موريتانيا: فشل الوساطة السنغالية بسبب الخلاف حول الإشراف على الانتخابات

المعارضة تطالب بعودة الرئيس المعزول وحل كتيبة الحرس الرئاسي

احد عناصر الامن الموريتانيين يقوم بحراسة مبنى البرلمان في العاصمة نواكشوط اثناء تنصيب الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله في الـ19 من ابريل 2007 والذي أقصي عن السلطة في اغسطس الماضي (أ ف ب)
TT

ذكرت مصادر مطلعة أن أطراف الأزمة السياسية القائمة في موريتانيا تتجه لإعلان فشل الوساطة السنغالية الرامية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف والسعي للتوصل إلى حل توافقي.

وأضافت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن فشل الوساطة السنغالية يعود لرفض الأغلبية الداعمة للجنرال المستقيل محمد ولد عبد العزيز بعض الشروط التي قدمتها قوى المعارضة ومن بينها الاستناد إلى مراقبين دوليين من بينهم الأمم المتحدة لتكليفهم بالإشراف على الانتخابات المقبلة بدل السلطات الحالية، فيما تتشبث الجبهة كذلك بمطلب عودة الرئيس المعزول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله والمطالبة بحل كتيبة الحرس الرئاسي التي كان يرأسها الجنرال المستقيل.

وأوضحت المصادر أن من بين نقاط الخلاف كذلك عدم اعتراف جبهة الدفاع عن الديمقراطية بالسلطات الحالية، إضافة إلى عقبات أخرى أهمها تباين وجهات النظر بين قوى المعارضة حيال عودة الرئيس المطاح به، حيث يرفض حزب تكتل قوى الديمقراطية الذي يتزعمه أحمد ولد داداه عودة ولد الشيخ عبد الله إلى السلطة فيما تصر الجبهة على عودته لفترة تمكنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى حسب المصدر تسيير المرحلة الانتقالية.

ويدور الخلاف كذلك حول طبيعة الوساطة الجارية، حيث يطالب البعض بأن تكون امتدادا للوساطة الليبية، فيما يرفض السنغاليون ذلك ويصرون على بقائها مستقلة عن كل الوساطات السابقة.

وكانت أطراف الأزمة السياسية في موريتانيا دخلت في أول اجتماع مباشر الليلة قبل البارحة، لمناقشة شروط المعارضة للدخول في حوار سياسي، المتمثلة في إلغاء ما تصفه بـ«الأجندة الأحادية» للمجلس العسكري الحاكم، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ووقف الحملات الإعلامية بين الطرفين، لكن الاجتماع انتهى من دون إحراز أي تقدم، واكتفت الأطراف بالاتفاق على عقد جولة ثانية من المفاوضات الاثنين المقبل، وسط أجواء من التفاؤل عبر عنها الوسيط السنغالي وزير الخارجية السنغالي، الشيخ التجاني غاديو، الذي وصف اللقاء بأنه يشجع على تقديم مقترحات مهمة ستساهم في حلحلة الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ انقلاب السادس من أغسطس (آب) .2008 وأضاف الشيخ التيجاني غاديو في تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي انعقد في نواكشوط برعاية وزير الخارجية السنغالي والوزير الليبي عبد السلام التريكي «إن مشاكل الموريتانيين لا يمكن حلها إلا بواسطة الحوار وقد استمعنا للأطراف كافة، وقد تعززت قناعتنا بقدرة الموريتانيين على الحوار وعلى حكمتهم».

وفي تصريح صحافي عقب الاجتماع قال وزير الخارجية السنغالي إن اللقاء كان «مشجعا للغاية وقد فتح آفاقا واعدة». وأضاف أن مشاكل الموريتانيين لا يمكن حلها إلا بواسطة الحوار وقد استمعنا للأطراف كافة وتحدثنا نحن ووصلنا إلى أن قناعتنا تعززت بقدرة الموريتانيين على الحوار وعلى حكمتهم وبأن بلدهم كبير. من جانبه قال عبد السلام التريكي إن الاتصالات المكثفة التي قام بها الرئيس السنغالي ومن بعده أعضاء فريق التفاوض أسفرت عن هذه الاجتماعات وتحقق هذا الاجتماع الثلاثي، حيث استمعنا إلى موقف ايجابي من الأطراف وهو «موقف يدعو إلى الحوار ويدعو إلى الوفاق لمصلحة موريتانيا».

وأضاف «نحن في الاتحاد الأفريقي سنستمر في دعم هذا الحوار وسنحاول أن نسهل الحوار بتقديم مقترحات يمكن أن تساعد، رغم إدراكنا أن الموريتانيين مدركون لأهمية ما يجري وفي النهاية الفصل النهائي سيكون للشعب الموريتاني عندما يبدأ في حل المشاكل وفي تقرير مصيره عن طريق الانتخابات التي ستجرى».

وقال القيادي في الجبهة، موسى فال، الذي شارك في الاجتماع «نحن متفائلون ونعتقد أن الاجتماع يفتح آفاقا جيدة. لقد حددنا مرحلتين الأولى تنتهي اليوم وتتضمن شروطا عملية وأجوبة عليها نرجو أن تكون ايجابية، ومتفائلون إزاءها لندخل في حوار جدي نرجو التوصل لحل شامل وتوافقي يخرجنا بشكل نهائي من الأزمة».