا رفض ذلك. وقال إنه يزور رئيس الدولة في بيته ويزور رجال الدين اليهود، أما رئيس الحكومة الإسرائيلية فعليه أن يلتقي البابا في أحد مقرات إقامته الكنسية. ثم أبدى نتنياهو استعداده لزيارة البابا في مقر إقامته في البطركية اللاتينية في البلدة القديمة من القدس الشرقية، ورفض ذلك البابا باعتبار القدس الشرقية مدينة فلسطينية محتلة. وطرح الفاتيكان أمام نتنياهو أحد خيارين للقاء، الأول كنيسة البشارة في مدينة الناصرة العربية أو كنيسة كفار ناحوم على الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا. فاختار نتنياهو الناصرة، وأحضر معه عائلة استيطانية كانت قد ثكلت أحد أبنائها برصاص فلسطينيين. وفسرت هذه الخطوة على أنها رد على خطابات البابا التي تحدث فيها عن معاناة الفلسطينيين وضرورة وقفها بمنحهم دولة مستقلة ذات سيادة. وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 50 ألف شخص شاركوا في استقبال البابا في الناصرة، كبرى المدن العربية في إسرائيل. وقال رئيس البلدية، رامز جرايسي، انه يعتز بأن الناصرة استقبلت البابا كعائلة واحدة بمسلميها ومسيحييها، حيث يقدر عدد المسلمين في الاستقبال بثلث الحاضرين.

وستختتم زيارة البابا، اليوم، بزيارة الأماكن المقدسة للمسيحيين في القدس والتقاء رؤساء الطائفة الأرثوذكسية.