بومدين المعتقل السابق في غوانتانامو يدخل مستشفى قرب باريس وسط أجواء من التكتم

منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان ترحبان باستقباله في فرنسا

TT

أدخل الأخضر بومدين المعتقل السابق في غوانتانامو، الذي وصل أول من أمس إلى فرنسا، أمس مستشفى قرب باريس، وفق ما علم من مصدر عسكري وسط أجواء من التكتم الشديد.

وأضاف المصدر ذاته أن بومدين، 42 عاما، الذي برأه القضاء الأميركي، والمنهك بسبب 7 سنوات من السجن وأكثر من عامين من الإضراب عن الطعام، أدخل مستشفى بيرسي العسكري في كالامار، بعد أن وصل جواً إلى قاعدة ايفري (شمال غرب) العسكرية. ومن المقرر أن يلتقي الأخضر بومدين الذي وصل إلى فرنسا بطائرة عسكرية أميركية، بحسب محاميه الأميركي روبرت كيرش، في فرنسا زوجته عباسية بوعجيمي وابنتيه رجاء، 13 عاما، ورحمه، 8 أعوام، اللواتي وصلن مؤخرا إلى فرنسا قادمات من الجزائر حيث يُقِمن.

وأضاف المحامي أن بومدين سيقضي بضعة أيام في المستشفى لإجراء فحوص، وسينتقل إثر ذلك إلى شقة وضعتها الحكومة الفرنسية بتصرفه للتأقلم مجددا مع الحياة العادية.

وقال باقي أفراد أسرته المقيمين في فرنسا إن أخباره انقطعت عنهم منذ عدة أيام، وقالت قريبته لويزا بغدادي التي تقيم في شقة في نيس (جنوب شرق) مع أبنائها الخمسة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يغمض لنا جفن طوال الليل، ويزداد شعورنا بالقلق لأننا لا نعرف شيئا» عنه. وأكدت أنها مستعدة لاستقبال بومدين في شقتها، وقالت والغصة تخنق صوتها إنها على يقين أن بومدين «ليس في وضع جيد»، وأضافت: «كان يفترض في الحكومة أن تعطينا معلومات وتقول لنا كيف وصل وكيف هي حاله، وأن نعرف إن كان سيأتي للإقامة معنا. غير أننا لسنا على علم بأي شيء».

وغالبية العاملين في مستشفى بيرسي دي كالامار غرب باريس من العسكريين، غير أنه يستقبل مرضى مدنيين.

ومن جهتهما أشادت منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان باستقبال فرنسا الأخضر بومدين، معربتين عن الأمل في أن تستقبل الولايات المتحدة وبلدان أوروبية أخرى على أراضيها سجناء آخرين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صدر بعد ساعات من وصول بومدين إلى فرنسا، أن «الحكومة الفرنسية قامت بخطوة للمساهمة في طي صفحة مركز غوانتانامو للاعتقال».

وأضافت أن «على حكومات أخرى الاقتداء بهذه الخطوة الجديرة بالثناء، وعلى هذه الحكومات تقديم حمايتها إلى هؤلاء الأشخاص الذين كانوا في غوانتانامو، والذين ليس لهم مكان يذهبون إليه».

واعتبرت المنظمة أن على الولايات المتحدة أن تستقبل على أراضيها المعتقلين الذين برأهم القضاء من أي تهمة بالإرهاب لكنهم لا يريدون أن يعادوا إلى بلدانهم خوفا من تعرضهم للتعذيب.

ومن جهتها وصفت «هيومن رايتس ووتش» وصول بومدين إلى فرنسا بأنه «مشجع جدا»، ودعت باريس إلى أن تقدم له المساعدة للاندماج في المجتمع، وألا تعرقل حريته.

وكتبت المنظمة في بيان: «نأمل أن يكون بومدين الأول من المعتقلين الكثيرين الذين ستوافق فرنسا وبلدان أوروبية أخرى على استقبالهم». وقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن بومدين الذي برأه القضاء الأميركي وصل الجمعة الماضية إلى فرنسا.