الوزير باسيل يصف الطائف بـ«اتفاق الفساد».. ويحدد هدف الجمهورية الثالثة بإنهاء «الحريرية السياسية»

المعارضة تعلن لائحة مكتملة في بيروت الثالثة بمواجهة لائحة الحريري

TT

في الوقت الذي هاجم فيه وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل (صهر رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون) اتفاق الطائف بعنف ووصفه بـ«اتفاق الفساد» ودافع عن شعار «الجمهورية الثالثة الهادفة إلى القضاء على الامتيازات الحريرية السياسية»، أعلنت أمس المعارضة لائحتها الانتخابية في دائرة بيروت الثالثة (لائحة قرار بيروت الوطني) التي ستواجه لائحة قوى «14 آذار» و«تيار المستقبل» التي يترأسها النائب سعد الحريري.

وتضم لائحة المعارضة عشرة مرشحين هم: بهاء الدين عيتاني، خالد الداعوق، عمر غندور، عبد الناصر الجبري، إبراهيم الحلبي (سنة) غازي المنذر (درزي) نجاح واكيم (ارثوذكسي) ريمون أسمر (أقليات) وجورج أشخانيان (أرمني) ورفيق نصر الله (شيعي).

وتلا عيتاني (نائب سابق) البرنامج الانتخابي للائحة الذي يتصدره «العمل على ضرورة وضع قانون انتخاب عصري يقوم على النسبية المشاركة الفاعلة لفئات الشباب وإلغاء البعد الطائفي والمذهبي ومشاركة هؤلاء الشباب في تكوين السلطة».

أما المرشح نصر الله القريب من «حزب الله» فهاجم «تيار المستقبل» وشعاراته من دون أن يسميه، معتبرا أن «سماء بيروت الزرقاء ليست عقارا لأحد إنما هي ملك للأوفياء. وهي تعرف من باع فيها ومن اشترى، ومن قدم الدم. جئنا نرفع راية ولا راية غيرها، وهي راية المقاومة العربية... راية انتصار الـ2000 والـ2006، وراية التمسك بسلاحنا ضد الإسرائيلي حتى نحرر كامل أرضنا اللبنانية والعربية أيضا. إنها راية إسقاط المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي لتفتيت المنطقة ولبنان».

كذلك شهدت دائرة بعلبك ـ الهرمل ولادة لائحة «إنماء بعلبك الهرمل»، التي ضمت ثمانية أعضاء بدلا من عشرة. وبقي مقعدان شاغران لماروني وشيعي. وضمت خمسة مرشحين شيعة بدلا من ستة، هم: راشد صبري حمادة، وفادي علي يونس، وحافظ فهد أمهز، ومحمد حاج سليمان، ومحمد صبحي ياغي، إلى جانب مرشحين سنيين هما باسل الحجيري وفضل الله خضر صلح، والكاثوليكي خليل روفايل.

إلى ذلك، نظمت أمس «لائحة كرامة البقاع الغربي وراشيا» المؤلفة من الوزير وائل أبو فاعور، والنواب روبير غانم وجمال الجراح وانطوان سعد والمحامي زياد القادري والدكتور أمين وهبي، لقاء مع الفاعليات المسيحية في المنطقة. وأكد المرشحون على «مشروع بناء الدولة الحرة السيدة المستقلة الديمقراطية والتمسك بدستور الطائف والسعي إلى تطبيق أحكامه بالكامل من دون انتقائية» محذرين من «انتقال شرعية الأكثرية إلى يد القوة الميليشيوية المسلحة التي حاولت وتحاول الانقلاب على أحكام دستور الطائف وعلى رئاسة الجمهورية، بهدف تقويض مقومات الدولة الحقيقية وإسقاطها، لمصلحة الدويلة الأمنية المرتبطة بدول خارجية». وانتقدوا «طروحات المثالثة والجمهورية الثالثة كونها تؤدي إلى القضاء على لبنان الوطن، لبنان الرسالة القائم على التنوع بغض النظر عن العدد».

من جهته، دعا البطريرك الماروني نصر الله، في عظة ألقاها أمس، إلى «قراءة جيدة للأقوال التي تتساقط في هذه الأيام من كل ناحية وكل منها يريد أن يكسب المعركة الانتخابية ويستأثر بحكم البلد. ومعلوم أن البلد لجميع أبنائه». وقال: «لا يصحّ أن يكون الحكم حكرا على أي فئة أو حزب أو جماعة. وكما سبق لنا أن قلنا إن الديمقراطية الصحيحة هي التي يتناوب فيها على الحكم ما عرف بالموالاة والمعارضة. ولكل دوره شرط إطالة البال وانتظار كل فريق ساعته، بإقناع الشعب أي الناخبين، بصحة وجهة نظره. فعسى أن تسير الأمور في جو من الهدوء والرويّة».

واستقبل صفير نائب رئيس الهيئة التفنيذية لـ«القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي قال: «لدى الناس اليوم قلق كبير في ظل الأجواء التصعيدية من تهديد وتخوين. فهذه الأجواء لا تخلق المناخ الديمقراطي الذي ينبغي أن يذهب من خلاله الناس إلى الانتخابات النيابية بحرية لاختيار مستقبل وطنهم».

في المقابل، قال ممثل «حزب الله» في الحكومة وزير العمل محمد فنيش، ردا على اتهام الحزب بالسعي إلى المثالثة: «إن من يطرح المثالثة حتى الآن لم يقل لنا ماذا يقصد في المثالثة. المقصود بطرح المثالثة هو جزء من حملة تستهدف التأثير على خيارات الناخبين وخصوصا الناخبين المسيحيين من خلال توجيه اتهامات للمعارضة المسيحية وفي طليعتها الجنرال عون. هذا الفريق (الأكثرية) يلجأ إلى أسلوب بمنتهى السوء بحيث يجعل من موقع رئيس الجمهورية متراسا يقف وراءه ليتهم المعارضة أو ليحدث خلافا بين المعارضة ورئيس الجمهورية من خلال الحديث عن تقصير ولاية الرئيس».

أما الموقف الأبرز على ضفة المعارضة فصدر أمس عن وزير الاتصالات جبران باسيل الذي دافع، خلال لقاء انتخابي، عن شعار «الجمهورية الثالثة» الذي يرفعه «التيار الوطني الحر» وهاجم اتفاق الطائف، قائلا: «لا احد من المواطنين يستطيع ان يدعي انه تنعّم بالجمهورية الثانية كي يتمسك بها. فهذه الجمهورية التي أسسها اتفاق الطائف، الذي أرادوا منه المس بالسيادة اللبنانية، هي جمهورية بنت الفساد وعطلت آليات الحلول في المؤسسات. نعم نحن نعتز بأننا سنطلق الجمهورية الثالثة، جمهورية الإصلاح والتطور. والتغيير لن يحصل من دون محاسبة».

وأضاف: «لقد ارتضينا أن نكون بخط العماد عون، خط الخيارات السياسية الواضحة والمدافعة عن الحقوق. ولا تراجع في هذا المسار. فالجمهورية الثالثة هي لنقض امتيازات الحريرية السياسية وإنهائها. وهذا لا يعني إنهاء لآل الحريري أو لتيار المستقبل بل إنهاء للنهج الذي أفسد المؤسسات وجنَّس من لا حق له بالجنسية».

أما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد فرد أمس على من «يخيفون الناس من أنه إذا فازت المعارضة بالأكثرية في الانتخابات فسوف تحل كارثة اقتصادية في البلد». وقال: «نؤكد للجميع أن المعارضة المنفتحة على مصالح شعبها... هذه المعارضة ستحفظ القوة الاقتصادية للبلاد».

وتوقع المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله السيد، «ألا تغير الانتخابات المشهد اللبناني كثيرا لأن البلد محكوم بالديمقراطية التوافقية وسيخضع لحكومة وحدة وطنية تمنع سقوط الهيكل على رأس أي جهة أو فريق».