إسلام آباد: مسلحو طالبان يهربون بين المواطنين النازحين بعد حلق لحاهم

أكبر عملية فرار جماعي منذ حصول باكستان على الاستقلال عام 1947

مواطن باكستاني يحمل والده العجوز على كتفيه خلال رحلة الهرب من عنف وادي سوات (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤولون عسكريون أمس إن مسلحين تابعين لحركة طالبان يختبئون بين المواطنين النازحين للهرب من وادي سوات والوصول إلى الأمان داخل أي من المخيمات الأحد عشر التي أقامتها الحكومة في المدن التابعة لمحافظة الحدود الشمالية الغربية. وقال بيان أصدره الجيش الباكستاني أمس: «لدينا تقارير مؤكدة عن أن هؤلاء الإرهابيين التابعين لحركة طالبان يهربون من المنطقة بعد حلق لحاهم وشعر رؤوسهم».

وأكد مسؤول بارز في حديث إلى وسائل الإعلام أن مسلحي طالبان يختبئون بين المواطنين النازحين. وأضاف: «نراقب بحزم ونفحص كل من يصل إلى المخيمات التي أنشأتها الحكومة لاستيعاب النازحين المحليين في ماردان وسوابي». وحسب ما تفيد به تقديرات الجيش الباكستاني كان هناك نحو 4000 مسلح في وادي سوات وقت بدء العملية العسكرية هناك. ويزعم الجيش الباكستاني مقتل أكثر من 1500 مسلح منذ بدء العمليات المختلفة في العديد من المناطق داخل الوادي. وبمرور الأيام يحكم الجيش الباكستاني قبضته على الوادي ويجبر المسلحين على الهرب منه.

وتدفق فيضان جديد من اللاجئين إلى خارج وادي سوات امس، مع تخفيف السلطات مؤقتا من حظر التجوال المفروض توطئة لشن هجوم بري ضخم ضد مسلحي طالبان. وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين إنها سجلت ما يربو على 834 ألف مدني منذ الثاني من مايو (أيار) الحالي، علاوة على 555 ألف مدني آخرين كانوا فروا من المنطقة بسبب القتال المتصاعد منذ أغسطس (آب) الماضي. غير أن بعض النازحين لم يسجلوا أنفسهم، ويقدر أحد وزراء إقليم الحدود الشمالية الغربية الذي يضم منطقة سوات أعداد النازحين الجدد بـ1.5 مليون شخص، مع بقاء ما يناهز المليون عالقين في منازلهم. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى «كسب قلوب وعقول» أولئك المشردين، قائلا «سيكون أمرا مؤسفا إذا انتصرنا عسكريا وخسرنا على المستوى الشعبي». ورفعت قوات الأمن أمس خلال الفترة من السادسة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر حظر التجول المفروض مؤقتا عن بعض المناطق في سوات ومناطق لوار ديرو بونير المجاورة لسوات للسماح للأعداد الهائلة من السكان بالفرار من القتال المحتدم بين الجيش ومسلحي طالبان. ويحاول قرابة 15 ألف جندي باكستاني بدعم جوي ومدفعي القضاء على خمسة آلاف من متمردي طالبان في ساحة وادي سوات والمناطق المتاخمة له شمال غربي باكستان. غير أنه تعين وقف الهجوم في بعض المناطق للحيلولة دون سقوط خسائر بين المدنيين خلال القتال. ومن المتوقع نشوب معارك جديدة في منجورا أكبر مدن وادي سوات، ويعتقد أن آلاف المدنيين يعيشون ظروفا يائسة في منجورا، ذلك أن المنطقة كانت تخضع لحظر تجوال لعدة أيام. وقال الجيش إن العملية «تسير بشكل جيد» وأن الجنود تمكنوا من اتخاذ مواقع ثابتة في بيوشار أحد المواقع الرئيسية للمسلحين، حيث تم إبرار القوات المنقولة جوا هذا الأسبوع لتنفيذ مهام (بحث وتدمير). وقال المسؤولون إن أكثر من 800 مسلح و43 جنديا حكوميا لقوا حتفهم خلال الهجوم. غير أنه لم يتم التحقق من الإحصاءات بشكل مستقل. كانت العملية قد تم شنها في أبريل (نيسان) الماضي، عندما انهار اتفاق سلام مثير للجدل، وبعد أن اجتاح المسلحون الذين زادت جرأتهم منطقة بونير المتاخمة لسوات 100 كلم شمال غربي العاصمة إسلام آباد. وحظي التقدم الذي حققه الجيش الباكستاني بموافقة واسعة داخل البلاد وخارجها على حتمية القيام بتحرك حاسم ضد «الخطر الذي يهدد كيان باكستان».