خادم الحرمين مخاطباً الإعلاميين: أنتم مسؤولون أمام الله وأمام الناس فيما يُنشر

أكد أن سعي بلاده لن يتوقف عند حدود معينة نحو توطين صناعة الإعلام

د. عبد العزيز خوجه يطالع صحيفة «الشرق الأوسط» خلال أفتتاحه مؤتمر الإعلام الدولي في الرياض أمس ويبدو بجواره د. عزام الدخيل الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (تصوير: أحمد فتحي)
TT

حمّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، العاملين في الحقل الإعلامي، مسؤولية ما يُنشر في وسائل الإعلام، وطالب بتحري الدقة فيما يُنشر، والمصداقية في نقل الحقائق بشفافية وأمانة.

وقال الملك عبد الله في كلمةٍ ألقاها نيابةً عنه، وزير الإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه، خلال افتتاح المؤتمر الدولي للإعلام، الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض على مدى يومين، «يعيش العالم اليوم انفتاحاً إعلامياً، مع تنامي ثورة الاتصالات وتقنية وأوعية المعلومات، التي جعلت العالم وكأنه بيتٌ صغير، من هنا واصل السعودي خطواته الواثقه، باقتدارٍ وثبات على المواقف، مع المواكبة المتواصلة للتطور ونقل الواقع الذي نعيشه على مختلف الأصعدة، رغم التحديات.

سعينا لن يتوقف عند حدود معينة، نحو توطين صناعة الإعلام، والأخذ بأحدث ما توصل إليه العالم في هذا المجال، مع حرصنا على التطوير والتحديث والتأهيل بشرياً ومادياً، والتنسيق مع المنظمات والمؤسسات العالمية في مختلف المجالات، ومنها المنظمة العالمية للصحافة والنشر. ويمثل الإعلام إحدى الوسائل البالغة التأثير في رسم معالم التعايش والتفاعل، وترسيخ مفهوم الحوار مع الحضارات الإنسانية، الذي أطلقناه في مكة المكرمة، مروراً بمدريد، وأخيراً من خلال مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك، ولعل هذا المؤتمر الدولي الأول للإعلام، يكون خطوةً أخرى نحو نقل الثقافة وفكر وتراث وحضارة المجتمع السعودي إلى العالم في أبهى الصور. إن الحرية الإعلامية المسؤولة، ومراعاة المصالح الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية، والحرص على احترام ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها، والتنظيمات المهنية، صفات يجب أن يتحلى بها الإعلامي النزيه، مع المحافظة على الحقوق المادية والمعنوية، للأفراد والمؤسسات، ومكاسب الأوطان ومقدراتها، وأنتم مسؤولون أمام الله وأمام الناس، فالمسؤولية عظيمة أعانكم الله على حملها والدفاع عنها من خلال تحري الدقة فيما ينشر، والمصداقية في نقل الحقائق بشفافية وأمانة.

لقد سعينا إلى المساهمة الفاعلة في تعزيز مكانة بلادنا على خارطة العالم، من خلال تأهيل القدرات البشرية والمادية، ودخلنا الألفية الثالثة بخطوات واثقة، وإصرار كبير على العطاء والتميز والإبداع، فكان اهتمام الدولة بالابتعاث والتدريب المتواصل للكوادر البشرية، مع الاستعانة المتواصلة بأحدث الإمكانات والتجهيزات الفنية والتقنية.

لقد تميز الإعلام السعودي بشكل عام والصحافي بشكل خاص، منذ بداياته المبكرة على يد الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ بالمصداقية الرفيعة، والشفافية العالية والاتزان الواعي، وفهم الاحتياجات المتنامية للوطن والمواطن، والمساهمة الكبرى في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والعالم، بحكمة وبعد نظر.

أدركنا أهمية مد الجسور مع الآخر، وتعزيز مفاهيم الاستفادة من النقاط المشتركة بين الدول والشعوب، وتفعيل أواصر المصالح المتبادلة، دون إفراط أو تفريط، معتمدين على إرثنا الوطني الكبير، وحضارتنا العربية، والإسلامية العريقة».