أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن الرئيس السوري بشار الأسد «صادق وراغب في السلام وينبغي استئناف هذه المباحثات إذا وجدنا شريكا وطرفا»، وتساءل غل عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستغير وجهة نظرها بعد تحمل المسؤولية لتتحرك بواقعية، وذلك في محاضرة ألقاها الرئيس التركي في جامعة حلب في اليوم الثاني لزيارته سورية، وقال إن تركيا «تتطلع إلى ترسيخ العلاقات المتينة بالثقة المتبادلة في منطقة الشرق الأوسط»، لأن المشكلات فيها لا تتعلق بتركيا مباشرة، والكثير يسأل عن هذا الاهتمام التركي في التوسط بين سورية وإسرائيل وأطراف أخرى في المنطقة، لكنهم في النهاية يدركون أن «ما كنا نسير عليه هو الطريق الصحيح، ونحن نشعر أن إسهامنا سيكون له دور في الاستقرار».
وتعرّض الرئيس التركي للقضية الفلسطينية ورأى أنه إن «لم يتحقق قيام دولة فلسطينية مستقلة فلا يوجد سلام في المنطقة، ولا بد من استمرار المحادثات واسترجاع الأراضي التي تحتلها إسرائيل من سورية ولبنان»، وقال: «نعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل وتحقيق السلام في إطار القرارات والمبادئ الدولية بعد تصريحات أوباما الذي خلق جوا من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى النتائج المرجوة». وعن استئناف المباحثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قال غل: «توقفت المباحثات بسبب العدوان على غزة إلى حين وجود شريك في عملية السلام»، لافتا إلى ما قاله الأسد في هذا الخصوص، وقال إن الأسد «صادق وراغب في السلام، وينبغي استئناف هذه المباحثات إذا وجدنا شريكا وطرفا». ولفت الرئيس غل إلى التنسيق بين مندوبي البلدين في المحافل الدولية، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين «جديرة أن تكون نموذجا للدول الأخرى».
وقد اتفق الجانبان السوري والتركي على «اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين احتياجات سورية من الموارد المائية من نهري الفرات ودجلة»، وعلى «تجديد العمل بالعقد المتعلق بتزويد سورية بنحو 200 ميغاواط من محطات الطاقة التركية.