خطاب نصر الله يثير موجة استنكار ويحرك مجموعة مخاوف

وزير الإعلام اللبناني اعتبره محزنا ومستغربا ومفجعا

TT

بقي الخطاب التصعيدي الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الجمعة الماضي، ووصف فيه يوم 7 مايو (أيار) 2008، تاريخ هجوم المعارضة على بيروت والجبل، بـ«اليوم المجيد في تاريخ المقاومة» مادة لردود فعل مستنكرة ومجموعة مخاوف مما حمله من مواقف.

وفي هذا الإطار، وصف وزير الإعلام طارق متري، في حديث إذاعي بث أمس، كلام نصر الله بأنه «محزن ومستغرب بالحد الأدنى ومفجع بالحد الأقصى». وذكر أنه قرأ الخطاب «من زاوية اتفاق الدوحة وفي ضوء البندين اللذين يحذران من اللجوء إلى العنف والسلاح لحل ما يطرأ من خلافات ومن استخدام لغة التخوين والتحريض الطائفي لتحقيق مكاسب سياسية». وتمنى «ألا يكون التفكير بالسابع من أيار خرقا لاتفاق الدوحة» معتبرا أن «كلام السيد نصر الله لا يطمئن اللبنانيين لناحية عدم استخدام سلاح المقاومة في الداخل». وقال: «لا أفهم ما علاقة السابع من أيار بالمقاومة. هل كانوا يقاومون إسرائيل في رأس بيروت؟ وهل يقول نصر الله إن اليوم الذي جرحتك به وأهنتك هو يوم مجيد؟ من حق اللبنانيين على الأمين العام لحزب الله وعلى الحزب أن يجددا التزامهما الحقيقي أن سلاحهما لن يرفع في وجه أي لبناني آخر، لترفق الجدية بالصدقية لأن الجدية تحتاج إلى صدقية حقيقية بأن هذا السلاح لن يستخدم داخليا».

ورأى أن خطاب نصر الله «لا يطمئن اللبنانيين ولا يجعلهم يشعرون بأن لبنان بمنأى عن اللجوء إلى العنف من أجل تحقيق مكاسب سياسية» مؤكدا «الحاجة إلى حماية البلد من العودة إلى العنف لتحقيق مكاسب سياسية». ولاحظ أن هذا الخطاب «لا يندرج في سياق الخطاب الانتخابي لكونه يتجاهل (نصر الله) حلفاءه المسيحيين وخصوصا عندما قال إن المقاومة تستطيع أن تحكم لبنان. إن الخطاب يشكل قطيعة مع الآخر وليس له عائد انتخابي كبير».

وعلق عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا على خطاب نصر الله، فرأى أنه «يحمل تهديدات، ومعناه انه مهما كانت نتيجة الانتخابات فهم الذين سيحكمون وإلا سيعودون إلى 7 أيار آخر».

أما عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، فقال في لقاء شعبي: «ما أعلنه السيد حسن اعتبره البعض زلة لسان. فليعذرني (النائب) وليد جنبلاط هذه ليست زلة لسان وليست المرة الأولى. قلنا إنها زلة لسان عندما قال (نصر الله) إن مجلس النواب المقبل سينتخب رئيسا جديدا للجمهورية. وفي مضمون هذا الكلام، تحديدا، تقصير لولاية الرئيس. وبالأمس سمعنا كلاما أخطر من ذلك بكثير، سمعنا كلاما يمجد عملا ميليشيويا باقتحام مدينة بيروت وكأنها تل أبيب». وأضاف: «ليس زلة لسان بل هو كلام تهديدي، عندما يقول إنه قادر على حكم دولة أكبر من لبنان بمائة مرة. هذا الكلام فيه نفس انقلابي شئنا أم أبينا. وعندما يوضع في موازاة الجمهورية الثالثة واستعمال الثلث المعطل للدولة، وعندما يوضع في موازاة إقفال المجلس النيابي وتعطيل مدينة بيروت، وعندما يوضع في موضع استعمال السلاح ضد اللبنانيين لم يعد كلامه زلة لسان بل يصبح كلاما سياسيا خطيرا جدا ومتوترا».