باريس تستقبل الجزائري لخضر بومدين بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو

TT

كشفت مصادر أميركية أن لخضر بومدين، الجزائري المعتقل في غوانتانامو، الذي تمت تبرئته تماما بعد أكثر من سبع سنوات من المعاناة في معتقل غوانتانامو، غادر معسكر البحرية الأميركية في كوبا أمس، للحاق بأهله في فرنسا. وجاء الإفراج عن بومدين في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس أوباما عن تغييرات بخصوص اللجان العسكرية المرتقبة لمحاكمة بعض معتقلي غوانتانامو.

وقد وافقت فرنسا على استقبال المعتقل الجزائري لخضر بومدين. وتستقبله فرنسا بعدما برأه القضاء الأميركي كليا، رمزا لانتهاكات الحقوق، وهو من المعتقلين النادرين في غوانتانامو، المعروفين في الولايات المتحدة بعدما أصدرت المحكمة العليا الأميركية في يونيو (حزيران) 2008 قرارا يحمل اسمه، سمحت فيه للمحتجزين في المعتقل الأكثر إثارة للجدل في العالم برفع مسألة اعتقالهم إلى المحاكم الفيدرالية. وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) كان أول معتقل في غوانتانامو، برأه قاض فيدرالي أميركي مع أربعة من الجزائريين الخمسة، الذين اعتقلوا معه في خريف 2001 في البوسنة. وقد طلبت واشنطن من ألمانيا استقبال عدد من الصينيين اليوغور الـ17 المعتقلين الذين تمت تبرئتهم قبل سنوات. وبومدين هو ثاني سجين من قبل إدارة أوباما ينقل إلى بلد غير بلده الأصلي، ففي فبراير (شباط) نقل وبنيام محمد، وهو أثيوبي إلى بريطانيا. وبالإفراج عن بومدين البالغ من العمر 42 عاما، تكون فرنسا أول بلد من الاتحاد الأوروبي يستقبل معتقلا أطلق سراحه من غوانتانامو، دون أن يكون مقيما في فرنسا أو مواطنا فرنسيا، دعما لتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق هذا المعتقل، والتخلي عن وسائل الاستجواب والاعتقال المثيرة للجدل، المعتمدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن رسميا في الثالث من أبريل (نيسان) الماضي أن فرنسا توافق على استقبال معتقل سابق في غوانتانامو. يذكر ان المحاكم الأميركية أمرت بالإفراج عن 25 معتقلا، بينهم 17 من اليوغور الصينية. واعتقل بومدين في خريف 2001 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة، حيث كان يقيم بصفة شرعية، وسلم إلى السلطات الأميركية للاشتباه بأنه يدبر اعتداء على السفارة الأميركية في سراييفو، ثم نقل مع الموقوفين الخمسة الآخرين إلى غوانتانامو، بعد أيام قليلة على فتح المعتقل. وسرعان ما أسقطت الاتهامات بحقهم، لكنهم ظلوا قيد الاعتقال، ولو أنهم استمروا في تأكيد براءتهم.

* خدمة «واشنطن بوست».

خاص بـ«الشرق الأوسط».