زوجان قادمان من أميركا أول حالتين لإنفلونزا الخنازير في تركيا

المصابان الأميركيان من أصل عراقي كانا مع 5 من أفراد عائلتهما في الطريق إلى بغداد

صحافي تركي يلبس قناعا واقيا أثناء تغطيته لاول اصابة بانفلونزا الخنازير تكتشف في اسطنبول، أمس (رويترز)
TT

أكد وزير الصحة التركي رجب أكداج أمس تسجيل أول إصابتين بفيروس «اتش1 ان1» المسبب لإنفلونزا الخنازير في تركيا، موضحا أنهما لزوجين أميركيين من اصل عراقي كانا مع أفراد عائلتهما في طريقهم إلى العراق قادمين من أميركا.

وأفادت وزارة الصحة في بيان عبر البريد الالكتروني أوردته وكالة رويترز، بأنه تبين بعد وصول العائلة من الولايات المتحدة مرورا بأمستردام إلى مطار أتاتورك في اسطنبول في طريقهم للعراق في وقت متأخر من مساء أول من أمس، تبين أن الزوج مصاب بالفيروس. وقال أكداج للصحافيين في مؤتمر صحافي في اسطنبول أذيع على الهواء مباشرة إن الرجل البالغ من العمر 26 عاما وستة من أفراد عائلته تحت المتابعة في مستشفى تركي ويتلقون أدوية مضادة للفيروسات. وفي وقت لاحق تأكدت إصابة الزوجة أيضا بالفيروس. وأضاف الوزير أن الطائرة التي كانوا يركبونها كانت تقل 163 راكبا وجميعهم الآن تحت المتابعة لرصد أي أعراض إنفلونزا قد تظهر عليهم. وورد أن الطائرة تعود إلى شركة خطوط «كيه إل إم» الهولندية. وأوضح أكداج أن أفراد عائلة المرضى سيبقون في عزل صحي بمستشفى هاسكي باسطنبول حتى 21 مايو (أيار) لتحديد ما إذا كانوا هم أيضا يعانون من إنفلونزا «اتش1 ان1» لان الفيروس يحتاج لما يصل إلى أسبوع لإظهار نفسه. وأضاف «الحالة الصحية العامة للرجل جيدة». وصرح أكداج بأن أجهزة الرصد الحراري المقامة في المطار باسطنبول رصدت معاناة الرجل من ارتفاع كبير في درجة الحرارة وكشفت الفحوص التي أجريت في المعمل الوطني إصابته بفيروس «اتش1 ان1».

وتركيا دولة ترانزيت لآلاف العراقيين، خاصة الأكراد، الذين يعيشون في أوروبا وأميركا ويزورون ذويهم خصوصا في فصل الصيف. ومن شأن تسجيل هذه الإصابة دق ناقوس الخطر في العراق الذي لم تسجل فيه أي إصابة بهذا الفيروس. إلى ذلك، عززت السلطات الصحية في إقليم كردستان مؤخرا من إجراءاتها الاحترازية للتعامل مع الوباء، إذ أوعز وزير الصحة في الإقليم الدكتور زريان عثمان إلى جميع الإدارات الصحية في محافظات الإقليم بإقامة مستشفيات خاصة في المدن الرئيسية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك وتم تجهيزها بأطباء متخصصين وطواقم تضميد متمرسة إضافة إلى المستلزمات الطبية الضرورية أسوة بالمستشفيات الاعتيادية من حيث الأدوية والمختبرات الطبية، وذلك لتوفير العلاج اللازم للمصابين بذلك الوباء والذين قد يكون من بينهم مصابون بأمراض أخرى مزمنة مثل داء السكري أو القلب أو الضغط. وقد خصصت وزارة الصحة هذه المستشفيات فقط لاستقبال المصابين بوباء إنفلونزا الخنازير.

وفي المطارات والمعابر الحدودية اتخذت سلطات الإقليم إجراءات احترازية صارمة يتم من خلالها إخضاع القادمين إلى الإقليم وخصوصا أولئك المسافرين القادمين من الدول التي تفشى فيها الوباء إلى فحوصات وتحاليل طبية سريعة على عينات من الدم بغية التأكد من سلامة الوضع الصحي للداخلين إلى الإقليم. وقال الدكتور رنج أنور حمه أمين رئيس الوحدة الطبية في مطار السليمانية الدولي «إن السلطات المعنية شكلت منذ السابع والعشرين من ابريل (نيسان) الماضي غرفة للحالات الطارئة في مطار السليمانية، واتخذت التدابير والسبل الكفيلة بمواجهة وباء إنفلونزا الخنازير من خلال تحديد آلية للتعامل مع المصابين الذين قد يدخلون أراضي الإقليم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن رئاسة الصحة في السليمانية تولت تامين كل المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة حالات من ذلك النوع «سيما أننا نطلع يوميا على المعلومات التي تردنا من موقع منظمة الصحة العالمية بخصوص الدول التي تفشى فيها الوباء المذكور، وفي ضوء تلك المعلومات الدقيقة فان أي مسافر قادم إلى الإقليم من إحدى تلك الدول أو قام بزيارة إحدى تلك الدول قبل قدومه إلى الإقليم خلال مدة 7 ـ 10 أيام فانه سيخضع لفحوصات طبية دقيقة في الوحدة الصحية بمطار السليمانية من خلال اخذ مسحة من جسم المسافر المشتبه فيه وهو إجراء سريع جدا يمكننا بواسطته معرفة ما إذا كان القادم يحمل فيروس الوباء المذكور أم لا، إضافة إلى إجراء آخر يتمثل بأخذ عينة من الدم وإرسالها إلى المختبرات المتخصصة في بغداد للتأكد من النتائج». وقال «إن هذه الإجراءات تنفذ أيضا في مطار أربيل الدولي في ضوء تعليمات وزارة الصحة في الإقليم، كما أن سلطات الخطوط الجوية العراقية أبلغت كل المضيفات بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي شخص تظهر عليه أعراض السعال أو الزكام الحاد أو حالات التقيؤ والغثيان كي يتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة له فور دخوله الأراضي العراقية».