بيلوسي تتهم إدارة بوش بالكذب بشأن التعذيب

TT

خاضت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي أول من أمس، غمار نزاع علني مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي.آي.ايه» بشأن ما كانت تعرفه من أساليب الاستجواب القاسية في عام 2002، وذلك في أحدث تطور في عاصفة سياسية محتدمة في واشنطن.

وردا على تقرير لـ«سي.آي.ايه» مفاده أنها أحيطت علما بأساليب الاستجواب التي تدينها الآن لكنها لم تنتقدها في ذلك الوقت، اتهمت بيلوسي «سي.آي.ايه» بأنها لا تقول الحقيقة، وذلك في مؤتمر صحافي في مبنى الكونغرس.

وقالت بيلوسي، أرفع عضو ديمقراطي في مجلس النواب، إن «سي.آي.ايه» تضلل الكونغرس.

وقد أصبح الجدال بشأن أساليب الاستجواب مصدرا للتوتر مع ضغط الليبراليين على الرئيس باراك أوباما لمقاضاة مسؤولي حكومة جورج بوش بسبب هذه الأساليب، وإصرار الجمهوريين على أن تلك الأساليب ساعدت في الحصول على معلومات استخباراتية ساهمت في تفادي هجمات على غرار هجمات 11 من سبتمبر (أيلول).

وناقضت «سي.آي.ايه» بيلوسي الأسبوع الماضي، قائلة إنها أحيطت علما باستخدام أساليب مثل الإغراق الوهمي في بيان إحاطة مؤرخ سبتمبر (أيلول) عام 2002.

وأكدت بيلوسي أنها تعارض الإرهاب بشكل قاطع، وأنها طوال حياتها العملية كانت تعمل في مجال حقوق الإنسان وأنها مناهضة للتعذيب. وكان قد صدر أخيرا مذكرة عن وزارة العدل تفيد بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية استخدمت أساليب الاستجواب بالماء ما لا يقل عن 83 مرة في أغسطس (آب) 2002 في استجواب أبو زبيدة المشتبه بكونه أحد زعماء تنظيم «القاعدة» في معتقل غوانتانامو في كوبا. وفي وقت سابق هذا الأسبوع قال مصدر كان قريبا من بيلوسي إن أحد مساعديها، مايكل شيلي، ذكر أنها قالت في فبراير (شباط) 2003 إن هذا النوع من التعذيب استخدم مع أبي زبيدة.

وأصدرت وكالة المخابرات تقريرا في شكل بيان يقول إن بيلوسي التي كانت آنذاك أكبر الأعضاء الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس النواب وبورتر غوس رئيس اللجنة آنذاك، تلقيا وصفا لأساليب الاستجواب المغلظة التي استخدمت. وتحت حصار أسئلة الصحافيين، قالت بيلوسي إنها أحيطت علما فحسب بأن حكومة بوش لديها الآراء القانونية التي تخلص إلى أن استخدام تلك الإجراءات جائز إلا أن الأساليب استخدمت فعلا. وقالت: «ورود الذكر الوحيد للإغراق الوهمي في ذلك التقرير كان أنه لم يتم استخدامه». وقالت بيلوسي إن «سي.آي.ايه» قالت آنذاك إنها لم تستخدمها بعد ولكن في الواقع فإنها كانت بالفعل تستخدمها. وكتب غوس في مقال في صحيفة «واشنطن بوست» في 25 من أبريل (نيسان) يقول فيه إنه وبيلوسي ونظراءهما في مجلس الشيوخ أحيطوا علما بأن «سي.آي.ايه» تحتجز وتستجوب إرهابيين ذوي قيمة عالية.

وأضاف قوله: «وفهمنا ما تفعله «سي.آي.ايه». وتمسك جورج ليتل المتحدث باسم الـ«سي.آي.ايه» برواية وكالة المخابرات قائلا: «التعبيرات التي تضمنها التقرير ـ وهي وصف أساليب الاستجواب المغلظة التي استخدمت ـ يصدق على التعبيرات التي وردت في سجلات الوكالة».