كيري: نافذة فرصة حل الدولتين بدأت تنغلق.. وعلينا أن نهيئ الشارع للسلام

TT

شدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري أمس على التزام الإدارة الأميركية بعملية السلام، محذرا من أن «فرصة حل الدولتين بدأت تنغلق»، مما يدفع باتجاه العمل السريع للسلام. وقال كيري في جلسة حول الأمن في المنطقة في منتدى الاقتصاد العالمي في البحر الميت بالأردن أمس، تركزت على الصراع العربي ـ الإسرائيلي: «التحدي الأكبر لنا وعلينا معالجته.. وإدارة الرئيس (الأميركي باراك) أوباما ملتزمة بذلك».

وشارك في الجلسة رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف وولي عهد البحرين الشيخ سلمان آل خليفة، اللذان شددا أيضا على أهمية التحرك في عملية السلام. ولفت ولي العهد البحريني أن التحدي الأكبر أمام العالم يأتي من «الدول الفاشلة التي تنمي المتطرفين».

وحرص كيري على قضية الاستعداد الشعبي للسلام والتخلي عن التصريحات المثيرة التي تقف في مجال السلام، قائلا: «علينا أن نعترف بالتصورات السائدة»، مضيفا: «علينا أن نهيئ الشارع للسلام»، ووجّه كيري كلامه إلى الجميع في المنطقة قائلا: «نحن ملتزمون بالسلام، ولكن نحن بحاجة إلى التزام الجميع». ورغم الصعوبات التي تواجه فرص السلام، منها «تقوية حماس وحزب الله، وانتخاب حكومة إسرائيلية ينظر إليها البعض على أنها تشكل صعوبات أكثر من فرص، فهذه لحظة فرص علينا أن نتمسك بها».

وكان السياسي الأميركي المخضرم كيري واضحا حول ضرورة «أن تتحسن حياة الفلسطينيين»، منتقدا التقاعس في الاستثمار في الضفة الغربية وفي غزة أيضا قبل سيطرة حماس عليها.

واعتبر كيري أن التغييرات في العالم العربي تجاه السلام ملموسة، قائلا: «من الواضح أن التصورات في هذه المنطقة تغيرت، هناك وعي بأن تهديد إسرائيل أقل من التهديد الإيراني». وأضاف: «في السابق كانت اللاءات الثلاث تجاه إسرائيل، اليوم اللاء تجاه إيران». وأكد كيري أن التعامل مع إيران وحل الملف الإيراني له دور في التوصل إلى سلام شامل في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا ملف ضروري في «الأمن الإسرائيلي». وتابع أن هذا العامل بالإضافة إلى الأهمية الجديدة المعلقة بمبادرة السلام العربية في واشنطن ومناطق أخرى تساهم في فرص السلام، بالإضافة إلى «وجود وضوح في الرؤية حول شكل الاتفاق النهائي حول هذه القضية».

وأكد كيري أن رسالة واشنطن لإسرائيل ترتكز على أهمية وقف النشاط الاستيطاني، قائلا: «شاركت مع نائب الرئيس (الأميركي جو) بايدن في فعاليات إيباك (مجموعة الضغط الإسرائيلية الفعالية في واشنطن)، وقلت لهم إننا مصرون على دعمنا لإسرائيل، ولكن عليهم معرفة أن الأوضاع على واقع الأرض يجب أن تتغير وأنه من الملزم وقف الاستيطان»، مضيفا: «إدارة أوباما تفهم ذلك». وتابع: «لعبة الازدواجية استمرت وقتا طويلا، علينا وقفها لأن نتائجها مكلفة جدا». ولفت إلى أنه تحدث مع المبعوث الخاص للسلام جورج ميتشل أول من أمس، وأن ميتشل «واثق جدا من الاتجاه الذي نسير فيه».

وكانت مستشارة الرئيس الأميركي فالري غاريت من بين الحضور في الجلسة، لكنها لم تعلق على الحديث.

وفي ما يخص سورية، قال كيري: «من الممكن أن يحدث تقدم إذا أوقفت سورية توجه المقاتلين الأجانب إلى العراق، وقد عملت ذلك في السابق، وأن نبقى على التواصل معها في المرحلة المقبلة»، مشيرا إلى أن «كل المسارات ممكنة، ولا يلغي مسار واحد المسار الآخر».