وزير خارجية الأردن: المبادرة العربية لم تعدل ولن تتغير

جودة لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع مبادرة أميركية تشمل كل المسارات

TT

أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على أن المبادرة العربية لحل النزاع العربي – الإسرائيلي «مبادرة عربية» و«لم تتغير» بعد أن تحدث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن إمكانية اعتراف 57 دولة عربية وإسلامية بإسرائيل مقابل سلام شامل وعادل. وقال جودة لـ «الشرق الأوسط»، على هامش منتدى الاقتصاد العالمي، إنه «لا يوجد أي تغير على المبادرة العربية للسلام، المبادرة طرحت عام 2002، تم تبنيها في قمة بيروت وتم التأكيد عليها في القمم اللاحقة وبشكل مطلق عام 2007 وتم تبنيها مجددا في قمة الدوحة». وأضاف الوزير: «عندما يتحدث جلالة الملك مع المسؤولين في الإدارة الأميركية، فكله ينصب على ضرورة تفعيل هذه المبادرة، بشرط قبول إسرائيل لها.. ولا تغيير على المبادرة». ولكنه أردف قائلا: «إن المبادرة تم تبنيها من قبل القمة العربية وكذلك من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا يعني بطبيعة الحال أنه في نهاية المطاف وبعد إحقاق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وبعد الحل الشامل لهذا الصراع العربي الإسرائيلي، هذا يعني علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية وإسلامية». وأضاف: «هذا هو مفهوم المبادرة العربية للسلام»، مشيرا إلى أنه بعد أن «يحل العرب مشاكلهم مع إسرائيل والدول المعنية مباشرة تحل مشاكلها مع إسرائيل، لا يبقى أي سبب للدول الإسلامية لأن لا تقيم علاقات مع إسرائيل»، موضحا: «هذه الجائزة الكبرى لإسرائيل، المنطقة تنعم بأمن واستقرار وسلام، وإسرائيل تنعم بأمنها والدولة الفلسطينية تقوم، والأراضي العربية المحتلة تعود إلى سورية ولبنان». وحول الترقب العالي في المنطقة للكشف عن خطة للسلام برعاية أميركية، قال جودة: «المتوقع في المرحلة المقبلة هو إعلان خطة أميركية»، مضيفا: «زيارة الملك إلى واشنطن الأخيرة وأهمية الحديث مع الإدارة الأميركية والتزام الإدارة بحل الدولتين في إطار الحل الشامل لمنطقة الشرق الأوسط، ونحن نقول دائما إن جوهر هذا الصراع القضية الفلسطينية ولكن في إطار الحل الشامل والمسارات المختلفة، السورية واللبنانية والفلسطينية بالوقت نفسه الذي يؤدي إلى السلام الدائم والشامل». ولفت الوزير إلى «الحراك السياسي» الذي يستبق الإعلان عن هذه الخطة، إذ يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيسان الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك، واشنطن هذا الشهر. ولفت جودة إلى أن العاهل الأردني نقل للمسؤولين الأميركيين خلال زيارته لواشنطن «الموقف العربي المنبثق عن قمة الدوحة الأخيرة، التي تم التأكيد فيها على المبادرة العربية للسلام والتزام الأمة العربية بنهج السلام الذي يستند إلى تطبيق الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية وآلية المبادرة العربية للسلام، مبدأ الأرض مقابل السلام، وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني». وأضاف جودة: «ننتظر الآن الزيارة المهمة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن واستكمال مشاورات الرئيس الأميركي مع الرئيس المصري في نهاية الشهر والرئيس الفلسطيني أيضا بعد أيام، ونتوقع بلورة موقف أميركي واضح حول الخطة التي ستضمن إطلاق مفاوضات جادة مباشرة على المسارات المختلفة في الوقت نفسه، وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود، وهو حل السلام الشامل». وتابع: «ليس هناك فقط التزام من الإدارة الأميركية بحل الدولتين في الإطار الشامل ولكن أيضا إدراك لأهمية عامل الوقت». وكرر جودة الموقف الأردني تجاه التوقيت، قائلا: «هناك فرصة تاريخية، الحراك الذي شاهدناه بعد زيارة جلالة الملك ومشاوراته مع الأشقاء القادة العرب (خادم الحرمين الشريفين) ملك المملكة العربية السعودية وفي مصر وسورية، وكذلك لقاؤه مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن».

وفيما يخص المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة التي أشرفت عليها تركيا سابقا وتم تجميدها بعد حرب غزة، لم يوضح جودة ما إذا كان هذا الخيار قد تأجل في انتظار مفاوضات مباشرة شاملة بمظلة أميركية. وامتنع جودة عن التعليق على هذا المسار مباشرة، قائلا: «المطلوب هو إطلاق مفاوضات مباشرة على كافة المسارات، وألا يكون هناك مسار على حساب مسار آخر». وأضاف: «لا أستطيع أن أتحدث باسم سورية، وسورية تتحدث في شأنها، وهذا هو المتفق عليه مع الأشقاء في سورية من خلال التشاور والتنسيق، ولكننا متفقون مع الأشقاء في سورية على أن المفاوضات يجب أن تكون شاملة على المسارات الثلاثة». ولفت جودة إلى أن لقاء العاهل الأردني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عمان الأسبوع الماضي شهد «حديثا واضحا وصريحا حول ما هو مطلوب في المرحلة المقبلة وضرورة قبول إسرائيل مبادرة السلام وقبول حل الدولتين، وكان أيضا طرح جلالة الملك مع الإدارة الأميركية ومع كافة المعنيين بضرورة وقف المستوطنات وإنهاء الإجراءات أحادية الجانب التي تعرقل جهود إحياء السلام وخاصة فيما يتعلق بالقدس من حفريات وهدم وتهجير». ووصف جودة: «جو اللقاء بأنه كان جو صراحة وحديث مباشر وأستطيع أن أقول إن الحديث كان بناء وطرحت كل القضايا، وكان الحديث باتجاهين، استمع هو إلى وجهة النظر الواضحة والصريحة للملك لما هو مطلوب، واستمعنا إلى كلامه، ولكن كان هناك اتفاق بأن الهدف النهائي هو موقفنا الواضح بضرورة إحقاق السلام الشامل في هذه المنطقة ولكن هذا يتطلب حل الدولتين». وحول ما إذا كانت حكومة نتنياهو جادة في دعم السلام، قال جودة: «أتوقع أن اللقاء الذي يجمع الرئيس أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون في منتهى الأهمية، كان الرئيس الأميركي واضحا بأنه سيبلور موقفه بعد لقائه كل الأطراف المعنية». وكان النزاع العربي ـ الإسرائيلي وفرص عملية السلام، العامل السياسي الأبرز في المنتدى الاقتصادي الذي يحضره رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس اليوم. وبعد افتتاح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المنتدى أول من أمس، بالتركيز على فرص السلام وضرورة التعامل الدولي مع مبادرة السلام العربية، دارت النقاشات في المنتدى حول فرص السلام واللقاءات المرتقبة في واشنطن.

ومن جهته، قال مرات سارايلي، نائب رئيس إحدى أبرز الشركات التركية للتجارة «سارايلي»: «لا أحد يشك في المقدرة الاقتصادية لهذه المنطقة والطموحات البشرية والمصادر الطبيعية لها، لكن الكل يعلم بأن السلام هو المفتاح أو القفل، إما نتوصل لسلام يفتح المنطقة للعالم أو يقفلها». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أنا متفائل، فالفرص كبيرة في المنطقة، والتنمية والتطوير ممكن إذا حصلنا على السلام، فيمكننا أن نكون المحرك الذي يحرك الاقتصاد العالمي ويدفع العالم خارج الأزمة الحالية، لكن علينا التذكر بأن الكل، في القطاعين الخاص والعام، يتحمل مسؤولية».

ويذكر أن الملك عبد الله التقى بالقيادات العالمية الشابة في لقاء خاص ومغلق ثم لحقته مستشارة أوباما، فالري جاريت، في لقاء آخر مغلق مع القياديين من مجالات مختلفة الذين اجتمعوا على هامش المنتدى العالمي الاقتصادي، وكانت قضية السلام في المنطقة القضية الرئيسية في النقاش الصريح وكيفية استعداد سكان المنطقة للسلام.