الأمير نايف: لن ننجر وراء فكر الثقافات الغربية ولا زيغ مدعي العلم

أسف لوجود سعوديين متورطين في باكستان ولبنان والعراق.. وانتقد عدم تنفيذ اتفاقية مكافحة الإرهاب العربية

TT

انتقد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي عدم تطبيق الدول العربية لاتفاقية مكافحة الإرهاب التي أقرت في العام 199، وهو العام الذي قال عنه الأمير نايف «لم يظهر الإرهاب فيه»، بيد أنه أشار أن هذه الاتفاقية لم تخدم ولم تنفذ في جميع المجتمعات العربية، متمنيا أن يفعّل هذا الموضوع قريبا.

وجاء كلام الأمير نايف في مؤتمر صحافي عقده في أعقاب رعايته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفل توزيع جوائز كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري والذي أقيم في العاصمة الرياض.

ولم يبد وزير الداخلية السعودي استغرابا في أن يحظى موضوع الأمن الفكري برعاية واهتمام من قبل القيادة السعودية، لافتا إلى أنه إحدى الركائز الأساسية لكل أمة، كما أنه لم تعد المخاطر المهددة له «مجرد تنظير وتوقعات، بل باتت حقيقة تستوجب مواجهتها ووضع الخطط والإستراتيجيات معها»، مشيرا إلى أن بلاده كانت في مقدمة الدول التي تأثرت بالإرهاب والغلو والتطرف، وأنها جابهت الموضوع باستخدام أفضل السبل لكشف غي هذا الطرح ومحاربة منابعه لإظهار حقيقة مخالفته للشريعة الإسلامية.

ورفض النائب الثاني الانجرار وراء فكر وثقافة وتراث المجتمعات الغربية، وقال «يجب أن نشاركهم في التقدم الصحيح، ولكننا نرفض أن ننجر وراء فكرهم»، وشدد على ضرورة مواجهة الشذوذ الفكري الذي قال انه «السبب الرئيسي في وجود الإرهاب».

ونبه إلى مخططات تستهدف بلاده والدين الإسلامي، مبرزا خطورة أنه «وجد من السعوديين من ينفذ تلك المخططات، وهذا أسوأ ما يكون حيث أنهم مدعومون من بعض الضالين ممن يقولون إنهم على علم». وقال «لا يشرفنا أن يكون أبناؤنا قتلة أبرياء سواء في العراق أو باكستان أو لبنان، وهذا أمر غير مشرف، ويجب أن يعلم من يوجههم هذا التوجيه أنه أخطأ بحقهم وحق دينهم ووطنهم».

ومقابل ذلك أشار إلى أن السعوديين المتورطين في أعمال عنف في الخارج «قلة، والصلاح للأكثر»، وتمنى أن يعود ممن بقي منهم على قيد الحياة لوطنه ودينه.

وجدد الأمير نايف بن عبد العزيز تأكيده لوسائل الإعلام في السعودية لأهمية القيام بدورهم إزاء مكافحة الإرهاب وفكر التطرف، معتبرا الدور الحالي «أنه دون المأمول، وليس بمستوى السعودية ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية والإستراتيجية»، وقال موجها كلامه للإعلام «إن عليه أن يكون على مستوى الواقع والأحداث، سواء إن كان إعلام الدولة، أو الإعلام الخاص».

وكانت جامعة الملك سعود التي احتضنت كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، قد منحت النائب الثاني ووزير الداخلية لقب «أمير الحكمة» نظير جهوده الوطنية والإقليمية والدولية في تعزيز الأمن والمعرفة والخير»، كما أعلن الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود عن مبادرة لذوي الشهداء تكفل فرص القبول المباشر لأبنائهم وبناتهم بجامعة الملك سعود، وتقديم خدمة الرعاية الصحية لأبناء وبنات وزوجات ووالدي الشهداء في كل من مستشفى الملك خالد والملك عبد العزيز الجامعيين، كما تشمل المبادرة توفير برامج تدريبية لزوجات الشهداء ومنح ميداليات جامعة الملك سعود للشهداء وتخليد ذكراهم في لوحة خاصة.

إلى ذلك استقبل الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي في مكتبه بالوزارة مساء أمس، الممثل الأميركي الخاص لشؤون أفغانستان وباكستان السفير ريتشارد هولبروك والوفد المرافق له.

وجرى خلال اللقاء مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وبحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

حضر الاستقبال وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم والقائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى المملكة ديفيد رانديل، وعدد من المسؤولين بوزارة الداخلية.