مظاهرات يمينية متطرفة ضد أوباما ترافق رحلة نتنياهو إلى البيت الأبيض

اللوبي اليهودي يشهد خلافات حول ضرورة أو خطورة ممارسة الضغط على إسرائيل

TT

ترافق مجموعة كبيرة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بسلسلة مظاهرات احتجاج ضد سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي تنطوي على «ممارسة الضغوط على حكومة إسرائيل لتتنازل عن حقها التاريخي في أرض إسرائيل». وفي الوقت نفسه تشهد ساحة اليهود الأميركيين خلافات ما بين مؤيد للضغوط ومطالب بالامتناع عنها.

يُذكر أن نتنياهو يغادر إلى واشنطن في منتصف هذه الليلة، ليلتقي الرئيس أوباما في البيت الأبيض والعديد من المسؤولين الأميركيين، فضلا عن لقاء قادة التنظيمات اليهودية الأميركية.

وتُعتبر هذه الزيارة تقليدية في تاريخ العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية منذ حرب 1967، فكل رئيس حكومة جديد في إسرائيل لا بد أن يؤدي هذه الزيارة إلى البيت الأبيض في الأسابيع الأولى من تسلمه الحكم. وهناك من يسمي هذه الزيارة «حفل التتويج الحقيقي لرئيس الحكومة الإسرائيلية».

وتأخرت زيارة نتنياهو جراء مطالبته من قِبل إدارة أوباما بأن لا يحضر دون خطة عمل سياسية واضحة. فطلب إمهاله 6 ـ 8 أسابيع. وأرسل نتنياهو الرئيس شيمعون بيريس ليمهد له الأرض في البيت الأبيض ويطلب من الرئيس أوباما أن يتعامل معه بالصبر. وبدأ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة من جهته، وخصوصا في منظمة اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة «إيباك»، حملة لمواجهة الضغط المتوقع، ولكن اتضح أن في القيادات اليهودية الأميركية خلافا حول الموضوع. ففي حين تعترض «إيباك» بغالبية أعضائها على ممارسة الضغوط على إسرائيل، وتطالب بالتعامل مع نتنياهو بودية وتفاهم، يبدي البعض تفهمه لهذه الضغوط. وأصدرت منظمة «غاي ستريت» اليهودية اليسارية بيانا دعت فيه أوباما إلى إبداء «روح قيادية عالية» و«دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى انتهاز الفرصة التاريخية الحاسمة لتحقيق السلام بينهما». وقالت إن القيادتين لدى الطرفين مترددتان وتحتاجان إلى «أخ كبير يعينهما على إزالة العقبات في وجه السلام».

ولفت نظر الإسرائيليين ما قاله نائب وزيرة الخارجية الأمريكي ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الوزارة، جيفري فليتمان، لدى عودته من سورية. وفليتمان دبلوماسي أميركي معروف جيدا للإسرائيليين، حيث كان ملحقا سياسيا في السفارة الأمريكية في تل أبيب، وأُرسل إلى دمشق مرتين منذ تولي أوباما زمام القيادة. فقال أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ أمس، إن الولايات المتحدة ترى في السلام في الشرق الأوسط مصلحة عليا للأمن القومي الأميركي، وترى في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضرورة ملحة لأن إيران تستخدم هذا الصراع في خدمة مصالحها الذاتية. وقال ردّا على سؤال حول حسابات الأمن الإسرائيلية إنه من خلال خدمته الطويلة في إسرائيل يعرف جيدا أن السلام هو الخطوة الكبرى لتعزيز الأمن الإسرائيلي. وفُهم هذا القول على أنه موقف أميركي حاسم تجاه الادعاءات الأمنية الإسرائيلية لتبرير المماطلة في المسيرة السلمية، وأن إدارة أوباما لن تقبل أية مسوغات أمنية لهذه المماطلة.

وعشية سفر نتنياهو إلى واشنطن، تظاهر عشرات المستوطنين وبينهم العديد من نشطاء حزبه الليكود، أمام مكتبه في القدس الغربية، أمس، يهاجمون إدارة أوباما ويحذرون نتنياهو من الرضوخ لضغوطه. وقال عضو الكنيست ميخائيل بن آري إن نتنياهو بدا ضعيفا أمام النقابات في التحضير للموازنة العامة، وتوجه إلى نتنياهو قائلا: «إياك أن تكون ضعيفا وصغيرا أمام أوباما». وقالت له دانئيلا فايس عضو قيادة مجلس المستوطنات: «لا تكن أسدا علينا فتجمد المستوطنات، وجبانا أمام أوباما». وقال الرباي شالوم دوف وافا الرئيس الروحي للمستوطنين المتدينين، إن «نتنياهو يتردد في الموقف من موضوع الدولتين ولا يقولها واضحة: (لا للدولة الفلسطينية)، وهذا يكفي لمحاربته وضرورة العمل على إسقاطه في حالة استمراره في هذا الموقف الضبابي».

من جهة ثانية نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، صباح أمس، نتائج استطلاع رأي جاء فيه أن 52% من المواطنين في إسرائيل غير راضين عن أدائه كرئيس حكومة، وفقط 28% راضون، وأن 57% يطالبونه بالإعلان في واشنطن أنه يقبل التسوية الدائمة مع الفلسطينيين حسب مبدأ الدولتين للشعبين. وقال 45% إنهم غير راضين من أداء وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بينما حظي وزير الدفاع إيهود باراك بتقدير إيجابي من 60% من المستطلَعة آراؤهم.