سفير الرئيس الأميركي السابق لأفغانستان قد يلعب دورا قياديا في حكومة كابل

المنصب الجديد لخليل زاد سيعطيه صلاحيات أقرب إلى صلاحيات رئيس الوزراء

TT

وفقا لمسؤولين أميركيين وأفغانيين كبار فإن زلماي خليل زاد، سفير الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في أفغانستان، ربما يتم تعيينه في منصب قيادي في الحكومة الأفغانية في إطار خطة يتناقش بشأنها حاليا مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

وكان خليل زاد، الذي يحمل الجنسية الأميركية والمولود في أفغانستان، يفكر في ترشيح نفسه أمام الرئيس الأفغاني كرزاي في الانتخابات المقرر إجراؤها الصيف الجاري، ولكن فوت خليل زاد الموعد النهائي لتقديم طلب الترشيح في الثامن من مايو (أيار) الجاري. ويقول مسؤولون أميركيون وأفغانيون إن خليل زاد كان يجرى مشاورات مع الرئيس كرزاي خلال الأسابيع القليلة الماضية حول تقلده منصبا مرموقا في الحكومة وصفه كلاهما بمنصب رئيس المسؤولين التنفيذيين بأفغانستان.

ويعد ذلك التحالف بينه وبين كرزاي تحالفا مثمرا بالنسبة لكرزاي لأنه بذلك يكون قد احتوى أحد خصومه المحتملين في الانتخابات المقبلة.

ومن جانبه، فإن البيت الأبيض لم يخف نفوره المتزايد من كرزاي، ويقول بعض الخبراء الأفغان إن وضع قائد قوي ومنافس مثل خليل زاد في الحكومة الأفغانية التي تفقد قدرتها على أداء مهامها بشكل متزايد ربما يكون مفيدا.

ويقول مسؤول رفيع المستوي في القيادة الأميركية إن المنصب الجديد لخليل زاد سيعطيه صلاحيات أقرب إلى صلاحيات «رئيس الوزراء عدا أنه لن يكون رئيس وزراء فعلي لأنه لن يكون مسؤولا أمام البرلمان».

وبحصوله على ذلك المنصب بالتعيين سيتمكن خليل زاد من الاحتفاظ بجنسيته الأميركية.

ويؤكد مسؤولون بالإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن وراء فكرة انضمام السيد خليل زاد إلى الحكومة الأفغانية ولم يدلوا بالمزيد من المعلومات حول المسؤوليات التي يمكن أن توكل إليه.

ويضيف المسؤولون أن كرزاي هو الذي بحث عن خليل زاد ولكن فكرة تعيينه كمسؤول تنفيذي رئيس كانت فكرة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.

وعبر مسؤولون أميركيون وبريطانيون ـ رفضوا الإفصاح عن هويتهم لأنهم غير مصرح لهم بالإدلاء بمعلومات حول ذلك الموضع ـ عن مخاوفهم من أن الاعتقاد بأن الغرب وراء خطة تعيين خليل زاد سيضر بتلك الخطة داخل أفغانستان. وقالت تيريسيتا سكافر، خبيرة مختصة بشؤون جنوب آسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «إن فكرة تولي أميركي منصبا بارزا في الحكومة الأفغانية هي فكرة تحمل مخاطرة بالنسبة لكل من الحكومة الأفغانية والشخص المرشح للمنصب».

وتضيف: «أيا ما كان الشخص الذي سوف يحكم أفغانستان فإن قدميه يجب أن تكونا راسختين على الأرض الأفغانية وأنا أعرف أن خليل زاد لديه خبرة طويلة بأفغانستان فهو كان مشاركا في الأحداث هناك بدرجة لم يصل إليها سفير من قبل».

والتقي خليل زاد الرئيس الأفغاني كرزاي أثناء زيارته لواشنطن قبل أسبوعين وتحدثا حول المنصب ثم سافر خليل زاد إلى العاصمة الأفغانية كابل منذ عدة أيام لاستئناف المشاورات مع كرزاي الذي تتزامن حملته الانتخابية مع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.

ويقول المسؤولون إن الرئيس الأفغاني كرزاي قد عرض خطته لتعيين خليل زاد علي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي لأفغانستان ريتشارك هولبروك أثناء زيارته لواشنطن ولكن أوباما وكلينتون وهولبروك قد أخبروا كرزاي بأن قرار تعيين خليل زاد يرجع له ولخليل زاد.

وستسمح الخطة بتعيين خليل زاد على مقربة من رأس حكومة تابعة لكرزاي لإدارة الرئيس الأميركي أوباما بفتح قنوات تسمح بتعزيز المصالح الأميركية في أفغانستان خاصة القضاء على الفساد وتجارة المخدرات والتي يعتقد مسؤولون أميركيون بأنها ساعدت مسلحي طالبان على استعادة قوتهم.

وبالرغم من أن خليل زاد كان يعمل في إدارة بوش ـ كسفير في العراق والأمم المتحدة ـ فإنه تمكن من تكوين صلات مع إدارة أوباما والتقي بهولبروك في وزارة الخارجية مرتين. وتعذر الوصول لخليل زاد للتعليق خلال يوم الاثنين.

وتمكن كرزاي من تجنب ترشح منافسين آخرين له خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة.

فقد انسحب غل أغا شيرازي، الحاكم الإقليمي لناجاهار، من السباق الرئاسي المقبل عقب اجتماع استمر لمدة أربع ساعات مع كرزاي.

وعين كرزاي محمد قاسم فهيم، أمير الحرب السابق والذي أصبح لاحقا وزيرا للدفاع، كأحد نائبيه في الفترة الرئاسية المقبلة وهي الخطوة التي تم اعتبارها محاولة لتعزيز علاقة كرزاي بأحزاب المجاهدين السابقين.

وأثار ترشيح فهيم لذلك المنصب انتقاد كاى إيدي، الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان، لما أثير حوله من شبهات تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان.

ويشير مسؤولون أميركيون وأفغان إلى أن التحالف بين كرزاي وخليل زاد لا يزال غير مؤكد حتى الآن.

وبما أن عدد من الوزراء في حكومة كرزاي قد أعربوا عن اعتراضهم على ذلك التحالف فإنه من غير الواضح إذا كان السيد كرزاي لا يزال مرحبا بتعيين خليل زاد خاصة بعد انتهاء المدة المحددة للترشح للانتخابات الرئاسية.

وتربط كرزاي وخليل زاد علاقة طويلة ومضطربة، في بعض الأحيان، فقد كانا يلتقيان أثناء عمل خليل زاد كسفير لأفغانستان في الفترة 2003 إلي 2005 التي كان يترأس فيها كرزاي الديمقراطية الوليدة وكان مقربا من الغرب.

وتباعدت المسافة بين الرجلين عقب توتر العلاقة بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا للمزاعم المتعلقة بالفساد، وزاد ذلك التباعد بعد إعلان خليل زاد عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية.

واصطدم خليل زاد الذي عمل في إدارة الرئيس الأميركي بوش بعدد من المسؤولين الأميركيين بما فيهم وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.

ولكنه واجه المشكلات عندما ظهر مع وزير الخارجية الإيراني من دون الحصول على إذن مسبق من البيت الأبيض وأغضب المسؤولين بوزارة الخارجية عندما رتب لقاء في دبي مع آصف علي زرداري للتشاور حول ترشح زرداري في الانتخابات الباكستانية الرئاسية في الوقت الذي كانت تحاول فيه الولايات المتحدة إقناع الباكستانيين بأنها لا تنوي التدخل في شؤونها السياسية الداخلية.

* خدمة نيويورك تايمز «الشرق الأوسط»