نائب الرئيس الأميركي يؤكد على استقلال وسيادة البوسنة

إجراءات أمنية مشددة وإغلاق العديد من الطرق التي سيمر منها بايدن

TT

بدأ نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أمس زيارة إلى البلقان تشمل كلا من سراييفو وبريشتينا وبلغراد، حيث استقبله كل من وزير الخارجية البوسني سيفن ألكلاي، والسفير الأميركي تشارلز انجلش، وسكرتير مجلس الرئاسة رانكو نينكوفيتش، ومحافظ سراييفو علي بهمن، وذلك فجر أمس. ويعتبر بايدن أعلى شخصية دولية مؤثرة تزور البوسنة منذ 10 سنوات. وتتزامن زيارة بايدن للمنطقة مع زيارة يقوم بها المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، الذي التقاه قبل اجتماعه بالمبعوث الدولي فلانتينو انزكو وبعضو مجلس الرئاسة حارث سيلاجيتش، ورئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك، ووفد من برلمان البوسنة بالإضافة لعدد من زعماء المعارضة. وذلك وسط اجراءات أمنية غير مسبوقة تذكر بما كان عليه الوضع إبان زيارة الرئيس الاميركي الأسبق بيل كلينتون لسراييفو، أو زيارة بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني. وقال وزير الأمن البوسني طارق صادوفيتش «اتخذنا أقصى درجات الحيطة والحذر، حتى تتم زيارة كل من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ورئيس السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا بدون أي مشاكل، «وكانت أجهزة الشرطة في البوسنة قد كونت قيادة موحدة لضمان سلامة نائب الرئيس الأميركي بادين»، وقد سبق الزيارة حضور عناصر كثيرة من الاستخبارات الأميركية لتفقد الوضع الأمني وسلامة الطرق التي سيمر بها بايدن، والمشاركة في توفير الحماية له. وأغلقت العديد من الطرق والشوارع في العاصمة البوسنية سراييفو من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الثامنة مساء، وشوهد حضور كثيف للشرطة على جوانب الطرق التي مر منها موكب بايدن. وقال بايدن أمس عقب لقائه أعضاء مجلس الرئاسة الدكتور حارث سيلاجيتش، وجيلكو كومشيتش، ورادمانوفيتش، وبعدد من المسؤولين البوسنيين، وكذلك المبعوث الدولي إلى البوسنة فلانتينو انزكو «الولايات المتحدة تدعم بقوة اتفاقية دايتون، وتؤكد على التزامها بحماية استقلال وسيادة البوسنة، والدفع باتجاه الاندماج في الشراكة الاوروأطلسية»، واضاف «لقد تحقق الكثير من التقدم على صعيد توحيد الجيش وبناء المؤسسات المركزية المشتركة ولا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به من إصلاحات لتمكين البوسنة وشعبها من القرب من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي». وتعتبر زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى كل من سراييفو وبريشتينا وبلغراد إشارة لعودة البلقان على رأس سلم أولويات السياسة الخارجية الأميركية، وهي السياسة التي اعتمدها الديمقراطيون، خلال حكم الرئيس بيل كلينتون، واعتبرها الجمهوريون في عهد جورج دبليو بوش ثانوية، مقدمين عليها قضايا أخرى في كل من آسيا وإفريقيا. وقال البيت الأبيض أمس وفق صحيفة بليك الصربية الصادرة في بلغراد أمس إن «البوسنة تمثل الرقم الأول في سلم الاولويات الأميركية، لذلك بدأ زيارته للمنطقة من سراييفو». من جهة أخرى تظاهرت أمس أعداد غفيرة من الصرب في شرق سراييفو ضد زيارة نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن وطالبوه بـ«عدم تدخل بلاده في الشؤون البوسنية». و«عدم السماح للسياسيين البوشناق بالدعوة لإلغاء كيان جمهورية صرب البوسنة». وقال محللون بلقانيون أمس إن زيارة بايدن إلى المنطقة أعد لها منذ فترة طويلة. وكانت الاعتقالات التي طالت عددا من العرب، من لوازم الزيارة، لكن الرقم لم يتجاوز ستة أشخاص، في حين كان مقررا اعتقال ما بين 40 و50 عربيا.