مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»: شبكات التجسس لإسرائيل تلقت ضربة قوية

الرئيس سليمان يطالب الأجهزة بتكثيف ملاحقة العملاء

TT

تستأثر قضية كشف شبكات التجسس العاملة لحساب إسرائيل، باهتمام الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية، إلى جانب المتابعة السياسية لخطورة وأبعاد هذه المجموعات المتغلغلة في النسيج اللبناني. وينصب الجهد الأمني بشكل أساسي على تعقب أفراد هذه الشبكات وتفكيك خلاياها يوما بعد يوم، استنادا إلى المعلومات والمعطيات التي تتوافر للتحقيق من خلال استجواب العملاء الذين جرى توقيفهم في مناطق مختلفة على مدى الشهرين الماضيين.

وفي تقييم دقيق لمسلسل التوقيفات الذي طاول المتعاملين مع استخبارات العدو الإسرائيلي، أكد مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجهزة الأمنية الرسمية مصممة على قطع دابر هذه الخلايا الخطيرة، لكن اجتثاثها يحتاج إلى وقت ليس بقليل وإلى تعاون تام بين الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنية وحتى المقاومة والمواطنين». وأكد أن «هذه الشبكات تلقت ضربة قوية، لكنها ليست القاضية لأن ما يتكشف من حقائق أثناء التحقيق مع أفرادها يشير إلى أن لبنان دخل في حرب مفتوحة مع مجموعات إسرائيل على أرضه. وبعض هذه الخلايا قد يختفي من الآن فصاعدا لوقت طويل بسبب موجة الاعتقالات، ثم لا يلبث أن يعاود نشاطه العدواني بعد أن تهدأ الأمور». وكشف أن القوى الأمنية «تبذل جهودا مكثفة في تتبع شبكات التجسس تفوق تلك التي بذلتها في ملاحقة المجموعات المتطرفة والإرهابية». هذا، وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، على الموقوفين حسن محمد شهاب، وشوقي نزيه عباس، وعلى المتوارين جمال نعمة ضو، وأبو محمد، وأديب، مجهولي باقي الهوية، لإقدامهم على «التعامل مع العدو الإسرائيلي وإعطائه معلومات لتسهيل فوز قواته ودخول البلاد من دون إذن مسبق» سندا إلى مواد تنص عقوبتها القصوى على الإعدام. وأحال الملف مع الموقوفين إلى قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر، طالبا إصدار مذكرات توقيف وجاهية بحق الموقوفين وغيابية بحق الفارين.

وقد تابع الرئيس العماد ميشال سليمان أمس، التقارير والمعلومات الواردة عن الأوضاع الأمنية، وخصوصا شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل. وطلب من الأجهزة تكثيف جهودها لملاحقتهم وعدم التهاون في القبض عليهم.

من جهته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، إن «ما جرى من كشف للعملاء هو إنجاز وطني كبير يقدر ويشكر كل من ساهم فيه». ورأى أن «كشف هذا العدد من الشبكات يثبت أن مكمن تهديد لبنان هو العدو الصهيوني وعملاؤه وليس في مكان آخر. وهذا ما يؤكد أهمية الاستراتيجية الدفاعية».