جدل بعد كشف برلماني مصري عن توزيع عملات ورقية تروّج لحزب الله

قيادي في الحزب الحاكم لا يستبعد ضلوع «الإخوان» بالمساعدة في نشرها.. والجماعة تنفي

عملة ورقية مصرية عليها ختم يحمل اسم حزب الله («الشرق الأوسط»)
TT

حذر نائب البرلمان المصري محمد مصطفى شردي من وجود مجموعات تروج لحزب الله الشيعي في مصر بعد كشفه عن وجود عملات مختومة بشعار «حزب الله أهل البيت ـ حبل الله»، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، في وقت اتهم الدكتور جهاد عودة القيادي في الحزب الحاكم، جماعة الإخوان المسلمين بالضلوع في توزيع تلك العملات، مشيرا إلى أن بعض أعضاء الخلية التابعة لحزب الله التي وقفتها السلطات كانوا أعضاء في الجماعة، وهو ما رفضه رئيس كتلة الإخوان في البرلمان المصري سعد الكتاتني، وقال إن تأييد الإخوان لحزب الله يتم في إطار تأييد مشروع المقاومة في مواجهة مشروع الصهاينة. وقال شردي، وهو نائب عن حزب الوفد المعارض، لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئت بانتشار هذه العملات في بورسعيد وأبلغني أحد الشباب بأنه وجدها مع والدته، ويبدو أن هناك من يحاول أن يستغل حب المصريين لأهل البيت للترويج لحزب الله في البلاد ونشر المذهب الشيعي، وهذا أمر مرفوض». وقدم شردي بيانا عاجلا في جلسة مجلس الشعب أمس وقال إن «هناك من يقوم بتوزيع عملات من فئة الجنيه وخمسة وعشرة جنيهات في محافظة بورسعيد مكتوب عليها (حزب الله ـ أهل البيت ـ حبل الله)، وهى العملات التي تُتداول بكثرة في أيدي البسطاء وبها رسالة واضحة لاجتذاب هؤلاء للعلاقة الوجدانية للمصريين مع أهل البيت».

وأضاف شردي: «حزب الله بعد محاولة اللعب السياسي يقوم بتشكل مجموعات لضرب المذهب السني من خلال توزيع الأموال على البسطاء»، وحذر من أن «هذا الأسلوب يضرب الأمن القومي المصري»، وأكد ضرورة عدم التسامح أو التساهل مع هذا الاتجاه. بدوره اتهم الدكتور جهاد عودة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء توزيع العملات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا تجاهل أن يكون للجماعة دور في الوقوف وراء الخلية، فاثنان من الموقوفين أعلنا أنهما كانا أعضاء في الجماعة».

وأضاف عودة أن «السلطات لم تقف كل الخلية، ويبدو أن من قام بعملية التوزيع هم البقية الباقية من الخلية». واعتبر أن «عملية توزيع تلك العملات بمثابة سكرات الموت، فهم يحاولون فعل أي شيء بعد إحباط كل مخططاتهم». ورفض رئيس كتلة الإخوان في البرلمان المصري سعد الكتاتني، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «تأييد الإخوان لحزب الله يتم في إطار تأييد مشروع المقاومة في مواجهة مشروع الصهاينة»، مشيرا إلى أن الإخوان يرفضون «التمدد الشيعي في بلاد السنة، ومن الغريب اتهام الجماعة، وهي أعرق الجماعات السنية، بالتشيع». وشهدت العلاقة بين حزب الله ومصر توترا شديدا في أعقاب الكشف عن خلية تابعة لحزب الله في البلاد، وهو ما أقره أمينه العام حسن نصر الله، لكنه أكد أن الخلية كانت تقدم مساعدات لوجستية للفلسطينيين، وتضم الخلية 49 من المصريين والفلسطينيين واللبنانيين والسودانيين، لكن السلطات اعتقلت منهم 21 شخصا.