دا سيلفا يبدأ غداً أول زيارة لرئيس برازيلي إلى السعودية

الرياض تعزز فرص التعاون والاستثمار مع زعيمة مجموعة دول أميركا الجنوبية

TT

يبدأ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يوم غد السبت زيارة للسعودية تستغرق يومين، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار المسؤولين السعوديين وعددا من رجال الأعمال، لبحث آفاق التعاون بين البلدين بمختلف المجالات، وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات في مجالات متعددة، وخصوصا في قطاع التجارة والصناعة والاستثمار.

وتأتي زيارة الرئيس البرازيلي إلى الرياض بعد شهر ونصف من قمة العشرين التي عقدت في لندن في أبريل (نيسان) الماضي، وشاركت فيها قيادتا البلدين، وأكدتا على أهمية التصدي للأزمة المالية وتداعياتها لعودة الحياة إلى جسد الاقتصاد العالمي.

وأبلغ «الشرق الأوسط» السفير السعودي لدى البرازيل الدكتور محمد أمين كردي بأن الزيارة هي الأولى لرئيس برازيلي، وتكتسب أهمية خاصة حيث تتزعم جمهورية البرازيل الاتحادية مجموعة دول أميركا الجنوبية، وتتبوأ المملكة مركز الريادة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تأتي في الوقت الذي تشهد فيه التبادلات التجارية بين البلدين نموا مضطردا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري لعام 2008 نحو 5.5 مليار دولار أميركي، تمثل فيه صادرات المملكة نحو 2.9 مليار دولار، ووارداتها نحو 2.6 مليار دولار.

وأشار إلى أن الرئيس البرازيلي سيرافقه وفد رسمي رفيع المستوى، بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال البرازيليين، ويشمل برنامج الزيارة عقد مباحثات بين الجانبين لاستعراض القضايا التي تهم البلدين الصديقين، وكذلك مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، لافتا إلى أنه سيتم في هذا الإطار توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين، وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية للمشاورات السياسية، كما سيتم استعراض ما تم إنجازه في المفاوضات الجارية لإبرام اتفاقيات أخرى للتعاون في مجالات أخرى متعددة.

ويزور دا سيلفا والوفد المرافق له الهيئة العامة للاستثمار للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة في السعودية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، كما سيلتقي بنخبة من رجال الأعمال السعوديين في مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية، حيث ستتاح الفرصة لرجال الأعمال من الجانبين للتعرف على فرص التعاون في قطاعات التجارة والصناعة والاستثمار وسبل مساهمة الشركات البرازيلية في تنفيذ المشاريع المختلفة في المملكة. ويقوم الرئيس البرازيلي والوفد الوزاري المرافق بزيارة إلى مقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بعد غد الأحد، يلتقي خلالها المسؤولين في الغرفة ورجال الأعمال لبحث التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.

واعتبر عبد الرحمن بن علي الجريسي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن زيارة الرئيس البرازيلي للسعودية تأتي في إطار الجهود المشتركة بين قيادتي البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الرامية إلى تطوير العمل الاقتصادي المشترك، وتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين في كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن الزيارة ستفتح المزيد من آفاق التعاون بين رجال الأعمال في البلدين في مختلف المجالات الاستثمارية، وأنه سيتم على هامش اللقاء التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الغرفة التجارية الصناعية بالرياض والاتحاد الوطني للصناعة بالبرازيل، إضافة إلى توقيع عدد من العقود بين الشركات السعودية والبرازيلية.

وأوضح الجريسي أن العلاقات التجارية بين المملكة والبرازيل شهدت خلال السنوات الماضية تقدما ملحوظا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.2 مليار ريال في 2003، كما أنه اقترب قليلا من المليارات السبعة في 2007، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات البرازيلية في المملكة بلغ نحو 55.5 مليون ريال، معربا عن أمله في زيادة هذا الحجم في ظل ما يشهده الاقتصاد السعودي من تنوع في الفرص الاستثمارية الواعدة التي تضمنتها خطط وبرامج النهضة التنموية، إضافة إلى النمو الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي.

وقال الجريسي إن رجال الأعمال في البلدين قادرون على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة واستغلالها بصورة مثلى تساعد في زيادة حجم التعاون الاقتصادي بما يخدم مصلحة البلدين، مؤكدا رغبة رجال الأعمال السعوديين في تعاون اقتصادي واسع مع أشقائهم البرازيليين في المجالات الصناعية والزراعية التجارية والتقنية، بما يساعد في توطيد أواصر العلاقة بين الشعبين الصديقين.