المغرب: معتقل ضمن «خلية بلعيرج» يشكك في مضمون المحاضر الأمنية

القضاء يشدد العقوبة ضد 9 متهمين في إطار تفجيرات 2007 بالدار البيضاء

TT

طلب العبادلة ماء العينين، المعتقل ضمن «خلية بلعيرج» المتهمة بالإرهاب، أمس، من كبار مسؤولي الدولة المغربية، تفادي قراءة المحاضر الأمنية المنجزة في حقه ضمن الخلية، كونها مصابة بوباء «أنفلونزا التزوير المفضوح»، المراد منه إنهاء التعددية الحزبية بالمغرب، وتشييع جنازة الديمقراطية الفتية، على حد تعبيره.

وقال ماء العينين، لهيئة المحكمة، بلغة عربية فصيحة، إن سيرته في الحياة تلخصت في قناعات فكرية، واختيارات سياسية، تحسب كاجتهادات نابعة من ثوابت الأمة المغربية، مشيرا إلى أنه نهل الفكر من أسرة وطنية عريقة بالمغرب، حيث تشرب الدفاع عن الوطن، وانخرط في جماعة «الاختيار الإسلامي»، فجماعة «الحركة من أجل الأمة»، وقام بنقد ذاتي ومراجعة نظرية، وترجيح فكري، فاستوى إلى الانضمام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، ذي المرجعية الإسلامية، حيث أسندت له مهمة الدفاع عن وحدة تراب المغرب، خاصة قضية الصحراء، بحكم انتمائه إلى المنطقة الجنوبية، كما أراد بمعية حزبه الدفاع عن مبادئ لإصلاح المجتمع.

واستغرب ماء العينين، إقحامه في هذا الملف الجنائي، مؤكدا أن التهم، التي نسبت إليه مجرد أراجيف، الهدف منها تقزيم دور الحزب في الدفاع عن الديمقراطية، ورفع منسوب الثقة في السياسة، خاصة من قبل شباب منطقة الصحراء، المهددين بإغراءات الانضمام إلى جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أنه كان ضمن ثلة من رفاقه في الحزب، من صاغ المسودة النهائية لمساهمة حزب العدالة والتنمية، الخاصة بـ«الحكم الذاتي». وأضاف ماء العينين، في بيان تلاه أمام هيئة المحكمة، أن جهات ما في الدولة، لم يسمها، أرادت بحزبه سوءا، وحاولت قدر الإمكان، تقليص دوره في الساحة السياسية، فكان لها ما أرادت، مشيرا إلى أن المحققين الأمنيين استغربوا في بادئ الأمر أن يكون منتميا إلى ذات الحزب، ولفقوا له تهما سجلت في المحاضر، رغم أنها متناقضة من حيث سرد الوقائع.

وأضاف ماء العينين، أن إقحامه في هذا الملف الجنائي، جاء نتيجة تدخله في قضية الصحراء، إذ كان يجري مفاوضات، بوساطة سودانية لثني جنوب إفريقيا، التي دعمها المغرب كي تتحرر من الاستعمار، للتراجع عن الاعتراف بما يسمى «الجمهورية الصحراوية»، مضيفا، «إذا كانت ضريبتي أن أسجن فلتنتصر وحدتنا الترابية».

وانتقد ماء العينين الطريقة التي عومل بها أثناء الاعتقال والتحقيق، مدعيا أنه تعرض لتعذيب، من أجل نزع الاعتراف، أو الإقرار باعترافات من وحي الخيال، مضيفا، أن الرواية الرسمية لحدث إقحامه في الملف، «تشبه ما جاء به السحرة وهم يواجهون النبي موسى، حيث استرهبوا الناس، وجاءوا بسحر عظيم، لكن الله أبطله»، مشيرا إلى أن المحققين الأمنيين قالوا، إنه دخل إلى المغرب في خريف عام 1992، لكي يلتقي بعبد القادر بلعيرج، الزعيم المفترض لهذه الخلية، صيف عام 1992، مطالبا، إن كان المحققون الأمنيون يؤمنون بنظرية ألبير اينشتاين، حيث قام برحلة شتاء وصيف، من خلال مركبة فضائية، ليثبت أن الخريف يأتي بعد الصيف، وليس قبله. ونفى ماء العينين أن يكون مد أحد الأعضاء، بمادة مخدرة، للسطو على متجر كبير في مدينة الدار البيضاء، حيث اعتقل أفراده المتورطون، واصفا الواقعة «بالاسطوانة المشروخة». وفي السياق نفسه، قررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا المجاورة للرباط، تشديد العقوبة السجنية في حق تسعة متهمين من أصل 51، ضمن مجموعة الانتحاري عبد الفتاح الرايضي، الذي فجر نفسه داخل مقهى للانترنت بحي سيدي مومن بالدار البيضاء في 11 مارس (آذار) 2007. وقضت المحكمة، في المرحلة الاستئنافية أول من أمس، برفع العقوبة السجنية من ثمانية إلى عشرة أعوام سجنا نافذا في حق ياسين بونجرة، ومن ستة إلى عشرة أعوام في حق خالد العياشي، ومن ثلاثة إلى عشرة أعوام في حق هشام معاش، ورفع العقوبة السجنية من ستة أعوام إلى ثمانية أعوام في حق عبد الصمد لمسيمي، ومن أربعة إلى خمسة أعوام في حق كل من عبد المولى الحافي، ومصطفى الزاوي، ومحمد البجيلي، وعبد الكبير الشاوي، فيما أيدت الحكم الصادر في حق باقي المتهمين البالغ عددهم 42 متهما، التي تراوحت ما بين البراءة و30 عاما.

وتعود وقائع النازلة إلى 11 مارس 2007، حينما فجر عبد الفتاح الرايضي، نفسه داخل مقهى للانترنت بحي سيدي مومن بالدار البيضاء بواسطة عبوة ناسفة كانت مخبأة تحت ملابسه، عندما منعه ابن صاحب المقهى من الدخول للاطلاع على مواقع تحرض على أعمال إرهابية، فيما لاذ شريكه يوسف الخودري، المدان على خلفية الإرهاب بالسجن النافذ مدة 15 عاما، بالفرار، بعد أن أصيب بجروح طفيفة، قبل أن تتمكن مصالح الأمن من إيقافه.