الحكومة التشادية تكشف لأول مرة تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية حول دارفور

انجمينا تستدعي سفيري ليبيا والصين احتجاجا على موقفهما في مجلس الأمن في رفض إدانة السودان

مجموعة من النازحات ينتظرن مساعدات طبية في معسكر مخيم زمزم في شمال دارفور (رويترز)
TT

كشفت الحكومة التشادية ولأول مرة أنها تعاونت في السابق مع المحكمة الجنائية الدولية في قضية الجرائم المرتكبة في دارفور، التي أصدرت قرارا بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير في مارس (آذار) الماضي، وأحمد محمد هارون الذي تم تعيينه مؤخرا واليا على جنوب كردفان، ومحمد علي كوشيب الذي يزعم انه قائد ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة.

وطالبت انجمينا تدخل الأمم المتحدة لحل نزاعها مع السودان وإبعاد الاتحاد الأفريقي لأنها فقدت الثقة فيه، وفي ذات السياق استدعت سفيري الجماهيرية الليبية والصين لدى تشاد وقدمت احتجاجا لهما حول موقف بلديهما في مجلس الأمن الدولي الذي أدان فيه المتمردين دون الإشارة إلى الحكومة السودانية، واعتبرت أن الدولتين كانتا سببا في صدور البيان الذي اعتبرته سلبيا. وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي إن بلاده تريد أن تقوم الأمم المتحدة وليس الاتحاد الأفريقي بحل أزمتها مع السودان، وأضاف أمام حشد من عدة آلاف من مؤيديه في العاصمة انجمينا أن تشاد فقدت الثقة في الاتحاد الأفريقي الذي أنحى باللوم عليه في الفشل في التعامل مع القضية السودانية.

وقال «فيما يتعلق بالاتحاد الأفريقي فإن تشاد تسحب ثقتها منه وتعهد بدلا من ذلك إلى الأمم المتحدة فقط لحل الأزمة بين تشاد والسودان».

وأضاف أن بلاده لن تشارك في أي اجتماعات أخرى بشأن السودان دون أن يذكر أي تفاصيل.

وأكد ديبي أن «تشاد ستتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية»، التي تريد القبض على البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور بالسودان.

من جهته قال وزير الإعلام التشادي محمد حسين مرسال لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته تعاونت مع المحققين الذين ارسلتهم المحكمة الجنائية الدولية للتحقق من الجرائم التي ارتكبت في اقليم دارفور، واضاف ان الحكومة ساعدت محققي المحكمة الجنائية الدولية في الاستماع لأقوال بعض اللاجئين السودانيين في شرق تشاد. من جهة أخرى استدعت وزارة الخارجية التشادية سفيري دولتي ليبيا والصين المعتمدين لدى انجمينا لإبلاغهما احتجاجات شديدة اللهجة لموقف بلديهما في مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية من رفضهما إدانة السودان بحسب اتهامات انجمينا في دعم المتمردين الذين دحرتهم القوات في معارك دامية الخميس الماضي، في وقت أعلنت انجمينا التعبئة العامة لكنها قالت ليس لنوايا هجوم على السودان.

وقال حسين إن خارجية بلاده استدعت سفيري ليبيا والصين المعتمدين لدى انجمينا وأبلغتهما احتجاج الحكومة التشادية من مواقف بلديهما في جلسة اجتماع مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية التي دان فيه هجوم المتمردين شرق البلاد، وقال ان مشروع البيان كان ادانة المتمردين وحكومة السودان التي تقف وراءهم بالدعم المالي والعسكري وتوفير المعسكرات لهم، واضاف ان بلاده لديها علاقات متميزة مع طرابلس وبكين خاصة ان الزعيم الليبي يتوسط في النزاع بين تشاد والسودان وان الصين لديها استثمارات ضخمة فيها، وتابع «لكن نستغرب من ذلك الموقف الذي قدم فيه مندوبا البلدين دعما للخرطوم خاصة ان كل الدول وقفت مع البيان عدا مندوبي ليبيا والصين.. لقد خذلونا وخرج البيان ناقصا دون إدانة السودان»، وأضاف أن سلوك البلدين لم يعبر عن صداقتيهما لانجمينا، وقال إن مندوبي الصين وليبيا لم يتخذا المواقف الصحيحة، مستبعدا اتجاه بلاده اتخاذ مواقف إضافية على البلدين وتركت الأمر للمعالجة الدبلوماسية.