«القاعدة في بلاد المغرب» تطلب فدية 10 ملايين يورو للإفراج عن رهينتين

الجزائر تبلغ بريطانيا رفضها التفاوض مع الخاطفين

TT

أرجأ تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» تهديده بقتل الرعية البريطاني الذي يحتجزه منذ مطلع العام الماضي، وتخلى عن شرط الإفراج عن الأصولي أبو قتادة الفلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهينة، وعوضه بطلب فدية قيمتها 10 ملايين يورو. وأبلغت الجزائر بريطانيا معارضتها إقامة اتصالات مع الخاطفين.

وقال مصدر أمني لصحيفة جزائرية، إن فرع «القاعدة» في شمال أفريقيا وصحراء الساحل «أمهل» الحكومتين البريطانية والسويسرية فترة شهرين، في مقابل الإفراج عن السائح السويسري فيرنر غرينر في مرحلة أولى ويكون ذلك بدفع 10 ملايين يورو للخاطفين. وبعد أسابيع غير محددة، يتم الإفراج عن رفيقه البريطاني المحتجز آيدن داير. وأوضح المصدر نفسه للصحيفة أن التنظيم الإرهابي عبر عن طريق وسيط من أعيان قبائل طرقية بمالي، أن الإفراج عن السويسري سيكون بمثابة «تأكيد حسن نية» من جانب الخاطفين. ويفترض أن تسلم الحكومة السويسرية المبلغ للوسيط الطرقي حسب شروط «الصفقة». وأضافت الصحيفة أن القائد العسكري لـ«القاعدة» في الصحراء، عبد الحميد أبو زيد، وراء طلب الفدية وبإيعاز من قائده يحيى جوادي (يحيى أبو عمار) زعيم التنظيم في المنطقة الصحراوية، ومسؤول خطف السياح الأربعة في شمال مالي، الذين أفرج عن اثنين منهم رفقة دبلوماسيين كنديين اختطفا في النيجر مقابل الإفراج عن ثلاثة من أفراد التنظيم، كانت تعتقلهم السلطات المالية.

واقترحت «القاعدة» في «الصفقة»، ما يشبه هدنة تتوقف خلالها عمليات مطاردة عناصرها في الصحراء من طرف أجهزة أمن دول المنطقة. وتدوم الهدنة، حسب مصدر الصحيفة، شهرين على أن يتعهد التنظيم المسلح بوقف كامل لنشاطه أثناء هذه الفترة لتسهيل عملية تسليم مبلغ الفدية والإفراج عن الرعيتين الغربيين. وقال المصدر إن بريطانيا طلبت عبر وسيط من جنسية بوركينابية يقيم بأوروبا، تأكيدا من الخاطفين بأن حياة آيدن داير في مأمن وأن تتاح له فرصة إجراء اتصال هاتفي مع أسرته، كشرط لمواصلة التفاوض معها.

وذكرت الصحيفة أن الجزائر أبلغت السلطات البريطانية عبر قنوات غير رسمية، معارضتها إجراء أي اتصال مع الخاطفين على أساس أنهم ينتمون لتنظيم محظور في الجزائر، وعناصره متابعون بجرائم إرهابية وعلى رأسهم يحيى جوادي وأبو زيد، الذي يعتبر أحد قادة الجماعة التي اختطفت 32 سائحا أوروبيا في الصحراء الكبرى. وطلبت الجزائر من مالي والنيجر عدم الخوض في أي طلب غربي بشأن وساطة مع الخاطفين.

وكان التنظيم أصدر بيانا بشبكة الإنترنت في 26 من الشهر الماضي، جاء فيه أنه سيقتل الرهينة داير في حال لم تطلق بريطانيا سراح أبو قتادة الفلسطيني الذي تعتبره الجزائر منظر الجماعات الإرهابية بالجزائر. وأعطى الخاطفون لبريطانيا مهلة 20 يوما للإفراج عنه، انتهت أول من أمس. وسبق للخاطفين أنفسهم أن توعدوا بقتل رعيتين نمساويين بعد اختطافهم العام الماضي في تونس، وطلبوا الإفراج عن زوج إسلامي معتقل بفيينا نظير إخلاء سبيلهما. وانتهت فترة 8 أشهر من الاحتجاز بالإفراج عنهما مقابل فدية دفعتها الحكومة النمساوية قيمتها 3 ملايين يورو.