نائب رئيس الاتحاد الوطني: إنجازات حكومة نيجيرفان بارزاني كبيرة.. لكن قواعدنا تطالبنا بتسلم رئاستها

رسول لـ «الشرق الأوسط»: نوشيروان مصطفى يتحمل مسؤولية الفساد في الحزب

TT

في حمأة التحضير لانتخابات برلمان إقليم كردستان، حيث ستبدأ الحملات الدعائية الانتخابية قريبا وستستمر لشهرين، تتضارب الآراء والتوقعات، خاصة بعد حدوث متغيرين رئيسيين الأول هو ترشيح القيادي السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني، نوشيروان مصطفى بقائمة مستقلة حملت شعار (التغيير) ، والثاني قيام الأحزاب الإسلامية الكردية بالترشيح بقائمة منفصلة عن قائمة التحالف الكردستاني التي تضم الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، قائمة الإسلاميين الأكراد هي الأخرى حملت شعارات تنادي بالتغيير والإصلاح.

وفيما يخفف البعض من تأثيرات قائمة مصطفى، الذي لا يزال عضوا غير قيادي في الاتحاد، فإن هناك من يتوقع حدوث مفاجآت طفيفة على الخارطة البرلمانية الكردية، ومنهم كوسرت رسول، نائب رئيس الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تنشغل قياداته وقواعده للتحضير لمسألتين مهمتين، الانتخابات البرلمانية التي ستقام في 25 من شهر يوليو(تموز) المقبل، والمؤتمر السياسي للاتحاد الذي سيعقد بعد سنوات طويلة من انعقاد مؤتمره السابق في عام 2001، من غير أن نستبعد مسألة بارزة أخرى تتدخل في صلب موضوع استحقاق الاتحاد الوطني لرئاسة حكومة الإقليم، التي لم تحسم بعد.

رسول، الذي يشغل ايضاً منصب نائب رئيس إقليم كردستان، قال لـ«الشرق الأوسط» في مكتبه بالسليمانية ان «الانتخابات البرلمانية الكردستانية المقبلة فيها مفاجآت لا يمكن ان نتكهن بنتائجها، هناك تنافس بين الأحزاب، لا سيما أن هناك الكثير من القوائم المنافسة، ونحن اتفقنا مع الحزب الديمقراطي الكردساني في قائمة واحدة تحمل اسم التحالف الكردستاني».

وحول ما تثيره قائمة (التغيير) التي يترأسها مصطفى، أوضح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني انه «حتى الآن لا تشكل قائمة نوشيروان مصطفى خطرا حقيقيا أو منافسا لقائمة التحالف الكردستاني». مشيرا إلى أن مصطفى «لم يستقل عن الحزب، وحتى الآن هناك اتصالات معه ولم تسفر عن أي نتيجة. مشيرا إلى انه ليس من حقه كعضو في الحزب ان يرشح بقائمة مستقلة ولم يتخذ الاتحاد أي إجراءات انضباطية بحقه». يذكر أن الرئيس طالباني كان قد أكد في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» عدم تأثر قائمة التحالف الكردستاني بقائمة مصطفى، وأنه (مصطفى) لن يستطيع أن يثلم من جماهيرية الاتحاد».

ويتحدث رسول بصراحة عن ابرز مشاكل حزبه، قائلا، إن «الاتحاد الوطني لم يعقد مؤتمرا سياسيا منذ زمن طويل، منذ 2001، وخلال هذه السنوات حدثت الكثير من التغييرات السياسية، وكان أبرزها إسقاط النظام العراقي وما جرى بعد إسقاط النظام، هناك تغييرات داخل بنية الاتحاد وعلى المستوى السياسي العراقي، لهذا حدثت تراكمات كثيرة، وسيكون هناك مؤتمر سياسي للاتحاد نهاية العام الحالي وسنشرك الكثير من الشباب في قيادات الاتحاد وبنسبة كبيرة ومن كلا الجنسين، كما ستكون هناك وجوه جديدة في برلمان كردستان حيث رفعنا نسبة مشاركة الشباب في البرلمان إلى 30%، وجعلنا الحد الأدنى لعمر المرشح لعضوية البرلمان 25 سنة، كي نتيح اكبر فرصة لمشاركة الشباب في العملية الديمقراطية والسياسية».

ويثير نائب الأمين العام للاتحاد الوطني مسألة رئاسة حكومة الإقليم التي ستكون من استحقاق الاتحاد في الدورة البرلمانية المقبلة، قائلا «رئاسة حكومة الإقليم هي حصة الاتحاد، وحتى الآن لم نتخذ قرارا بشأن هذا الموضوع، سواء سيمدد للأخ نيجيرفان بارزاني ام لا، وسنتخذ قرارا بهذا الشأن، لكن قواعد الاتحاد بالتأكيد لن توافق على التمديد وتطالب باستحقاق الاتحاد لرئاسة الحكومة الكردستانية، وحتى الآن لم نتحدث في القيادة عن مرشحنا لرئاسة الحكومة الكردستانية، المرشح الأوفر حظاً في رئاسة الحكومة من قبل الاتحاد هو الدكتور برهم صالح». لكن رسول يشيد في الوقت ذاته بإنجازات رئيس حكومة الإقليم وحكومته، قائلا، «لقد أنجزت حكومة نيجيرفان بارزاني الكثير وقطعت أشواطا مهمة جدا، ومقابل ذلك هناك بعض السلبيات التي تتمثل في عدم انجاز بعض المشاريع في وقتها المحدد، إما بسبب تقصير الشركات المقاولة أو عدم التشدد في الرقابة الإدارية».

وأكد نائب رئيس إقليم كردستان بأنه «ليس هناك أي تغييرات في رئاسة إقليم كردستان، والأخ مسعود بارزاني باق كرئيس للإقليم». منوها إلى أن «موضوع تقاعد الرئيس العراقي جلال طالباني يتعلق به وهو رأي شخصي، لكن هناك مطالب من الشعب العراقي وكتل سياسية وبرلمانية بضرورة استمراره كرئيس للجمهورية، ونحن كقيادة وقواعد الاتحاد الوطني الكردستاني نؤيد بقاءه لأنه ليس هناك من يستطيع أن يشغل هذا المنصب سوى الرئيس طالباني لا سيما وأن مام جلال شخص كفؤ وشخصية نادرة في تفكيره وأسلوب قيادته، وهو مهم للعراق وللمنطقة ككل».

ويصف نائب رئيس إقليم كردستان التعاون بين الحكومة الاتحادية والإقليم، بـ«الطبيعية، ويجب حل كل الإشكالات العالقة وفق الدستور العراقي الذي استفتى عليه الشعب، خاصة موضوع المناطق المتنازع عليها، ومحاولات تسويف المادة 140، سواء من قبل الحكومة الاتحادية أو بعض البرلمانيين العراقيين او ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا لن تنجح لأننا نعتمد على الدستور، وهناك مادة دستورية واضحة، ونحن لن نتنازل عن حق الأكراد في هوية كركوك اعتمادا على الدستور». ويضيف «المادة 140 واضحة وهناك بند يتعلق بالاستفتاء الشعبي لأهالي كركوك، فإذا ارتأى أهالي كركوك أن تنضم مدينتهم لإقليم كردستان، وهذا حقهم الديمقراطي والشرعي، فسوف يتم تنفيذ ذلك بأسلوب دستوري، أما إذا لا يريدون (أهالي كركوك) ذلك فلهم ما يريدون، ونحن سنحترم رأي الشعب». لكنه استدرك قائلا «هناك غبن من قبل الحكومة الاتحادية في التعامل مع الأكراد كشركاء في الحكم، خاصة في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، ووزارات الدفاع والداخلية والنفط والمالية كلها بيد الجانب الآخر».

وفيما يتعلق بموضوع تصدير النفط من إقليم كردستان، قال رسول، إن «قرار تصدير النفط من إقليم كردستان بداية الشهر المقبل سيتم تنفيذه وحسب اتفاق بين الحكومتين الاتحادية والإقليم، وهذا سيتم من اجل مصلحة الشعب العراقي، والواردات ستذهب إلى الخزينة المركزية في بغداد». واصفا «أداء الحكومة الاتحادية بأنه أفضل من السابق، خاصة فيما يتعلق بالملف الأمني، لكن هناك ملفات الفساد الإداري التي يتحدث عنها الإعلام وهذه يجب معالجتها». واعتبر رسول، أن «الديمقراطية موجودة بذات النسبة في إقليم كردستان وباقي مناطق العراق اعتمادا على نتائج انتخابات مجالس المحافظات، ثم إن الإقليم هو جزء من العراق».

وقال نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني «برأيي ومن اجل مصلحة العراق والشعب العراقي ككل أرتئي الترشيح للانتخابات البرلمانية في عموم العراق التي ستجري نهاية العام الحالي بقائمة ديمقراطية وطنية تضم تحالفات كردية عربية، هذا أفضل من الترشيح بقائمة كردية فقط». وعن الفساد المالي والإداري في الإقليم، أوضح رسول، قائلا، «نعم هناك أحاديث في الشارع عن الفساد المالي والإداري في الإقليم، وقد شكلنا لجان نزاهة ورقابة مالية اطلعت على كل الملفات، ولم تكشف عن وجود هذا الفساد الذي يتحدث عنه الإعلام او الناس». وحول ما يطرحه نوشيروان مصطفى من شعارات إصلاح وتهم فساد في الاتحاد، قال رسول «حسب رأيي الشخصي كان على مصطفى العمل من اجل التغيير من داخل الاتحاد وليس من خارجه، أما بصدد التهم بالفساد في الاتحاد فهو كان قائدا مهما داخل الاتحاد، وفي بعض الأحيان كان هو الشخص الأول مكرر، ومن المؤسسين للحزب وإذا كان هناك فساد فهو يتحمل جزءا من مسؤولية هذا الفساد وحسب موقعه ومسؤوليته في الاتحاد».

وبدا رسول متفائلا من العملية السياسية في الإقليم ومن علاقة حزبه مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقال، «أنا متفائل من العملية السياسية في الإقليم وعلاقتنا مع الحزب الديمقراطي ضرورية واستراتيجية من اجل كردستان ومستقبل الأكراد». كما قال رسول، إن «علاقات الإقليم جيدة مع الدول العربية خاصة السعودية ومصر والإمارات وكذلك مع تركيا وإيران».