مبادرة مصرية لإنشاء مركز أفريقي للتعامل مع قضايا حفظ السلام

طرحت على الاجتماع الدولي التشاوري لكبار المسؤولين

TT

كشف دبلوماسي مصري عن وجود مبادرة مصرية لإنشاء مركز أفريقي للتعامل مع قضايا بناء السلام لتحديد الخبرات المطلوبة أفريقيّا، ووضع آليات إدارة المشروعات الأفريقية، وبناء المؤسسات وإصلاح النظم الأمنية في القارة الأفريقية، وخاصة في الدول الخارجة من نزاعات.

وقال السفير ياسر النجار مدير إدارة الأمم المتحدة بوزارة الخارجية «إن مصر طرحت هذه المبادرة على الاجتماع الدولي التشاوري لكبار المسؤولين حول بناء السلام فيما بعد النزاعات، الذي بدأ أعماله أمس بالقاهرة بمشاركة 50 دولة، و14 منظمة دولية وإقليمية عاملة في مجال حفظ السلام»، مشيرا إلى أن مصر «ترى أن البُعد الإقليمي في مجال بناء السلام هو بُعد مهم جدا». وأضاف «في إطار هيكل السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، هناك فجوة خاصة ببناء السلام، وهي فجوة كانت موجودة في الأمم المتحدة، وتم التعامل معها منذ عام 2005 بإنشاء لجنة وصندوق لبناء السلام، وكانت مصر أحد الأعضاء المؤسسين، وأسهمت في الصندوق بقدر كبير من المال. لذلك، اقترحت مصر إنشاء مركز أفريقي للتعامل مع قضايا بناء السلام في القارة الأفريقية».

وأشار النجار إلى أن الاجتماع سيستمع إلى عرض من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أشرف قاضي، وللممثل الخاص في تيمور الشرقية عن الخبرة المكتسبة في جنوب السودان وتيمور الشرقية في جهود بناء السلام، وسيتبع ذلك عرض آخر من مكتب بناء السلام بالأمم المتحدة للفجوات الموجودة حاليا، والتوصيات العملية لكيفية التعامل مع تلك الفجوات، وتحديدا مسألة القدرات المدنية للدولة الخارجة من نزاعات، بالإضافة إلى جلسات نقاش مفتوحة تتعرض لمسألة القيادة في مجال بناء السلام، والفجوات المؤسسية الموجودة، سواء في منظمة الأمم المتحدة، أو الاتحاد الأفريقي، أو الاتحاد الأوروبي.

وقالت السفيرة نائلة جبر مساعد وزير الخارجية للمنظمات والهيئات الدولية، التي تتولى الرئاسة المشتركة للاجتماع مع ممثل وزارة الخارجية الايرلندية «إن عقد هذا الاجتماع في مصر هو أمر مهم للغاية، لأن لمصر دورا أساسيا في عملية بناء السلام تاريخيا، وشاركت في قوات حفظ السلام، وعندما تطورت الأمم المتحدة من أعمالها وأنشأت لجنة بناء السلام، كانت مصر من أول الدول التي انضمت إليها»، مشيرة إلى أن موضوعات حفظ السلام، خاصة في مرحلة ما بعد الأزمات، مهمة للغاية، وخاصة في القارة الأفريقية، ومصر لها دور في هذا الأمر، وتهتم بمشاكل القارة. وأشارت جبر إلى أن مصر سعت لعقد هذا الاجتماع، للاستماع إلى تجارب ممثلي الأمم المتحدة في أماكن النزاع، ولتقييمهم للمشاكل العملية التي يواجهونها لإيجاد حلول لمواجهة هذه الأزمات، مضيفة أن لدى مسؤولي الأمم المتحدة مقترحات لبناء هذه القدرات، وتدريب العاملين في مجال حفظ السلام، ووضع الاستراتيجيات الملائمة والخطط العاجلة.