باكستان تقصف مخابئ مسلحي طالبان وتريد امتلاك الطائرات الأميركية بدون طيار

الجيش الأميركي يزود إسلام آباد بمعلومات من طائرات التجسس

TT

هاجم الجيش الباكستاني أهدافا لطالبان في المناطق الشمالية الغربية، أمس، في الوقت الذي طلب فيه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من واشنطن «ملكية» الطائرات الأميركية التي تقتل مسلحين على أراضيها.

وسجل أكثر من 670 ألف مدني أسماءهم لدى الأمم المتحدة كنازحين بعد أن فروا من الهجوم على المناطق الشمالية الغربية، حيث تقوم عناصر طالبان بترهيب الشعب في حملة لتطبيق الشريعة الإسلامية وتوسيع سيطرتهم في المنطقة. وقصفت المدفعيات مخابئ يشتبه بأنها لطالبان في سوات ومنطقة لور دير المجاورة، إلا أنه لم تصدر تقارير فورية حول وقوع مزيد من الضحايا في اليوم الـ 18 على التوالي من العمليات في المناطق الشمالية الغربية. وصرح مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث إلى الإعلام، بأنه «تم استهداف مخابئ المسلحين في دير وسوات وتم تدمير العديد من المخابئ الأخرى في الجبال». وقال مسؤول عسكري آخر إن القوات أصبحت على بعد 16 كلم من مدينة مينغورا في سوات، حيث يقوم مسلحو طالبان بدوريات في الشوارع، كما أن السكان الخائفين يقبعون خلف أبواب موصدة خشية هجوم عسكري. كما تحدث الجيش عن «قتال عنيف» في بيوشار في الجبال الشمالية في سوات والتي يشتبه أن قائد طالبان مولانا فضل الله يختبئ فيها. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها دخلت منطقة بونر، إحدى المناطق الأكثر تضررا بالقتال، لأول مرة منذ اندلاع المعارك وذلك من أجل توفير الأدوية والمعدات الجراحية. وصرح بارت جانسينس المنسق الصحي للصليب الأحمر في باكستان «تستطيع أن ترى آثار القتال الذي وقع أخيرا». وقال «لا توجد كهرباء أو مياه شرب نظيفة. ومعظم المتاجر مغلقة. والسلع في السوق قليلة للغاية. والشوارع فارغة. والسكان يغادرون المنطقة بسرعة». وأعربت اللجنة الدولية عن أملها في توفير مزيد من المساعدات للمدنيين المحاصرين في المعركة بين الجيش وطالبان «خلال الأيام المقبلة». وشن الجيش هجوما في 26 أبريل (نيسان) بعد أن تقدم مسلحو طالبان من سوات إلى منطقة لا تبعد سوى 100 كلم عن إسلام آباد. ويقول الجيش إن نحو 15 ألف جندي يقاتلون نحو 4000 مقاتل مدججين بالسلاح في سوات بعد أن أمرت السلطات الباكستانية الجيش بـ«القضاء» على المسلحين الإسلاميين، الذين وصفتهم واشنطن بأنهم أكبر تهديد على الدول الغربية. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن «قلقه العميق» من الوضع في المنطقة، حيث قالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 670970 شخصا سجلوا أسماءهم لدى المفوضية. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني للبرلمان «إن الوضع يشبه الحرب وسيستغرق إنجاز الأمور بعض الوقت. وبإذن الله فإنه في اليومين أو الثلاثة المقبلة ستسوى الأمور». ويقول الجيش إنه بشكل عام فإن أكثر من 750 مسلحا و33 جنديا قتلوا في العمليات في لور دير وبونر وسوات، رغم أنه لا يوجد مصدر مستقل لتأكيد تلك الأرقام ولا معلومات عن عدد القتلى من المدنيين. من ناحية أخرى قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، الأربعاء، في لندن أثناء عودته من قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن باكستان طلبت من واشنطن «ملكية» الطائرات الأميركية بدون طيار التي تستخدم لتنفيذ هجمات جوية على مناطق باكستانية. وردا على سؤال حول الأنباء بأن الولايات المتحدة وافقت على تسليم السيطرة على تلك الطائرات إلى إسلام آباد، قال زرداري «الديمقراطية لا تؤمن بأنصاف الحلول. لقد طلبنا ملكية تلك الطائرات». وقال إن إسلام آباد «تتفاوض» مع الولايات المتحدة على «شروط» خاصة بتلك الطائرات التي كانت سببا في التوتر بين واشنطن وإسلام آباد. وتعارض باكستان بشدة الهجمات التي تشن بتلك الطائرات، حيث قتل أكثر من 360 شخصا في نحو 37 من تلك الهجمات منذ أغسطس (آب) 2008، وقال إنها تنتهك سيادة الأراضي الباكستانية وتعمق الاستياء في باكستان. وفي تصريحات أخرى قال زرداري إن القتال ضد المسلحين الإسلاميين في مناطق القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان سيكون قتالا طويلا، مؤكدا على أهمية هزيمتهم. وأكد في الوقت ذاته التلميحات إلى أن الترسانة النووية للبلاد في وضع خطر. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أن بريطانيا ستقدم 12 مليون جنيه (18.2 مليون دولار) كمساعدات إنسانية عاجلة للمساعدة على تخفيف معاناة المدنيين المتأثرين بالقتال. إلى ذلك ذكر الإعلام الأميركي، أمس، أن الجيش الأميركي قام بخطوة غير مسبوقة، إذ زود باكستان ببيانات جمعتها طائرات أميركية بدون طيار تحلق على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان. إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» قالت إنه «من غير الواضح» ما إذا كان التعاون سيستمر، ونقلت عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن باكستان توقفت فجأة في مطلع أبريل (نيسان) عن طلب القيام بمهمات استطلاع غير قتالية تنفذها الطائرات الأميركية بدون طيار على طول الحدود.

ونفى مسؤولون كذلك ما ذكرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أول من أمس، بأنه تم منح باكستان سيطرة مشتركة على طائرات التجسس الأميركية المسلحة للسماح لتلك الطائرات لأول مرة بالدخول إلى ما وراء الحدود الأفغانية داخل باكستان. وتحلق طائرات التجسس التابعة لـ«سي.آي.إيه» بشكل منتظم فوق باكستان وتستهدف مسلحي «القاعدة». إلا أن صحيفة «نيويورك تايمز» نفت أن يكون يجري الإعداد حاليا لانضمام الجيش الأميركي إلى «سي.آي.إيه» في برنامجها للطائرات القتالية بدون طيار داخل باكستان.