منتدى البحر الميت: بيريس يدعو الأسد لمبادرة إجراء مفاوضات مباشرة

اعتبر كلام العاهل الأردني عن اعتراف 57 دولة بإسرائيل في إطار عملية السلام مشجعا

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مرحبا بالرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس قبل اجتماعهما على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في منطقة البحر الميت أمس (أ ب)
TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط أن تحقيق السلام يشكل مصلحة وضرورة لجميع دول المنطقة، مؤكدا على أهمية التحرك بشكل سريع لإطلاق مفاوضات تؤدي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وفي سياق إقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل، وفق المرجعيات المعتمدة خصوصا مبادرة السلام العربية.

وقال الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني، إن التقدم نحو حل الدولتين يتطلب وضوحا وصراحة حول الأسس التي يجب أن يقوم عليها السلام ويضمن ديمومته، مشيرا إلى أن لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي اتسم بالوضوح والصراحة وتم خلاله مناقشة جميع القضايا بدرجة عالية من المباشرة والحرص على اغتنام الفرصة السانحة لتحقيق السلام الدائم.

وقدم الرئيس بيريس خلال اللقاء الذي عُقد على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط الذي اختتم أعماله أمس، تصوراته حول التنمية الاقتصادية الإقليمية لدعم عملية السلام.

ورحب بيريس بتصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول السلام في الشرق الأوسط وإمكانية اعتراف 57 دولة بإسرائيل في إطار عملية السلام بين العرب والإسرائيليين، واعتبر هذا الكلام «مشجعا جدا».

وقال بيريس في جلسة حوارية عُقدت على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي: «لقد أشار العاهل الأردني إلى ما يسمى بـ57 بلدا مستعدا للسلام. أعتقد أن هذا أمر مشجع للغاية وجاء في الوقت المناسب».

وأضاف بيريس الذي تُعتبر مهامه فخرية بشكل أساسي أن «الفجوة بدأت تضيق بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيرا إلى أن «هذه الفجوة يمكن التغلب عليها إذا ما أدخلنا بعض الأفكار الجديدة».

وأوضح بيريس في مؤتمر صحافي أمس الأحد أن إسرائيل ملتزمة بخارطة الطريق، مشيرا إلى أنه يجب التفاوض في الأمور المتعلقة بتوفير الأمن لإسرائيل، وتساءل: «لماذا تطلق حركة حماس الصواريخ على إسرائيل وقد انسحبنا من غزة ولا يوجد أي جندي إسرائيلي فيها؟»، وقال إن «إسرائيل ستحترم أي حكومة فلسطينية ملتزمة بعملية السلام بحكم الجوار بيننا، وإن إسرائيل ستدعم أي حكومة فلسطينية تحترم الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل»، وقال إنه لا يوجد مفاوضات حاليا مع سورية وإنها متوقفة داعيا الرئيس السوري بشار الأسد إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل, قائلا إن أي مبادرة من هذا النوع ستؤدي إلى تنقية الأجواء بين البلدين.

وأضاف بيريس للصحافيين أن «أي مبادرة من جانب سورية ستكون أهم من كل المفاوضات، فالرئيس يقف هناك ويقول إنه لا يريد لقاء مباشرا»، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأسد, وتابع موجها كلامه إلى سورية: «لماذا أنت تريد أن نعطي شيئا ولا تريد أن تعطي شيئا في المقابل؟»، وأكد أن الحديث المباشر ليس جائزة لإسرائيل بل هو الأمر الطبيعي. وأكد من جهة أخرى أن نتنياهو سيلتزم بكل الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل سابقا وبحل الدولتين.

وردا على سؤال حول فتح الملف النووي الإيراني قال بيريس إن «إيران تهدد بمسح إسرائيل عن الوجود وإنها أصبحت مصدر تهديد للآخرين، أما بالنسبة إلى إسرائيل فإننا لم نقم في يوم من الأيام بتهديد أمن أي دولة ولم نصرح بذلك».

من جهة أخرى أطلقت على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط الذي اختتم أعماله أمس منطقة البحر الميت التنموية لتطوير المنطقة وجذب الاستثمارات السياحية إليها.

وقد حضر العاهل الأردني توقيع مجموعة من الاتفاقيات لتنفيذ مشروعات استراتيجية في مقدمتها تمويل جر مياه الديسي إلى عمان واتفاقية استغلال الصخر الزيتي من قِبل شركة «شل» العالمية.

وتم كذلك الإعلان عن عدد من المشروعات الحيوية تتمثل في مشروع نقل المياه الوطني من البحر الأحمر، ومشروع تصنيع الطائرات، وإنشاء المباني الذكية في منطقة أربد التنموية، ومشروعات صندوق «إنتل» لمنطقة الشرق الأوسط مع شركات أردنية، ومشروع حصاد الطاقة الشمسية في منطقة معان التنموية.

ووقع رئيس مفوضي هيئة المناطق التنموية صالح الكيلاني مع رئيس مجلس إدارة شركة البحر الميت للتنمية سعود نصيرات اتفاقية منطقة البحر الميت التنموية.

وقال الكيلاني إن الاتفاقية تهدف إلى تطوير منطقة البحر الميت وتهيئتها لاستقطاب استثمارات سياحية من جهة وضمان توزيع المكاسب التنموية من جهة أخرى.